الحس الوجودي في ديوان( موتى يجرون السماء) للشاعر: موسى حوامدة

يسعى هذا البحث إلى تسليط الضوء على الحس الوجودي عند شاعر حديث في الأردن، من خلال تتبع المكونات الوجودية التي ظهرت لديه بشكل لافت، وأصبحت سمة لمجموعته الموسومة:( موتى يجرون السماء)، وكان سبب اختياري لهذا الشاعر هو: ما أحدثه شعره من أراء تختلف عما هو اعتيادي ومتداول على الساحة المحلية، على الأقل، وبسبب ما وظفه، من خلال نصوصه الشعرية، من أفكار بدت للوهلة الأولى مثيرة للجدل والانتباه، على الساحتين: الشعرية والنقدية في الأردن. ثم إن هذا الشاعر يبدو أنه يقدم خطاباً مختلفاً، مشبعاً بالفكر والفلسفة، إضافة إلى شعرية القصيدة وفنياتها لديه. وقد ارتأيت في هذا البحث أن أبين ملامح الوجودية، من خلال قصيدتين وجدت أنهما تمثلان ما نسعى إليه في هذه الدراسة، كون الوجودية في شعره هي التي أثارت كثيراً من اللغط، ومن ثم أعرج على سياقات أخرى، حسب مقتضيات البحث، فكان أن تناولت، ابتداء، وقبل الدخول في التحليل، مفهوم الوجودية وعلاقتها بالشعر، وبعد ذلك حاولت الإجابة عن السؤال: لماذا الوجودية؟ وما أثرها على النصوص الشعرية في هذه المجموعة. ولم يكتف الدارس الحالي بالتنظير النقدي لمسألة الوجودية، وحضورها في نصوص هذه المجموعة، وإنما ذهب إلى التحليل التطبيقي، فذهب إلى دراسة عتبات النص بما يفيد ويصب في مجرى البحث، وقد وقع اختيار الباحث على القصيدتين التاليتين، ليتم تناولهما بالتحليل: الأولى( موتى يجرون السماء)، بسبب من أنها كانت عنواناً للمجموعة، والثانية قصيدة( ليست ميتة هذه القصيدة). يبقى هذا البحث محاولة لتقديم صورة عن الحس الوجودي عند هذا الشاعر، آملين أن يتبعها خطوات نقدية أخرى، تبين أهمية هذا الشاعر على الساحتين: المحلية والعربية، على أقل تقدير، لما لأشعاره من أهمية، تستحق الدراسة والعناية والتقدير من وجهة نظر الباحث، الذي تصدى لهذه الدراسة، على الأقل.