"الخبر" تنقل تفاصل حادثة انتحار دحمان احمد بعين بوسيف بالمدية

لا حديث هذه الأيام ببلدية عين بوسيف جنوب شرقي المدية إلا عن حادثة الانتحار المروعة التي هزت سكون المدينة الهادئة التي لما زرناها أمس حاولنا الغوص في حادثة الانتحار حرقا بالبنزين التي نفذها دحمان أمام مقر الدائرة صبيحة الثلاثاء الفارط احتجاجا على عدم ورود اسمه في قائمة المستفيدين من الحصة السكنية المقدرة ب440 .دحمان احمد حول الانتحار سنة 2013 لكن........؟ حينما دخلنا بلدية عين بوسيف في الساعات الأولى من صبيحة أمس كان الهدوء يطبع المدينة، أول ما صادفنا ونحن نلج شارعها الرئيسي هي دوريات سيارات الدرك والوطني والشرطة التي تجوب الشارع للمدينة، كما تواجد بعض أعوان الأمن أمام مقر الدائرة والبلدية على حد سواء رغم انه يوم عطلة، فكان لقاءنا الأول على طاولة إحدى المقاهي رفقة مواطنين اثنين ....الجعبي حاول الانتحار بالبنزين سنة 2013 لما اكتشف انه أقصي من قائمة حصة 275 سكن، إلا أن نجدة المواطنين حالت دون ذلك يقول احدهم مضيفا ..وهاهو يكررها مرة ثانية وعلى عجلة من أمره حسب شهود عيان ..لما صدم بعدم ورود اسمه، توجه صوب مقر الدائرة وجد بعض المحتجين رفقة مصالح الأمن، ركن سيارته من بيجو 504 قديمة في الجهة المقابلة للمقر، ليقوم بفتح الصندوق الخلفي للسيارة واخرج منه قارورة مملوءة بالبنزين وراح يرش على كامل جسمه ..وفي رمشة عين أشعل ولاعة سجائر لتغمر جسده النحيف النيران... و هذا أمام مرأى الجميع بما فيهم رجال الأمن، حسب تصريحات ممن حضروا الواقعة دون أن يحاول احد نجدة دحمان...ويبقى المؤسف أن هناك من فقد أحاسيسه وراح يصور بهاتفه النقال مشهد دحمان وهو يصرخ ويستغيث من اجل نشر بشاعة المشهد وبالمجان على صفحات التواصل الاجتماعي....وبعد حضور مصالح الحماية المدنية تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى وهذا بحضور ابن عمه الذي حضر بعد ان التهمت النيران جسد دحمان الذي روى لنا قصة تصوير الشباب للمشهد..لم يجرؤ احدهم لنجدة ابن عمه..و لخطورة الحروق تقرر تحويله إلى مستشفى الدويرة الذي مكث به يومين لينزل خبر الوفاة كالصاعقة على أفراد عائلته وأقاربه وسكان عين بوسيف الذين اجلوا الاحتجاج بعد سماعهم خبر وفاة احمد. البيرين تنقذ عين بوسيف.........؟ بعد هذه الحادثة قرر أفراد عائلته وعلى رأسهم الوالد دحمان عبد الحميد القاطن ببلدية البيرين ولاية الجلفة دفن ابنه احمد بمقبرة الجوابر وهذا خوفا من حدوث أشياء لا تحمد عقباها بعين بوسيف بعد عملية الدفن بسبب حالة الاحتقان السائدة في أوساط المحتجين الذين لم يجدوا بدا من التنقل مساء الخميس إلى البيرين لحضور جنازة الفقيد احمد الذي لم يكن يعلم انه سيكون ضحية المسؤولين "الحقارين" هكذا قال لنا شقيقه صلاح الدين مضيفا أنه لن يهدا لي بال ما لم تتدخل السلطات العليا في البلاد وعلى رأسهم وزير العدل لمعاقبة المتسبب في شطب اسم دحمان من قائمة المستفيدين منذ خمسة أشهر قبل نشر القائمة.. الوالد يتعهد برمي أحفاده في