الجزائر

«الحوت الأزرق» ..سوق مربح لشركات الألعاب الإلكترونية تناست الأخلاقيات



اعتبر الأستاذ قاسم إلياس، مختص في أمن المعلوماتية، من ولاية قسنطينة، أن طمع الشركات العالمية العملاقة في صنع الألعاب الإلكترونية لتحقيق أرباح كبيرة، جعلها لا تهتم بمحتوى هذه الألعاب التي باتت تشكل تهديدا على حياة ملايين الشباب والمراهقين وحتى الأطفال عبر مختلف أنحاء العالم في ظل غياب حصانة كاملة ضد هذه الألعاب التي انتشرت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، خاصة بالدول النامية التي اصطدمت بألعاب إلكترونية مستوردة بعيدا عن ثقافاتها الوطنية وتراثها وغيرت من التركيبة الاجتماعية.وحسب الأستاذ قاسم إلياس، الذي قدم مداخلة بعنوان تأثير الألعاب الإلكترونية على سلوك الأطفال، خلال اليوم الإعلامي والتحسيسي المنظم من طرف المكتب الولائي بقسنطينة، للجمعية الوطنية لترقية المواطنة وحقوق الإنسان، بدار الثقافة مالك حداد، مؤخرا، فإن أرباح الشركات المنتجة للألعاب الإلكترونية بلغت سنة 2017 ما يناهز 108 ملايير دولار، جاءت على رأسها الشركة الصينية «تانست»، التي قفز رقم أرباحها من 7.2 إلى 8.7 مليار دولار خلال السنة الفارطة، مضيفا أن آخر شركة في ترتيب هذه الشركات التي تضم ميكروسوفت، سوني وآبل، وهي شركة كينغ، التي حققت أرباحا سنوية قدرت بأكثر من 2.3 مليار دولار خلال السنة الفارطة، وقال إن توقعات سنة 2020 تنبئ بتحقيق أرباح تفوق 128 مليار دولار.
وكشف المختص في أمن المعلوماتية بقسنطينة، صاحب كنية القبعة البيضاء، بمواقع الأنترنت، واستنادا لأبحاث أمريكية من مؤسسة «ناوزو»، المختصة في الإحصائيات وتقديم التنبؤات المستقبلية في مجال نشاطات الألعاب الإلكترونية، أن أول جهاز يحتل الصدارة في مجال الألعاب الإلكترونية، هي الأجهزة المحمولة التي سجلت 46 مليار دولار، على رأسها أجهزة الهاتف الذكي بحوالي 35 مليار دولار والألواح الرقمية بحوالي 10 ملايير دولار، تأتي وراءها أجهزة ألواح التحكم على غرار « أكس بوكس وبلاي ستايشن»، بتسجيلها أرباحا قدرت بأكثر من 30 مليار دولار.
ويرى المختص في المعلوماتية أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تقدم ألعابا ترفيهية على المباشر، من دون اللجوء إلى التحميل، على غرار ألعاب الأسرة السعيدة، كاندي كراش ولعبة البيار، وهي الألعاب حسب ذات المتدخل التي لاقت روجا كبيرا في مختلف أنحاء العالم ومن بينها الجزائر التي وقعت في فخ لعبة «الحوت الأزرق»، هذه اللعبة التي أطلقها طالب في كلية علم النفس بروسيا عبر الموقع الاجتماعي «فيكا»، سنة 2013 والتي كانت بهدف عنصري وإجرامي، تحت شعار تنقية المجتمعات من الأطفال المرضى نفسيا والمعقدين أو كما وصفهم صاحب اللعبة بالحثالة البيولوجية.
وأكد الأستاذ قاسم إلياس، أن هناك العديد من الطرق التي تسمح بمكافحة لعبة «الحوت الأزرق»، وعلى رأسها قيام الهيئات الوصية بإنشاء حسابات وهمية داخل مختلف المواقع التواصل الاجتماعي التي تروج للعبة، واصطياد بعد ذلك كل الضحايا والتبليغ عنهم لدى الجهات المعنية للتدخل قبل فوات الأوان، كما دعا المتحدث إلى ضرورة التوعية الدائمة بمخاطر هذه الألعاب في مختلف المناسبات التي تعنى بالأسرة والطفل وتقديم حلول وبدائل عنها كالبرامج التعليمية والتثقيفية مع حث الآباء على فتح حوار متواصل مع أطفالهم بخصوص يومياتهم عبر النت خاصة في ظل وجود انطواء كبير للأطفال داخل المجتمع الجزائري في هذه النقطة والتركيز على مراقبة الأطفال من سن السادسة فما فوق عند استعمال الأجهزة الإلكترونية والمعلوماتية والتأكد بأن الألعاب التي يمارسها الطفل لا تؤثر على نومه أو أنشطته الاجتماعية والبيولوجية.
واقترح أستاذ الأمن المعلوماتي بقسنطينة، التحكم في مدة احتكاك الأطفال بأجهزة التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية، والتي قال عنها إنها ممنوعة تماما على الأطفال ما دون السنتين، في حين يرخص استعمال التلفزيون للفئات العمرية من 3 إلى 12 سنة بوقت لا يتجاوز الساعتين مع عدم السماح لهذه الفئة بالألعاب الإلكترونية تماما وتكون نصف ساعة يوميا كافية للفئة العمرية بين 13 و18 سنة، لتفادي أخطار هذه الألعاب ومنها تنمية العنف وحس الجريمة أدى هذه الفئة وتقديم برامج مسلية ترتكز على الاستمتاع بقتل الآخرين وبذلك تغيير سلوك المراهق خارج المنزل من سلوك عادي إلى سلوك يبطن العدوانية.
❊زبير.ز


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)