الجزائر

الحسابات الضيقة.. للقوى الإقليمية



الحسابات الضيقة.. للقوى الإقليمية
لم يخل عرض الأستاذين ناجي عمارة.. وعبد الوهاب بن خليف حول «أزمة اللاجئين» وآثارها الديمغرافية والأمنية، من التداعيات السياسية التي قد تنجم عند بلوغ سقف معين من الفلتان. وفي هذا المستوى فإن هناك بحثا غير معلن عن الحلول الفورية. وهذا بالعودة إلى جذور المشكلة القائمة. وكذلك دعوة الأطراف المعنية بإبراز حد أدنى من النوايا الحسنة تجاه ما يقع قصد إيجاد الحلول المرجوة.فهل هذا ممكن؟ من الصعوبة بمكان الجزم في ملف حساس جدا كهذا إلى درجة أصبح ورقة في أيدي الكثير من الحضور الإقليمي. وفي هذا السياق قال الأستاذ ناجي عمارة إن إطالة عمر الأزمة في سوريا هو الذي دفع إلى كل هذه الهجرة مضيفا «كلما شعر الناس بأن الحل ليس غدا تخبوا أمالهم، وتنهار طموحاتهم مما يحتم عليهم الذهاب إلى المناطق الآمنة».وهذا ما يحدث للسوريين في الوقت الراهن وفي مقابل ذلك فإن الأوروبيين لا يقبلون بالأمر الواقع، لذلك تتعالى البعض من الأصوات من داخل القارة الأوروبية مطالبة الولايات المتحدة بالتدخل العاجل لإنهاء هذه المأساة.وحسب الأستاذ عبد الوهاب بن خليف فإن القرار لم يعد في أيدي السوريين فقط، أو ما يسمى سياسيا بالتوافقات من أطراف معروفة قادرة على توقيف هذا الخراب والتدمير الذي لحق بهذا البلد.ويكون مؤشر الهجرة الجماعية إلى أوروبا هو الذي حرك المشهد السياسي في المنطقة، وهذا من خلال بوادر الحديث عن تقارب روسي أمركي لمناقشة الأزمة السورية، لكن بأي ثمن؟ كل طرف يطرح المسألة من زاويته، الولايات المتحدة تريد إقصاء الرئيس السوري من عملية التسوية في حين ترغب روسيا في الاحتفاظ به.وبالتوازي مع ذلك هناك حديث عن دخول أسلحة روسية فتاكة ودقيقة إلى سوريا وإمكانيات نشر قوات ذلك البلد في أرجاء المناطق التي هي محل نزاع، وهذا في حد ذاته عامل مخيف في أخذ الصراع منحى آخر.. بعدما كنا في حالة «لا غالب ولا مغلوب» قد نذهب إلى منعرج حاسم قد يخلط الوضع أكثر فأكثر، ولا يعود بالفائدة على أحد، وفي مقابل ذلك يزداد عدد النازحين إلى المنطقة «دول الجوار» وإلى أوروبا كذلك.كما أن هناك قوى أخرى عربية وغير عربية بإمكانها أن تساهم بإيجابية في وضع حد للأزمة، إذا خففت أوقللت من سقف مطالبها الرديكالية التي انطلقت بها في السابق، وأعادت ترتيب «حساباتها» وفق نظرة جديدة مخالفة لما كان في أول الأمر. لا نعتقد بأن الأمور تسير في هذا الاتجاه العادي وإنما هناك من يفضل أن يفصل الميدان في كل إجابة تريد روسيا أو الولايات المتحدة سماعها، فهل يصغي هؤلاء لنداءات المجموعة الدولية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)