الجزائر - A la une

الحكمة في رباعيات الخيام



زهرة السيدالشرق القطريةمن بين أجمل وأروع ما كتب في تاريخ الشعر القديم والحديث، تبقى رباعيات الخيام التي شكلت الطبعات المتوالية لترجماتها العديدة منذ الستينيات انقلابًا واضحًا في الثقافة العربية والعالمية، وتجاوزت تأثيراتها الحياة الثقافية إلى الحياة الاجتماعية العامة. وانتقلت من اللغة العربية والإنجليزية إلى اللغات الأخرى بشكل لم يسبق له مثيل. وقيل إن الأعداد الخيالية للنسخ المطبوعة تجاوزت نسخ الكتب الأكثر شهرة في عالم الأدب. كما فاضت شهرة الخيام لترفع أسماء مترجمي الرباعيات إلى الصف الأول بين أعلام الأدب العالمي. والسبب في كل هذه الشهرة ما تحمله هذه الرباعيات من عمق يغوص القارئ فيه بكل يسر وسهولة ليكتشف عوالم من الحكمة والثقافة والجمال، ولهذا أقبل على قراءتها حتى أولئك الذين لا تربطهم بالقراءة أي علاقة، ولذا أخذ الخيام لقب الحكيم في الثقافة العربية وأعطوه لقب ملك الحكمة في الثقافة الأوروبية.في نيسابور عاصمة خراسان وفي منتصف ربيع عام 1048 ميلادية حسب تقديرات المؤرخين ولد عمر الخيام الحكيم والشاعر والفلكي وعالم الرياضيات، الذي ظلت شهرته محدودة ومرتبطة بإنجازاته العلمية، ولم يكتشف العالم سر عبقريته الشعرية في رباعياته إلا بعد سبعمائة وثلاثين عامًا من وفاته في نيسابور عام 1131 ميلادية. ظلت رباعيات الخيام موزعة في المخطوطات المختلفة في الشرق والغرب ولكن العدد الذي وصل من هذه الرباعيات إلى الغرب كان كافيا لإدهاشهم وانبهارهم بهذا البحر العظيم من الثقافة والحكمة والفلسفة. يقول الخيام في شطر إحدى رباعياته: "جئت كالماء وكالريح أمضي"، فما أجمل أن يمضي شاعر كالريح تاركا وراءه أجيالا تتحدث عنه وتنهل من شعره وعبقريته وتتوارث أدبه وإبداعه وثقافته. من إحدى رباعياته:فكم توالى الليل بعد النهاروطال بالأنجم هذا المدارفامش الهوينا إن هذا الثرى




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)