الخبز الحرام

في ولاية داخلية قام المسؤول الأول فيها بزيارة مباغته لمشروع متعلق بانجاز طريق، فوجد العمال يضعون الزفت فوق التراب مباشرة، بمعنى ان هذا مشروع الذي كلف الدولة الشيء الفلاني تنتهي صلاحيته في اول قطرة مطر، ربما لهذا جرفت الامطار الاخيرة المسالك والطرق والمشاريع المغشوشة، وان كان الغش في المشاريع امر مفروغ منه بسبب غياب الحساب، فإنه لحد كتابة هذه الاسطر لا احد يعلم ان كان الوالي قام بالاجراءات القانونية لمحاسبة مرتكب هذه الجريمة او اكتفى بتوجيه انذار له او توقيف الاعمال، لأن كل البلاوي والمصائب التي تحدث سببها غياب الرقابة وغياب الحساب والعقاب والكل يعمل بشعار عنوانه- خليه ياكل الخبز- و سياسة اكل الخبز الحرام تسببت في اضرار خطيرة للشعب ولاقتصاد البلاد وسمعتها حتى صرنا مضرب الأمثال في -الخبزة- التي تؤدي الى التهلكة، وصرنا علامة فارقة في الفساد بل ونتصدر قوائم الدول الفاسدة التي يخرب اهلها بيوتهم بأيديهم، لقد تحولت سياسة اطباق الصمت على الغش في المشاريع الى ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل بعدما تسببت في حرق ملايير الدولارات التي راحت في اكل الخبز الحرام، وللاسف الشديد الذين يأكلون السحت يحجون البيت الحرام ويصلون الصلاة في وقتها في الصفوف الأولى ويحملون بين اناملهم مسبحة.