الجزائر

الحياء خلق الأنبياء والصالحين



الحياء له أنواع كثيرة منها:
الحياء من الله: المسلم يتأدب مع الله -سبحانه- ويستحيي منه فيشكر نعمة الله ولا ينكر إحسان الله وفضله عليه ويمتلئ قلبه بالخوف والمهابة من الله وتمتلئ نفسه بالوقار والتعظيم لله ولا يجاهر بالمعصية ولا يفعل القبائح والرذائل لأنه يعلم أن الله مُطَّلِعٌ عليه يسمعه ويراه وقد قال الله -تعالى- عن الذين يفعلون المعاصي دون حياء منه سبحانه: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله} [النساء: 108].
والمسلم الذي يستحي من ربه إذا فعل ذنبًا أو معصية فإنه يخجل من الله خجلا شديدًا ويعود سريعًا إلى ربه طالبًا منه العفو والغفران. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء) فقالوا: يا رسول الله إنا نستحي والحمد لله قال: (ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وَعَى والبطن وما حَوَى ولْتذْكر الموت والْبِلَى ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) [الترمذي وأحمد].
الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم: والمسلم يستحي من النبي صلى الله عليه وسلم فيلتزم بسنته ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة ويتمسك بها.
الحياء من الناس
المسلم يستحي من الناس فلا يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه ولا ينكر معروفًا صنعوه معه ولا يخاطبهم بسوء ولا يكشف عورته أمامهم فقد قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نَذَرُ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (احفظ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو ما ملكت يمينكَ). فقال: يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن استطعتَ ألا يَرَيَنَّها أحد فلا يرينَّها) قال: يا رسول الله إذا كان أحدنا خاليا (ليس معه أحد)؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن يُسْتَحيا منه من الناس) [أبو داود].
ومن حياء المسلم أن يغض بصره عن الحرام وعن كل منظر مؤذ مما يقتضي غض البصر ومن الحياء أن تلتزم الفتاة المسلمة في ملابسها بالحجاب فلا تظهر من جسدها ما حرَّم الله وهي تجعل الحياء عنوانًا لها وسلوكًا يدلُّ على طهرها وعفتها ودائمًا تقول:
زِينَتِي دَوْمًا حيائي واحْتِشَامِي رَأسُ مَالِي
وحياء المؤمن يجعله لا يعرف الكلام الفاحش ولا التصرفات البذيئة ولا الغلظة ولا الجفاء إذ إن هذه من صفات أهل النار وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار) [الترمذي والحاكم].
فضل الحياء:
الحياء له منزلة عظيمة عند الله -سبحانه- فهو يدعو الإنسان إلى فعل الخير ويصرفه عن الشر ومن هنا كان الحياء كله خيرًا وبركة ونفعًا لصاحبه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) [متفق عليه] وقال: (الحياء كله خير) [مسلم].


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)