الجزائر

الحصص الثقافية التلفزيونية بين المدّ والجزر



الحصص الثقافية التلفزيونية بين المدّ والجزر
أثارت البرامج الثقافية الجزائرية الكثير من الجدل في الآونة الأخيرة لاسيما في ظل التعددية الإعلامية وخلق فضائيات جديدة فتحت شهية الكثير من المخرجين والمنتجين الذين سارعوا لتقديم حصص قيمة علّ وعسى تنزع عن الساحة الثقافية ثوب الركود الذي لبسته طيلة سنوات، وتخرج أهل الفكر والأدب من قوقعة التهميش الذين تخبطوا فيها في صمت وألم كبيرين، ولكن ورغم محاولات هؤلاء الجادة في تقديم برامج قيمة تعيد للثقافة الجزائرية اعتبارها وقيمتها في المشهدين العربي والدولي، إلا أن الكثير من النقاد والمثقفين لم يجدوها مقنعة وهادفة، بل وبعيدة تماما عن الاحترافية والمهنية، وهو ما أدى إلى تسجيل تقاعس كبير في أداء الدور المنوط بها - حسبهم - ، لكن هذا لا يعني بالضرورة فشلها في إنعاش الساحة الثقافية وإحيائها من جديد، بل بالعكس فتقديم مثل هذه البرامج يعد فرصة حقيقية لإذابة ذلك الجليد الذي أعاق سير المركبة الفكرية وتحفيز الأقلام الصاعدة التي هي بحاجة ماسة للعناية والاهتمام، دون إهمال كبار المفكرين الذين تواروا عن الأضواء رغما عنهم، محاولين مواصلة الدرب في صمت ويأس. وعلى هذا الأساس لا يمكن الإنكار أن التعددية الإعلامية كانت فأل خير كبير على أهل الفكر والأدب، فبفضلها أصبحت الثقافة مادة خام ثمينة بالنسبة للكثير من الإعلاميين والكتاب الذين فتحت أمامهم الأبواب للتحليق في سماء الإبداع التلفزيوني والتفنن في الإعداد والإخراج وحتى التنشيط على غرار"أمين الزاوي" الذي ظهر لعشاقه ببرنامج "الفهرس" الذي يبدو أنه اختفى مؤخرا لأسباب مجهولة، إضافة إلى الإعلامي "سليمان بخليلي" الذي نجح في لفت انتباه المشاهدين بحضوره وتميزه من خلال برنامج "زدني علما" الذي يبث على إحدى القنوات الجزائرية الخاصة، ورغم أنها مسابقة ثقافية موجهة للمواطنين، إلا أنها حققت نسبة مشاهدة عالية سمحت له باحتلال المراكز الأولى في سلم اهتمامات الجزائريين، و إن كان يعاب على مخرج العمل "خليفة حامي" تقليده للبرنامج العالمي الشهير "من سيربح المليون" من خلال توظيفه لأستوديو ضخم مشابه له تماما، ناهيك عن طريقة طرح الأسئلة وقوانين المسابقة التي لم تكن أبدا بالجديدة ولا المفاجئة، مع العلم أن البرنامج التثقيفي يمس جل المجالات المعرفية من آداب وفنون ورياضة وتاريخ ..إلخ . ومن جهتها نجحت الإعلامية الصاعدة "حسناء شعير" في التألق من خلال برنامجها الثقافي "نلتقي مع" الذي استضافت فيه كبار الأدباء الجزائريين والمثقفين المعروفين على غرار "سليمان جوادي"، "عز الدين ميهوبي" ، "مديرة المعهد العالي للترجمة والشاعرة "إنعام بيوض" ، الممثل "عبد النور شلوش"، المخرج "أحمد راشدي"، "إبراهيم صديقي" ، "أزراج عمر" ، "أمين الزاوي" وغيرهم، أما الإعلامية والكاتبة "رشيدة خوازم" فقدمت برنامجها "قراءات" بكثير من الاحترافية والرقي، حيث أن مواضيعها الأدبية والفكرية لامست بقوة الهم الثقافي الجزائري وانتقائها للحلقات كان موفقا لأبعد الحدود كما أن البرنامج الذي يقدمه الآن الإعلامي "محمد كاديك" حافظ هو الآخر على نجاح الحصص الثقافية من خلال عرضه لآخر الإصدارات الأدبية الجزائرية منها والعربية ، هذا إضافة إلى برنامج "بلا قيود" الذي تعده وتقدمه الإعلامية " نسيمة غولي" ، حيث استضافت هذه الأخيرة أبرز المفكرين والسينمائيين على غرار المخرج السينمائي الكبير "لخضر حامينة" وغيرها من الشخصيات الأخرى، دون أن ننسى بطبيعة الحال الإعلامي المتألق "محمد شماني" الذي تألق في برنامجه " ساعة ثقافة" الذي يبثه التلفزيون الجزائري كل أسبوع على القناة الثالثة والأرضية، حيث يعد هذا الأخير من البرامج الهامة التي تعالج واقع المشهد الثقافي والأدبي الجزائري من خلال استضافته لمشاهير الأدب والفن والسينما على غرار الفنانة القديرة "نادية طالبي"، الممثلة "نضال" ، المخرج "لعروسي ميسوم" و مدير الاتصال " فتح النور بن ابراهيم " وغيرهم ...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)