الجزائر

الحل في زحل



يحكى أن في بلد جميل له شعب نبيل تولى مسؤولية تسيير شؤونه في عبث من الزمان و غفلة من العقل والمنطق حكومة منبوذة جماهيريا معدمة شرعيا معدومة سياسيا محاصرة مكانيا، كلما تنقل وزراؤها إلى أي زاوية من زوايا الوطن لتدشين مقهى أو كشك لبيع السجائر و"الزريعة" إلا و قوبلوا بالمسيرات الرافضة والشعارات الشاجبة باستثناء وزير الخارجية الذي يستقبل في بعض عواصم البلدان ليشكو لهم عقوق الشعب و جحود الانجازات الخارقة في البرامج الخماسية الأربع لفخامة الراحل السابق .هذه الحكومة و تحت وطأة الضغط الجماهيري المتزايد و المستمر كسرت و لأول مرة روتين عملها اليومي الموسوم بالتكرار و الاجترار شكلا و مضمونا و قررت أن يكون نهارها سباتا و ليلها معاشا ، سيبدأ دوام عملها حينما ينام الشعب و ينتهي باستيقاظه و ستراقب تنفيذ جميع البرامج و المشاريع بمرافقة و مواكبة من خفافيش الظلام و القوارض و الكلاب الضالة و القطط المتشردة المتوجسة خيفة من أي حركة مباغتة تلهيها أو تفسد عليها شهوة الابتلاع بشراهة في العتمة .
لكن سرعان ما فشلت الخطة الليلية فالشعب قرر أن يستمر في كفاحه و إصراره على رفضهم على مدار 24 ساعة و على طول 365 يوما و وحَّد كل الفصول في فصل ربيعي يزهر أملا و نضالا و سلمية في كل جنان و ساحات الوطن بلا غيوم يأس و لا حرارة طقس بلا تطرف و لا رياح انقسام .
اتسعت حيرة الحكومة و ضاقت حيلتها بعدما أحرقت جميع «كَارْطَاتِها»، لا يمكنها استبدال الشعب و لا تغيير الوطن و لا تقديم الاستقالة ما دام قرار الإقالة لم يصل بعد فقررت تصريف أعمالها على كوكب زحل .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)