الحياة البرية

في ظل الانهيار الكبير للقدرة الشرائية وارتفاع الاسعار لم يعد شيء يغري في المدن الكبرى، التي ينحدر فيها الناس نحو الفقر والمجاعة اذا استمر الحال على ما هو عليه، ربما حان الوقت ليفكر الانسان مليا ويتخذ قرارات مصيرية تخص حياته، ربما الافضل أن يعود الانسان الجزائري الى بدايات الانسان، ويتجه الى الغابات والصحاري ويبحث عن طعامه كما تبحث عنه الذئاب وباقي الحيوانات، ولا يرتدي سوى بعض الخرق البالية، ويعمل لنفسه ولنفسه فقط بعيدا عن المجموعة، ولا ضير ان كون عائلة صغيرة في البرية وفي الغابات ويبني له كوخا وسط الغاية، او يتخذ له كهفا يجاور فيه الثعالب وكل الضواري، فقد باتت ارحم من بعض البشر، في حياة الغابة والبرية لا تحتاج الى مال لتصرف على نفسك وسيتعلم الانسان الاعتماد على النفس والعمل والمثابرة، وسيأكل جيدا من لحم الزرزور وان لم يجد زرزورا فيكتفي بلحم الافاعي والسحالي، وفي كل الحالات هي لحوم كلها. اتقطعت كل الخيارات في هذه البلاد للعيش الكريم وكل شيء ينبئ بمستقبل غامض وإن كانت سنوات الخير والخمير اثناء ارتفاع اسعار النفط عاش فيها الكثير من الناس في بطالة وفقر، فإن القادم لا يجعل اي حكيم وذو عقل يتفاءل بالمستقبل، وهي فرصة على كل حال ليبحث اي فرد عن مساحة له في أي غابة بعيدة او اي برية يصطاد فيها الطيور والحيوانات، ويقتات من حشائش الارض واشجارها، تبقى المشكلة الوحيدة هل يسمح أهل الحل والربط، بمثل هذه المبادرة فكل شيء ممنوع