الجزائر

الحصاد الرياضي لسنة 2014 ...أفراح و أقراح تفاعل معها الجزائريون بقوة


الحصاد الرياضي لسنة 2014 ...أفراح و أقراح تفاعل معها الجزائريون بقوة
من أبرز الأحداث الرياضية التي ميزت الرياضة الجزائرية خلال عام 2014 تألق المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل و المشوار الإستثنائي لرفقاء براهيمي الذين أعادوا البريق إلى الكرة الجزائرية ، و أعادوا الأمل الذي فقده الجزائريون بعد سنوات طويلة من الإخفاقات.و من أبرز الاحداث كذلك وفاة اللاعب الكاميروني ألبرت إيبوسي لاعب شبيبة القبائل السابق و هي الحادثة التي هزت سمعة الكرة الجزائرية و أسالت الكثير من الحبر سواء على المستوى الداخلي أو حتى الخارجي ، و التي لا تزال تداعياتها تلقي بظلالها إلى يومنا هذا خاصة بعد أن طالبت عائلة اللاعب بإجراء تحقيق ثان لتحديد ملابسات الوفاة . و نذكر أيضا تتويج المنتخب الوطني لكرة اليد باللقب القاري على حساب العملاق التونسي و هو التتويج الذي جاء في مرحلة جد صعبة عاشتها الكرة الصغيرة الجزائرية بسبب الأزمة الداخلية و القبضة الحديدية ما بين الإتحادية و الأندية.سنة 2014 عرفت أيضا تراجعا كبيرا للرياضات الجماعية و الفردية الجزائرية في مختلف البطولات الدولية و الإقليمية كأولمبياد الصين للشباب و بطولة الكرة الطائرة بالكويت ، و بطولة أفريقيا لألعاب القوى . و من حيث المنشآت ، فلا تزال تعاني الجزائر نقصا فادحا بالرغم من المشاريع الكبيرة التي أطلقتها الحكومة ، و تعد وهران من بين المدن الأكثر معاناة من نقص الهياكل الرياضية حيث لم تشهد سنة 2014 أي تقدم ملموس من حيث المنشآت في المدينة المرشحة لاحتضان الألعاب المتوسطية 2021.كما تميزت سنة 2014 بتنامي ظاهرة العنف بالملاعب الجزائرية حيث تشهد مختلف الملاعب خلال تقريبا كل جولة و في كل بطولة ارتفاع مقلق لأعمال الشغب ، و لم تنفع الحملات التحسيسية و عقوبات اللعب بدون جمهور في الحد من الظاهرة ، لتبقى الجهات المعنية مطالبة بإيجاد حلول أخرى أكثر فعالية.و على مستوى البطولات الوطنية لكرة القدم ارتفعت نسبة انتقاد الحكام إلى مستويات قياسية حيث اتهموا بمختلف التجاوزات ، و ما زاد الطين بلة هي الخرجة غير المتوقعة للحكم المساعد بيطام و ما صاحبها من تفاعلات قوية .*وفاة إيبوسي تهز سمعة الكرة الجزائريةتلطخت سمعة كرة القدم الجزائرية التي عرفت عاما حافلا في 2014 ، بالوفاة المأساوية لمهاجم شبيبة القبائل الكاميروني ألبيرت ايبوسي يوم 23 أوت الفارط داخل أسوار ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو في اللقاء الذي جمع إتحاد العاصمة بفريق شبيبة القبائل حينها سجل اللاعب الكاميروني الهدف الثاني إثر ضربة جزاء عدل بها النتيجة و لم يكن يدرك بأن هذا الهدف الذي سجله سيكون آخر هدف له في الحياة. فصحيح أن التأهل التاريخي للخضر الى الدور الثاني لمونديال البرازيل ثم بلوغه نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015 ، فضلا عن تتويج وفاق سطيف بكأس رابطة أبطال إفريقيا، كانت أبرز الأحداث التي طبعت هذا العام ، إلا أن الموت التراجيدي لايبوسي ، بسبب مقذوفة ألقيت من مدرجات ملعب 1 نوفمبر بتيزي وزو، حسب تقرير وكيل الجمهورية العام لولاية تيزي وزو ، ألقى بظلاله على هذه الانجازات، بل أوشك على حجبها . و قد خلف الإعلان عن وفاة ايبوسي الذي توقف سنه عند 24 عاما ، موجة لا مثيل لها من الحزن و الاستياء لدى كافة الجزائريين الذي شجبوا بقوة هذا الفعل الذي لا يمت بأي صلة إلى القيم و المثل التي تنقلها و تروج لها