المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني•• مهرجانات دولية، عربية ومحليّة •• تظاهرات مسرحية، سينمائية، أدبية، موسيقية حبلت بها سنة ,.2009 بما لها وما عليها، لا ينكر جاحد أنها حرّكت بركة الفعل الثقافي في البلد في السنة الخارجة، والسنتين اللتين أعقبتها•. وقد نكون من المغالين لو قلنا عكس ذلك. لكن وبالنظر إلى ما خصصته الدولة مؤخرا من ميزانيات لتسيير وخلق الفعل الثقافي في البلد، هل يمكن القول إن الدولة ممثلة في وزارة الثقافة، نجحت في غرس شتيلة الحراك الثقافي الذي ظلّ لسنوات على قيد القحط؟ أم أن سياسة البريكولاج الثقافي واقتسام الريع هي التي كانت السبب الرئيسي في ذاك الحراك؟ ثم هل تفاعل مستهلكو الثقافة في هذا البلد من مبدعين وفنانين وأكاديميين، مع مبادرات الوزارة؟؟ أم أن المثقف في بلدنا سلبيٌّ كما يشاع؟ ليس يخفى على العام والخاص بأن ميزانية وزارة الثقافة الجزائرية لسنة ,2009 تضاعفت أربع مرات عن سنة ,2008 لتصل إلى حدود 300 مليون دولار، وهي الميزانية التي اعتبرها المشاركون في الملتقى الأول للمهرجانات في البلاد العربية، المنظم من طرف المنظمة العربية للتنمية الإدارية في لبنان، مؤخرا، بأنها تتخطى كل الموازنات الثقافية العربية، خصوصا ما تعلّق بميزانية المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي لامست حدود 100 مليون أورو، مما دفع بعض الأصوات السياسية في البلد إلى رفع أصوات الانتقاد، على غرار قادة حركة النهضة الذين لوّحوا برفع دعوى قضائية ضدّ وزيرة الثقافة خليدة تومي ومساءلتها كتابيا في البرلمان؛ بسبب ما أسمته تبذير المال العام و العري في الباناف ، لكن ناس النهضة عادوا على أعقابهم قبل أيام في تصريح لـ الفجر أكدوا فيه أنهم غضّوا الطرف عن الدعوى القضائية ضد الوزيرة التي ثبّتت أقدامها في قصر هضبة العناصر، وبات من الصعب على أيّ معارض زحزحتها منه. ولعلّ أطلال المكتبة الوطنيّة في عام ,2009 شاهدة على الجبروت الوزاري؛ الذي استطاع سحب البساط أيضا من تحت أقدام إدارة السافكس ، عرّابة المعرض الدولي للكتاب، الذي تحوّل بقدرة قادرة إلى مهرجان، سلّمت مفاتيح خيمته (ذات الـ 4 ملايير سنتيم) إلى اسماعيل أمزيان، النقيب السابق للناشرين الجزائريين، المغضوب عليه نقابيا •• تومي، صاحبة المزاج المهرجاني، عاشقة لعبة الشطرنج، استمتعت أيضا في ,2009 بتحريك بعض بيادق الرقعة الثقافية في الجزائر، من خلال تثبيت حصان مهرجان الفيلم الأمازيغي بصفة نهائية في تيزي وزو، بعد أن كان متنقلا بين مختلف الولايات، وقامت أيضا بتحريك قلعة محافظة مهرجان أغنية الراي من وهران إلى بلعباس، وتحريك بيدق مهرجان الأغنية الحالية إلى برج بوعريريج بعد أن كان في مربّع ولاية ميلة. ومع نهاية سنة ,2009 أعربت تومي عن نيّتها في الانتقال إلى رقعة السفير حمراوي حبيب شوقي، ولعب دور محرّك اللعب في مهرجان وهران السينمائي الذي رعاه مدير التلفزيون السابق منذ أكثر من ثلاث سنوات•• كلّ ذلك تمّ قبل دخول منافسة تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلاميّة ,2011 والتي من المزمع أن تدق طبول ريعها مع بداية هذه السنة الداخلة، أمام تصاعد حمّى التموقعات الثقافية في البلد، وتسارع وتيرة الفعل الثقافي، الذي يبقى - رغم شوفينيّته - محلّ تثمين من طرف الكثير من المتابعين، وعلى رأسهم المقربين من رقعة لالا تومي •• سنة 2009 إذن، كانت سنة توميّة بامتياز، رغم ما أشيع عن قرب رحيل صاحبة العصمة الثقافية في البلد، والتي حافظت على لياقتها الوزارية لأكثر من سبع سنوات سمان•• رشدي رضوان
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 02/01/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com