بعودة الصائفة تعود معها حفلات الأعراس التي تزين يوميات المجتمع والعائلات القسنطينية التي ترصد لها ميزانية معتبرة، تضمن إقامة حفلة عرس متكاملة، تضمن استيفاء كافة الشروط، بدءا من قاعة الاحتفال والفرق الموسيقية الأندلسية وصولا إلى الحلويات والأطباق المقترحة للتقديم، والتي يشترط أن تكون من عادات وتقاليد المدينة، فمن ميزات العرس التقليدي في ولاية قسنطينة، تنوّع الطبوع الغنائية حيث تختلف بين جماليات ما تقدمه فرقة الفقيرات، والبنوتات والحوزي وكذا المالوف، ويستمر الزفاف القسنطيني مدة أسبوع كامل ليسافر بالمدعوين إلى ليالي ألف ليلة وليلة.العرس القسنطيني الذي لا يزال يحافظ لحدّ الساعة على عاداته المتوارثة عن الأجداد، زيادة عن المستجدات الحديثة التي أضافت له طابع تقليدي معاصر، حيث تجد العائلات القسنطينية تعمل جاهدة للحفاظ على تفاصيل المناسبة ومراحلها التي تنطلق من الشوفة، مرورا بالخطبة الرسمية والجرية، وصولا إلى الزفاف.
برامج ومواعيد تقليدية
كل هذه الخطوات تتطلّب توفير عديد المستلزمات الباهظة الثمن والتي يتمّ العمل على التوفير لها لمدة زمنية معينة، على غرار تحضير الشخشوخة والرفيس ومأكولات أخرى وبكميات كبيرة، الحلويات التقليدية التي تعتبر زينة السينية القسنطينية كالبقلاوة المحضرة من الجوز واللوز والعسل الحر، القطايف، المقرود وطمينة اللوز وحلويات أخرى لابد أن تحضر باعتبارها عادة ضرورية لأعراس المدينة، حيث تتجمع نسوة العائلة قبل موعد الزفاف بمنزل عائلة العريس أو العروس، للانطلاق في تحضير الأطباق التقليدية والحلويات التي تتطلّب جهدا وتعاون من طرف النسوة الأكبر سنا في العائلة باعتبارهن الأكثر خبرة في إنجاح وصفات تقليدية.
وباقتراب موعد الزفاف والذي عادة ما يحدّد يوم الخميس، حيث تتخلله برامج ومواعيد تقليدية لم تتغير بتغير الزمن، أين تذهب العروس صباحا إلى الحمام رفقة صديقاتها وأهلها مصحوبات بصينية حلوى، ويقمن حفلة صغيرة تحت وقع الزغاريد، لتعود بعد ذلك إلى المنزل لتستعد وتتزين، منتظرة الموكب، ليجوب بها شوارع المدينة ثم يتوجهن إلى بيت العريس، وهناك يتناولون العشاء وفي اليوم الموالي أي الجمعة تقام مأدبة غداء بمشاركة أهلي العريس والعروس، وتكون الأكلة عادة هي الرفيس القسنطيني وطاجين الشواء وشباح الصفراء.
أطباق شهية وعريقة
هذا وتعتبر الأعراس بمدينة قسنطينة متنفسا للعائلات القسنطينية، باعتبارها تحتفل ليس فقط بالعرس، وإنما تحتفل بكل ما هو تقليدي يحافظون من خلالها على تقاليد تركها الأجداد خاصة وأن قسنطينة العتيقة، تعجّ بالعادات العريقة والقديمة والتي لم تندثر، رغم مرور السنين، بفضل سكانها الذين يصرّون على إحيائها من خلال حفلاتهم الخاصة والأعراس التي تعتبر إرث تركه الأجداد والجدات. وفي هذا الصدد أكدت إحدى النسوة المختصة في الطبخ والمعروفات باسم «المناولية» أنها تزاول مهنة الطبخ في الأعراس منذ عديد السنوات والتي تعلمتها من والدتها حيث تقوم بإعداد الأطباق التقليدية، ليلة قبل الحفل تأتي في مقدمتها الشخشوخة والجاري ثم طاجين الشوا وشباح الصفرا، لتعمل ليلة كاملة لتتمكن من تقديم الأطباق في الوقت المحدد للضيوف المدعوين، مضيفة أن الأطباق المخصصة للغداء تختلف عن العشاء وحتى السعر يختلف، كما لا تزال نسبة قليلة من العائلات القسنطينية، يفضلون إقامة الأعراس في منازلهم للحفاظ على عنصر التقليد الذي قضت عليه قاعات الحفلات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/08/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مفيدة طريفي
المصدر : www.ech-chaab.net