الجزائر

الخبر تزور منزل الجزائري الذي اغتاله قناصو بن علي النمور السود هم من قتل الطاهر المرغني



لم نكن نسمع بمقتل الجزائريين في تونس أو الدول الشقيقة، إلا من خلال حوادث الحرفة والموت في عرض مياه البحر، أو عقب حوادث المرور التي كانت تسجل من حين إلى آخر خاصة على طول الطريق الحدودي باتجاه العاصمة تونس والمدن الساحلية.
 أعادت حادثة اغتيال الجزائري الطاهر المرغني ذي 43 سنة من طرف قناصين تابعين للأمن الرئاسي، إلى الأذهان، صور العمليات الإرهابية في دول أمريكا اللاتينية.
  تنقلت الخبر إلى منطقة الكرم الغربي على مسافة 35 كلم ذهابا وإيابا إلى وسط العاصمة التونسية، للوقوف على حقيقة اغتيال الجزائري الطاهر المرغني منذ خمسة أيام مضت.
وصلنا إلى منزل الضحية بعد منتصف النهار، حيث صادفنا أكثر من 15 حاجزا أمنيا لقوات الجيش وكذا الحرس الوطني واللجان الشعبية المكونة من أبناء الأحياء المعنية.
كان أغلب السكان يتجندون بالعصي والأسلحة البيضاء على طول الطريق المؤدي إلى منزل الجزائري الشهيد الطاهر المرغني ، حيث يقومون بتفتيش السيارات والمركبات التي تمر بشوارع الحي. سأل بعضهم عن هويتنا ليجيبهم شقيق الشهيد الجزائري، إنهم من أبناء البلد وليسوا من الطرابلسية ، لندخل بعدها إلى منزل والد الطاهر ونعزيه في مقتل ابنه، والذي تجاوز عقده الثامن ويدعى العيد، وجدناه مقعدا على كرسي متحرك بسبب الشلل، لم يتماك نفسه وانغمس في البكاء لما قمت بتعزيته. لتتدخل شقيقته دليلة لتروي تفاصيل الجريمة النكراء مساء الخميس عند الساعة السادسة والنصف مساء، إثر رصاصتين غادرتين واحدة في الرأس والأخرى على مستوى الصدر، جاءتا من قناصين تابعين لقوات الأمن الرئاسي لزين العابدين بن علي الرئيس الفار.
وتضيف الأخت ذاتها لقد قتلوه وهو بصدد الدخول إلى منزل العائلة بنهج ابن خلدون الكرم الغربي، بعد أن أنهى فترة العمل بشركة لافتوبال التي يديرها ابن أخت الرئيس فوزي بن مرابط، وتقول بعد أن تأكدوا من موته في المستشفى الجهوي خير الدين، زوروا شهادة وفاة في التقرير الطبي الحامل رقم 005261 على أساس أنها سكتة قلبية، لا يعقل أن يذهب دمه ومن استشهد معه من أبناء الكرم الغربي الـ 25 هكذا .
أما شقيقه البشير فيقول حتى بعد موته وعند الذهاب في اليوم الثاني للجنازة، قامت ميليشيات مسلحة بمطاردتنا والهجوم على منزلنا، جماعة النمور السود أو ما يطلق عليهم التيفر النوار هم وراء العملية . وعند السؤال عن أفراد عائلته، أكد الوالد العيد أن زوجته وابنه يتواجدان بالأراضي الجزائرية بسكيكدة ولم يستطيعا الدخول إلى الأراضي التونسية بسبب منع التونسيين كل الجزائريين من الدخول إليها في الوقت الحالي .
تركنا عائلة المرغني الطاهر في حزنها تتألم لفراق ابنها، بسبب رصاصات غدر من طرف قناصين تابعين لحزب الرئيس بن علي المخلوع، لنغادر بعدها باتجاه وسط العاصمة تونس التي كانت تعج بأفراد الجيش وكذا اللجان الشعبية، لتفتيش كل من يمر بها، وتلقينا تحذيرا من أفراد الجيش بأن قناصين يتواجدون بأعالي العمارات الكائنة بمحيط وزارة الداخلية التونسية، الشيء الذي منعنا من التوجه إلى الفندق الذي حجزنا فيه.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)