الرياضة. وندد وزير الرياضة ، محمد تهمي بهذا الفعل الذي أحزن كل العائلة الرياضية الجزائرية، مثله في ذلك مثل وزير الاتصال حميد قرين الذي أعرب عن "حزنه و تأثره" لما جرى ، داعيا الصحافة الرياضية للمساهمة بفعالية في محاربة ظاهرة العنف في الملاعب . من جهته ، وصف محمد روراوة رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم هذا الفعل ب "الشنيع" ، داعيا إلى "تسليط أقصى عقوبة على مقترفي هذا الفعل قبل أن يطالب مختلف الرابطات بمجابهة كل التجاوزات بقوة تطبيقا للقوانين السارية المفعول" . و على المستوى الخارجي صرح رئيس الكونفديرالية الإفريقية لكرة القدم عيسى حياتو أن مشاعره "منقسمة بين الحزن و الغضب من هذا الفعل المأساوي ، "فكرة القدم الإفريقية لن تكون ملجأ لبعض المظاهر الهوليغانزية ، لأنه لا مكان للعنف في كرة القدم الإفريقية بالخصوص و الرياضة عموما". ووقع أنصار شبيبة القبائل هم أيضا تحت الصدمة ، بتلقيهم نبأ وفاة "محبوبهم" المتوج بلقب أحسن هداف في البطولة الوطنية الموسم المنصرم.*تنام مقلق للعنف بالملاعبمأساة ملعب 1 نوفمبر ، ليست حالة منفردة ، فهي امتداد لأحداث العنف التي ما انفكت تشهدها الملاعب الجزائرية منذ مدة. فالكل يتذكر الاعتداءات التي راح ضحيتها لاعبو شباب بلوزداد خاصة فيصل باجي و أنور بوجقجي في سبتمبر 2001 بملعب بجاية ، وكذا لاعبي اتحاد الجزائر عبد القادر العيفاوي و نسيم بوشمة بملعب سعيدة في افريل 2012 ، و التي كادت تودي بحياة العيفاوي. وكانت السلطات قد كثفت من الاجراءات الامنية ، إلى جانب إطلاقها العديد من الحملات التحسيسية لكن من دون جدوى ، لأن العنف ما يزال قائما الى اليوم و ما الأحداث التي شهدها الداربي الذي جمع بين اتحاد الحراش و مولودية الجزائر يوم 29 نوفمبر بملعب المحمدية إلا دليل على ذلك. وينبغي الاعتراف بأن قدم المنشآت الرياضية يلعب دورا هاما في اتخاذ بعض الأحداث منحى آخر، باعتبار أنها لا تستجيب للمعايير الأمنية الحديثة و للطلب المتزايد.فملعب 20 أوت مثلا الذي كان يعتبر أكبر ملعب بالجزائر العاصمة ، اصبح الآن لا يتسع لاحتضان الداربي العاصمي ما بين اتحاد و مولودية الجزائر أو شباب بلوزداد و اتحاد الحراش ، و الشيء نفسه بالنسبة لباقي الملاعب في مختلف ارجاء الوطن التي تعاني من المشكل نفسه لأن سعة هذه المنشآت لم تعد قادرة على استيعاب الجماهير.*حيماني يغادر في صمتالأسرة الكروية الجزائرية تأثرت أيضا بوفاة لاعب نصر حسين داي نبيل حيماني الذي هوى من أعلى مبنى وسط المكان المخصص للمصعد شهر جوان الماضي ، و هي الحادثة التي هزت الأسرة الكروية التي تضامنت مع عائلة الفقيد و مع نادي نصر حسين داي الذي لم تدم فرحته بالصعود إلى الرابطة الاولى طويلا جراء ذلك . و ترك حيماني فراغا كبيرا على الساحة الكروية الوطنية حيث كان من بين أحسن لاعبي البطولة الوطنية .*لا جديد في المنشآت الرياضيةويبدو أن خلاص الرياضة الجزائرية و انتقالها إلى محيط اكثر ملائمة لن يتأتى إلا عبر تشييد منشآت جديدة تستجيب للمعايير الحديثة ، وفي هذا الاتجاه فقد عمدت الدولة إلى تمويل بناء العديد من المنشآت في كل أرجاء الوطن ، سلم بعضها و البعض الآخر ما يزال في طور الانجاز حيث ينتظر ان يتم الانتهاء من المشاريع المتبقية في غضون 2016 ما يغذي الأمل في أن يساهم ذلك في الحد من ظاهرة العنف. و عليه فإن عام 2014 لم يعرف جديد بشأن المنشآت فحتى الملاعب التي في هي طور الإنجاز في صورة ملعب بئر جير بوهران و ملعب براقي بالعاصمة إضافة إلى ملعب تيزي وزو و حتى ملعب 5 جويلية الذي