عادت الحياة من جديد إلى ولاية غرداية مع عودة مختلف النشاطات التي اعتادت الولاية تنظيمها من تظاهرات ودخول اجتماعي واكتظاظ الطرقات بحركة النقل وفتح جميع المحلات التجارية، حيث كل من يقوم بزيارة المدينة إلا ويراها عكس ما كانت عليه وكأنها لم تشهد أحداثا إطلاقا.فبعد تجولنا في مختلف الأحياء الكبرى والشوارع الرئيسية كشارع 5 جويلية وشارع أول نوفمبر، إضافة إلى العديد من المناطق كساحة أول ماي المقابلة لحي قدماء المجاهدين وساحة باب الحداد بحي بابا السعد إلا ورأينا الحياة أكثر مما كانت عليه، فكل من يمر بهذه الأخيرة إلا ويرى الحركة الكبيرة للمواطنين يقضون حوائجهم اليومية بطريقة عادية حتى سوق غرداية لم يسلم من كثافة الحركة وتجارتها التقليدية أمام عدد من السياح الذين فضلوا البقاء لزيارة المناطق الأثرية، هذا وتتزين ولاية غرداية من جديد لاستقبال الوزير الأول عبد المالك سلال الذي من المرتقب أن يقوم بزيارة المدينة لتكريس مبدأ السلم والمصالحة الوطنية.وينتظر عدد كبير من المواطنين بشغف كبير زيارة الوزير الأول لتحقيق الإستقرار الكامل والنهائي لفرقاء الولاية، في حين فضل عدد من مجالس الأعيان ومجالس الشباب وفعاليات المجتمع المدني التحضير لاستقبال الوزير الأول بطريقتهم الخاصة فمنهم من يجند العشرات من الشباب لاستقبال الوزير لإبلاغه شكره العميق على المجهودات التي بذلها في استتباب الأمن عبر كامل تراب المدينة ومنهم من يفضل طرح مبادرات لتنظيم مقابلات رياضية تضم كافة شرائح المجتمع وتقديم الهدايا أمام الوزير الأول، كما يفضل عدد من تلاميذ المدارس استقبال الوزير الأول بأغاني وطنية مؤلفة من طرف التلاميذ، وهو ما يعني لكل من يطلع على أخبار مدينة غرداية، وكأن لا شيء حدث، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام أمام مساعي حثيثة لغلق باب بؤر الفتنة التي تسعى بعض الأطراف تكريسها والإنتقال بها عبر عدة مناطق داخليا أو خارجيا.وحسب مصادر رسمية سيقوم الوزير الأول بإتمام خريطة المصالحة وتأسيس المجلس الموحد بين الفرقاء المالكية والإباضية.ومن جهة أخرى نظمت أمس، قوات الجيش الوطني الشعبي رفقة رجال الدرك الوطني مع أعوان الأمن الوطني والحماية المدنية والذين بلغ عددهم 500 رجل، رفقة عدد كبير من الأفواج الكشفية وتلاميذ المدارس والفرق الرياضية، بين الفرقاء، يضاف لهم عدد كبير من السلطات المحلية، حملة تشجير واسعة النطاق أمام الطريق الوطني رقم 01 والمحاذي لمطار مفدي زكريا الدولي، حيث تم غرس المئات من الأشجار ذات النوعية الجيدة للتعبير أكثر عن المفهوم الحقيقي للسلم والسلام التي تقوم به قيادة الجيش الوطني الشعبي عبر كامل التراب الوطني وفي مختلف الوحدات الإقليمية والعسكرية. كما نظم أمس، العشرات من شباب حي الثنية بوسط مدينة غرداية والذي يعد أكبر أحياء الجنوب شعبية، وقفة تضامنية سلمية أمام مقر الولاية، تنادي مسؤولي الولاية بالتعجيل في إطلاق سراح الموقوفين.وناشد الشباب بإطلاق سراح الموقوفين كون أن العديد منهم تم توقيفه دون أي أسباب على حد قولهم، كما عقد الممثلون من شباب حي الثنية لقاء خاصا مع رئيس ديوان الوالي ابراهيم قوقة ورئيس دائرة غرداية الهلة محمود الذي أبلغ بيدة بوبكر وعلماوي عبد النور ممثلي مجلس شباب حي الثنية أنه سيبلغ رسائلهم إلى والي الولاية محمود جامع والأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية أحمد عدلي الذي كلف بملف أحداث غرداية من طرف الحكومة.واقترح رئيس ديوان الوالي ورئيس دائرة غرداية تقديم التماس للعدالة بالإفراج عن الموقوفين مؤقتا إلى غاية النظر في قضيتهم، مؤكدا أن انشغالاتهم ستكون ضمن الأولويات.وتواصل عدة قوافل زيارتها إلى ولاية غرداية في خطوة لإظهار التماسك الحقيقي الذي يتحلى به المجتمع الجزائري، حيث انطلقت صباح الجمعة من الجزائر العاصمة قافلة «المحبة والأخوة» قادمة إلى ولاية غرداية بمبادرة من جمعية حماية الأحداث من الانحراف والاندماج في المجتمع لتبليغ رسالة الوحدة والتضامن مع أهالي المنطقة بعد المناوشات التي عرفتها مؤخر.وأوضح المكلف بالإعلام في الجمعية محمد بن مدور أن هذه «القافلة تضم منتخبين محليين لبلديات الجزائر الوسطى وباب الوادي ووادي قريش والقصبة وشباب من عدة منظمات ستحمل رسالة الأخوة والمحبة والروح الوطنية إلى غرداية التي تعد عضو من جسد واحد يسمى الجزائر وأضاف المكلف بالإعلام أن هذه القافلة هي صرخة في وجه محاولات التشويش على وحدة الجزائريين الذين اجتازوا في السابق سنوات مظلمة ويأملون اليوم في غد مشرق ليس فقط في غرداية بل في جميع أنحاء الوطن، كما ستحمل المبادرة في طياتها دعوة إلى الأخوة والتسامح والتضامن بين أبناء وطن استشهد من أجله مليون ونصف مليون شهيد مشيرين بأن بني ميزاب هم الجزائر والجزائر هم بني ميزاب شأن كل أمازيغي مناشدة القافلة أهل المنطقة إلى التحلي باليقظة والتصدي للمؤامرات التي يحيكها من همهم ضرب استقرار وطننا العزيز، كما ستزور قافلة الإعلاميين برفقة عدد كبير من الوجوه الإعلامية والثقافية والرياضية لولاية غرداية، حاملين أعلام الجزائر منظمين العديد من اللقاءات الجوارية، في مقابل ذلك تواصل الهيئات التنفيذية بولاية غرداية بما فيها وزارة التضامن الوطني بالتقدم في عملية تقديم المساعدات للعائلات المتضررة من الأحداث من أجل المحو النهائي لأحداث العنف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/01/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : لحرش عبد الرحيم
المصدر : www.ech-chaab.net