برغم الارتفاع المحسوس الذي سجلته درجة الحرارة في البيض، إلا أنها لم تمنع الأطفال من مزاولة مهنة “التحمال” حتى في عز الظهيرة التي تلتهب فيها حرارة الشمس ويخلد فيها الجميع إلى القيلولة مقابل مدخول لا يتعدى في أحسن الأوقات 200 دج، حسب نوع السلعة المحملة والتي يأتي على رأسها مادة الإسمنت وحسب ما وقفت عليه “الفجر”، من محيط هؤلاء القصر فإن السبب الرئيسي الذي يدفع بهم إلى مضاعفة ساعات عملهم اليومي على غير المعتاد في مثل هذا الوقت هو توفير الحد الأدنى من مستلزمات الشهر الفضيل، كونهم ينحدرون من أوساط فقيرة ومعوزة أصبحت تقاسم الماعز في البحث عن لقمة العيش وسط القمامات، حيث وقفت “الفجر” على وضعية عائلة مزقها الفقر لدرجة أن أحد أفارادها “يبلغ 7سنوات” يقوم بغسل ثياب عمال إحد ى المقاولات مقابل مبلغ شهري لا يتعدى 1500 دج في حين أجبر الفقر أخته سنها 20 سنة على الاستسلام لمترصدي الفرائس البشرية نظيرا لمبالغ زهيدة. يحدث هذا في الوقت الذي أنفق فيه أحد أثرياء البيض هذه الأيام في زفاف ابنه ما لايقل عن 200 مليون وقام عدد كبير من الذين يحابونه ويتقربون إليه بجمع مبلغ مالي بصفة علنية وصل إلى 90 مليون على شكل تبراح ورشقة، وفي ظل غياب مؤسسات المجتمع المدني دفعت هذه المفارقات دفعت بعدد من الأئمة إلى دق ناقوس الخطر بشأن تراجع قيم التكافل التي طالما طبعت المجتمعات المحافظة كالمجتمع البيض، ودعا الأئمة إلى وجوب ترسيخ قيم التكافل والتراحم و حن على أبواب الشهر الفضيل.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م هرقال
المصدر : www.al-fadjr.com