الجزائر

الحلقة المفقودة



حتى اكون صريحا
المشهد السياسي الجزائري توجد فيه حلقة مفقودة..لا يمكن تجمعيه بشكل منطقي..يبدو أن هناك طرفا ثالثا يدير المشهد بشكل يختلف عما يتصور ويريد قائد الأركان ويدفعه نحو منحدر خطير…استبعد أن يكون الموضوع كله رداءة وقلة حيلة وافتقاد الخيال..فالمجلس العسكري في مصر أدار المشهد بذكاء وأقع الجميع في الفخ في النهاية…..محاولة تصوير ان السلطة الفعلية غبية ويديرها اناس عديمي كفاءة غير مقنع ..لأنه من ناحية اخرى تدار وأديرت بعض الملفات بذكاء كبير,,,وتمتلك السلطة من الادوات الكثير..(طبعا قد تكون القيادة العسكرية عاجزة عن ايجاد أي بدائل مدنية ذات كفاءة ومقتنعة بمشروعها غير تلك المصنوعة على أعين المنظومة القديمة..وهو ما أوقعها في اشكالية وتخبط ولم تجد من يسوق بضاعتها بشكل مقنع..فأصبحت تسوق كبضاعة كاسدة مرفوضة إما عن قصد أو غير قصد..)
ثانيا..القيادة العسكرية او السلطة الفعلية تصرفت بشكل مختلف عن القيادة العسكرية في مصر الذي ملأ المشهد دماء..تعاملت مع الحراك بكل رومانسية وسلمية وحمته ومنعت أي عنف أو انزلاقات…ولم تعتقل أحدا..وسجلت نقاطا كثيرة.. ولم تبدأ بعض الاعتقالات الانتقائية النوعية إلا بعد أن أخذ الحراك لونا واحدا تقريبا..ولكن بالرغم من ذلك بقي المشهد سلميا من الطرفين…ولكن في نفس الوقت وعلى عكس المجلس العسكري في مصر منعت السلطة الفعلية في الجوائر أي نشاط سياسي خارج مسيرات الحراك..فكل تجمع سياسي أو نشاط ممنوع..أي اغلقت الساحة السياسية اكثر ومنعت أي إمكانية لبلورة مشاريع سياسية بديلة أو اعادة احياء الحياة السياسية تقوم على التواصل بين الجماهير والنخب..ولكنها تسامحت مع العشرات الذين يطاردون الوزراء في كل مكان!…بعبارة أخرى ..لا تخشى مشاهد الرفض والمطاردات فهي لا تمثل خطرا على المدى البعيد..فسيتم التعامل معها عاجلا أو آجلا..ولكن الخشية هي من تشكل البدائل السياسية ذات القبول الشعبي الواسع…
ثالثا..عجزت الطبقة السياسية والنخب عن تقديم شيء مقنع للتيار العام..وبقي المشهد يراوح مكانه بين سيولة شارع في حراك اصبح رأسا برأس مع القيادة العسكرية في مواجهة اسبوعية لا يعرف أين ستصل..وأغلبية تائهة وسط المشهد مشتتة الآراء ومن الصعب معرفة توجهاتها وخيراتها..
د. جمال ضو


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)