الحملة الانتخابة تعرف وتيرة متسارعة الأسبوع القادم

تميزت الأيام الأولى من الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية التي تفصلنا عنها حوالي ثلاثة أسابيع بالتركيز على العمل الجواري في محاولة من المرشحين لاستمالة الناخبين لا سيما وأن هاجسهم الأول العزوف عن أداء الفعل الانتخابي، لكن الأحزاب السياسية بالمقابل و على كثرتها تعاني من مشكل تنظيم على ما يبدو فرغم مرور الأيام الخمسة الأولى إلا أن أغلب المساحات المخصصة للملصقات ما زالت بيضاء في غياب معظم التشكيلات باستثناء ''الأفلان'' و''الأرندي''.
أصدر البعض على الحملة الانتخابية أحكاما قد تكون سابقة لأوانها وغير مؤسسة، بتأكيدهم على أن الفتور الميزة التي غلبت عليها خلال الأيام الأولى، و قد يبدو ذلك صحيحا لكنه ينطبق على كل الحملات الانتخابية للانتخابات التشريعية وكذلك المحلية التي تبدأ عادة بوتيرة بطيئة وتبلغ ذروتها في أسبوعها الأخير، وهو ما ذهب إليه قاسى عيسي عن ''الأفلان'' و ميلود شرفي عن ''الأرندي'' و بلعيد عبد العزيز رئيس الحزب الفتي المعتمد مؤخرا ''جبهة المستقبل'' الذين تقاطعوا أمس في تصريحاتهم ل ''الشعب'' في التأكيد بأن الحملة ليست فاترة في الميدان، مستندين في ذلك إلى التجمعات و اللقاءات الجوارية اليومية والمكثفة.
وأفاد قاسى عيسي عن الحزب العتيد، في سياق حديثه عن الأيام الأولى من عمر الحملة الانتخابية، بأن ''العملية تسير على مستوى القواعد بطريقة عادية''، لافتا الانتباه إلى أن الأسبوع الأول من الحملة يخصص لتحضير الأمور المادية من ملصقات و تفاصيل أخرى موازاة مع اللقاءات و التجمعات التي ينشطها الأمين العام عبد العزيز بلخادم إلى جانب أعضاء قياديين و كذا المتسابقين تحت لواء الحزب.
وتوقع عيسى أن تنتعش الحركية في الأسبوع الثاني الذي سيتميز أساسا بالتركيز على تنشيط المهرجانات و الشرح المفصل للبرامج، مشيرا إلى أن القيادة تتلقى يوميا تقارير مفصلة عن كل النشاطات المنشطة في إطار الحملة الانتخابية، بما في ذلك متابعة نشر الملصقات في المساحات الاشهارية المخصصة لها التي مازالت متواصلة في بعض المناطق.
من جهته أشار ممثل ''الأرندي'' ميلود شرفي إلى ''التجاوب الكبير للقاعدة مع العمل الميداني للتشكيلات السياسية'' التي قررت خوض المعترك الانتخابي لافتكاك موقع في المشهد السياسي الذي تفرزه التشريعيات في طبعة 2012، واستدل بتجمع نشطه الأمين العام أحمد أويحيى أول أمس بولاية ورقلة حضره ما لا يقل عن 3500 مناضل نفس العدد الذي يحضر كل المهرجانات التي ينشطها.
شرفي الذي تنقل إلى 9 ولايات بعاصمة الغرب الجزائري، أوضح بأن ''الأرندي'' أعد استراتيجية تقوم على توزيع المناطق يشرف على البعض منها الأمين العام الذي سجل حضورا قويا بولايات الجنوب الكبير، فيما ينشط الأعضاء القياديون مرفقين بالمرشحين تجمعات ولقاءات جوارية للاحتكاك المباشر مع المواطنين ويجمع بينهم قاسم مشترك ممثلا في تبليغ رسالة التجمع وإعطاء صورة عن وضع البلاد ومشاكله وتقديم المقترحات والحلول.
وفي تقدير رئيس جبهة المستقبل بلعيد عبد العزيز، فان الحملة لم تشكل استثناء لأنها وعلى غرار المواعيد الانتخابية السابقة، انطلقت بوتيرة بطيئة في الأيام الأولى التي تميزت باضطرابات في الأحوال الجوية حالت دون اقلاعة قوية وعطلت بعض التشكيلات السياسية، لكنها بدأت تتسارع وساعد على ذلك عامل استقرار المناخ، وبالنسبة لحزبه فان عملية نشر الملصقات مستمرة وتتم تدريجيا.