المكان الذي شهد واقعة انتحار ابنه. في محاولة منها للاقتراب من عائلة الضحية تنقلت –الخبر- إلى بلدية البيرين وبالضبط إلى حي بخوش بن هلال أين كان بيت العزاء، فاستقبلنا بالحفاوة من طرف جميع أفراد العائلة الذين رغم تأثرهم بفقدان ابنهم إلا أنهم امتلكوا الشجاعة وراح كل واحد فيهم يفرغ ما بداخله، وكانت البداية مع الوالد دحمان عبد الحميد البالغ من العمر 66 سنة الذي شرح لنا كل ما يتعلق بالعائلة..صب جام غضبه على بعض وسائل الإعلام التي تحدثت عن امتلاكه لقصر بالبيرين...قائلا لنا انظروا وتمتعوا بهذا القصر الذي هو عبارة عن مسكن عادي به ثلاث غرف ومطبخ صغير...يأوي 11 فردا بالإضافة إلى أفراد عائلة الفقيد احمد الذي منحه غرفة من بين الثلاثة خلال العطلة الصيفية لأنه كما قال لنا طرده صاحب السكن ببلدية عين بوسيف بسبب تخلفه عن دفع الإيجار والسبب في ذلك أن دحمان له منحة المعوقين على اعتبار انه مصنف في خانة أصحاب الاحتياجات الخاصة حسب شهادة الاستفادة المسلمة له من مصالح ببلدية عين بوسيف بتاريخ 07/05/2017 التي لا تتعدي 3الاف دج ...وفي لحظة انتابها بكاء والده وتحسره على ضياع ابنه بسبب مسؤول يحمله روح ابنه.. وهو رئيس البلدية الذي قال عنه الوالد عبدا لحميد انه قبل شهر رمضان وأثناء وجوده أمام مقر البلدية ناداه عبد القادر رئيس البلدية وقال له ابشر أن ابنك دحمان أدرجته ضمن قائمة المستفيدين من السكنات الاجتماعية التي ستصدر بأيام بعد عيد الفطر المبارك ، مضيفا باني اعرف حالة احمد التي لا تخفى على احد وانه كثير الترحال من مسكن إلى آخر بسبب السكن...ومباشرة بعد لقائي باني بشرته بأنه استفاد من سكن خاص به ، لكن بعد صدور القائمة كانت الصدمة والخيبة شديدة على احمد كبيرة ولم يتحمل وقعها عليه فحدث ما حدث....وفي ختام حديثنا معه تعهد في حالة عدم إنصاف أحفاده بعد وفاة والدهم سوف ينقلهم رفقة والدتهم المصابة بمرض مزمن الى المكان الذي شهد واقعة الانتحار..وليفعلوا بهم ما يفعلوا ختم الوالد حديثه. الابن الأكبر محمد ...والدي مات من اجل السكنببراءة الأطفال ..كان حديث الابن محمد الذي لم يتعد من العمر 7سنوات فقط حينما سألناه عن والده أين هو .؟ قال بهدوء كبير وبدون تردد أبي احمد قتلوه من اجل السكنى....فاغرورقت عيناه بدموع التي أبكت الحضور...ليبقى محمد الذكر الوحيد في العائلة التي تضم أربعة بنات، اثنتان منهما اجتازتا امتحان شهادة البكالوريا هذا الموسم، أما الأخرى فكانت بصدد تحضير زفافها في هذه الصائفة، لكن رحيل الوالد اجل كل شيء . تليطون من اجل عائلة الفقيد احمد. أثناء تواجدنا في بلديتي عين بوسيف والبيرين علمنا من مصادر نشطة التي اهتزت مشاعرها بعد حادثة انتحار الفقيد احمد أنهم يعتزمون تنظيم هبة تضامنية في حالة عدم تحرك السلطات المحلية والولائية للتكفل بعائلة احمد سوف يقومون بعملية تبرع لجمع ما أمكن من المال من اجل شراء مسكن خاص بالعائلة التي لم يستعطف حالها المسؤولين المحليين الذين استكثروا حتى عن تقديم واجب العزاء...فما بالك بالسكن.