الجزائر

“الحكـــــامة”.. تؤكّد تقارب بلخادم وبوتفليقة



“الحكـــــامة”..              تؤكّد تقارب بلخادم وبوتفليقة
استعمل عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، كلمة “الحكامة“ أو Gouvernance، لأول مرّة سهرة الأربعاء الماضي، أي قبل ثلاث ليال من خطاب رئيس الجمهورية الذي أعاد فيه الكلمة ذاتها، على مسامع طبقة سياسية ومواطنين لم يعتادوا على سماعها من قبل أكّد بلخادم في خضمّ أجوبته على أسئلة الصحافيين ببرنامج “حوار الساعة” بالتلفزيون الجزائري، على كلمة “حَكامة”، معتبراً أن ما تعيشه الجزائر “لا يتمثّل في أزمة سياسية وإنما في أزمة حَكامة”، وكانت هذه هي المرّة الأولى في تاريخ أحاديث الأمين العام المسجّلة، التي ترد فيها على لسانه تلك الكلمة، والتي يبدو أنها ستحظى باهتمام سياسي وإعلامي كبير في ما تقدّم من الزمن، خصوصا وأن رئيس الجمهورية شخصيا استعملها - لأوّل مرة أيضا في خطاباته - سهرة أول أمس، حيث قال حرفيا في سياق خطابه: “تصبو الشعوب والشباب فيها خاصة، إلى التقدم الاقتصادي والاجتماعي وإلى مزيد من العدل والحرية وأكثر من ذلك إلى حكامة أفضل”.وقبل الحديث عن مفهوم هذه الكلمة الجديدة على التعاملات السياسية والإعلامية اليومية في الجزائر، دعونا أولا نتساءل عن من هو السبّاق بين الرجلين في استعمال كلمة “حكامة” في القاموس السياسي الجزائري. هل ننسب سبق استعمالها للأمين العام الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، لاعتبارات زمنية تقاس بحوالي 72 ساعة، قبل خطاب الرئيس؟ أم ننسبها لفخامة الرئيس لاعتبارات بروتوكولية أولا، وثانيا لاعتبار أن السيد بلخادم ذاته يعترف بأنه يقتبس من أفكار وتوجيهات رئيس الجمهورية؟قد يسقط الاحتمال الأول؛ إذا افترضنا أن الأمين العام للحزب العتيد، كان على علم قبل أيام بمضمون خطاب الرئيس، مما جعله يصرّ على أن يكون ضيف برنامج “حوار الساعة”؛ أين طرح أفكارا ومقترحات و”كلمات”، تُشبه إلى حدّ التطابق، ما جاء في خطاب الرئيس بعد يومين، وهو الأمر الذي قد يضفي شيئا من القوة على مواقف الأفالان بين التشكيلات السياسية الأخرى، ويؤكّد أن      وضع بلخادم داخل دائرة صناعة القرار في البلد، ليس هشّا كما روّج له منذ أشهر. ودون الخوض قي تاريخ كتابة خطاب الرئيس، وحيثيات ما جاء فيه من مطابقة للتصوّرات الأفالانية وحتى التحالفية، دعونا نعود إلى مفهوم “الكلمة العروس” التي دخلت فجأة إلى القاموس السياسي الوطني على لسان رئيس الجمهورية وممثله الشخصي.يقول المختصون إن “الحكامة” هي “تعبير عن ممارسة السلطة السياسية وإدارتها لشؤون المجتمع وموارده”. وهذا هو التعريف المعتمد من طرف أغلب المنظمات الدولية. وهو في واقع الأمر مفهوم قديم يدل بالأساس على آليات ومؤسسات تشترك في صنع القرار.ومنذ عقدين؛ طرأ تطور على هذا المفهوم وأصبح يعني حكم تقوم به قيادات سياسية منتخبة وأطر إدارية كفأة لتحسين نوعية حياة المواطنين وتحقيق رفاهيتهم، وذلك برضاهم وعبر مشاركتهم ودعمهم. ومنذ يومين فقط؛ دخل هذا المصطلح إلى يومياتنا الجزائرية، في انتظار التصاقه بألسنة الكثير من الوجوه السياسية والجمعويّة والتسخينيّة التي قد تجد في هذا المصطلح متنفسا جديدا لتغيير روتين مصطلحاتهم السياسية البالية. رشدي رضوان


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)