غلق في 2013 لم تفتتح أبوابه في هذا العام كما كان مقررًا ، كما أن ممثلي الحركة الرياضية الجزائرية يعتبرون أن المنشآت الجديدة لوحدها، لن تكون كافية للتصدي لظاهرة العنف ، لأن هناك عوامل عديدة أخرى يجب أن تتحد لضمان السير الحسن للاحداث الرياضية ، مثل عملية بيع التذاكر ونقل الأنصار قبل و بعد المقابلة ، فلقد جرت العادة على مشاهدة مع كل حدث رياضي في الجزائر و سيما مع مباريات كرة القدم أنصار يسيرون في الشوارع و في الطرق السريعة غير مبالين بالأخطار التي تحدق بهم وذلك بسبب نقص المواصلات التي تقلهم إلى الملعب ومنه إلى ديارهم ، لأن أغلب الناقلين يوقفون نشاطهم مع توقيت المباريات تجنبا لتعريض مركباتهم للاعتداء و التكسير. ويبقى عنف الملاعب ظاهرة تؤرق الرياضة الجزائرية خاصة كرة القدم و القضاء عليها يتطلب تظافر جهود كل الاطراف ، باعتبار ان العوامل المتسببة فيها متشعبة المشارب و الوشائج .*الجزائر تفشل في تنظيم كان 2019 و 2021 يرى العارفون بشؤون كرة القدم الجزائرية أن حادثة مقتل ايبوسي تسببت في توتر العلاقة بين رئيس الاتحاد الجزائري محمد روراوة ورئيس الاتحاد الإفريقي الكاميروني عيسى حاياتو، فتلقت الجزائر ضربة موجعة بعدما خسرت رهان احتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لسنتي 2019 و2021، لصالح الكاميرون وكوت ديفوار على التوالي، وهو ما دفع بالمسؤولين في الجزائر لطلب احتضان دورة 2017 خلفا لليبيا قصد التدارك. يحدث هذا في الوقت الذي نسابق فيه عقارب الساعة من اجل انجاز ملاعب جديدة بإمكانها احتضان كأس أمم إفريقيا في حال كسب الجزائر الرهان امام مصر و غانا و الغابون. *الصافرة الجزائرية ما بين خيبة الأمل و التشريف هذا الموسم يعتبر أيضًا الأسوأ بالنسبة للصافرة الجزائرية ، فهناك انتقادات غير مسبوقة للتحكيم الجزائري على المستوى المحلي ، حيث نسجل في كل جولة و في كل بطولة سلسلة من الإنتقادات التي تطول أصحاب البذلة السوداء الذين ارتكب بعضهم أخطاء فادحة تؤثر أحيانا في نتائج المباريات و أحيانا أخرى تغذي أسباب العنف في الملاعب ، كما أن ذلك لا يعني أن كل الإنتقادات الموجهة للحكام هي صحيحة و مؤسسة بل يلجأ العديد من المدربين و الرؤساء لتبرير فشلهم من خلال اتهام الحكم باتهامات باطلة إسكاتا لجماهيرهم .بالمقابل فإن المشوار الإستثنائي للحكم ، المعتزل مؤخرا ، حيمودي في مونديال البرازيل أزال تلك الصورة القاتمة على التحكيم الجزائري ، فابن غليزان كان على وشك أن يكون اول حكم جزائري يدير لقاء نهائي المونديال ، حيث أدار مباريات قوية و بامتياز ، باستثناء المباراة الترتيبية التي تخللتها بعض الأخطاء التي قد يرتكبها أي حكم في ذلك المستوى. تأثرت سمعة التحكيم الجزائري في سنة 2014 أيضا من خلال الفضيحة المدوية التي فجرها الحكم المساعد الدولي منير بيطام الذي قام في مباراة البطولة المحترفة الثانية التي جمعت بوعريريج و ضيفه تلمسان برمي الصافرة والقميص رافعا شعارا مكتوب عليه " حموم وقرباج قصة لعبة موجهة " قبل أن يدلي بتصريحات نارية يتهم فيها رئيس اللجنة الفدرالية للتحكيم خليل حموم ورئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج بالتحايل والتآمر و الضغط عليه من اجل ترتيب نتائج بعض اللقاءات ، وهي التصريحات التي جرّت الحكم بيطام الى أروقة العدالة وحرمته من شارته الدولية .ولا تزال تداعيات هذه القضية تلقي بظلالها على الصافرة الجزائرية ، و هي حادثة لم تسجل من قبل في تاريخ التحكيم الجزائري.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)