الجزائر

الحزام التقليدي القبائلي رمز من رموز الثقافة الأمازيغية



الحزام التقليدي القبائلي رمز من رموز الثقافة الأمازيغية
تبدع الحرفية زهرة إحدادن، مختصة في خياطة الألبسة التقليدية القبائلية، في صناعة «الحزام» الذي يعد من أهم القطع التي تتزين بها المرأة الأمازيغية، فإلى جانب جمال تلك القطع، فإن لها دلالات شعبية يدخلها المهتمون باللباس التقليدي ضمن الموروثات الشعبية في العمق الأمازيغي.عرضت الحرفية زهرة، خلال مشاركتها في معرض الصناعة التقليدية بساحة البريد المركزي، تشكيلة متنوعة من الحزام التقليدي المعروف في منطقة القبائل ب«الأسارو»، وهو حزام يحمل ألوانا فسيفسائية تبدع الحرفية في اختيارها وتنسيقها لتكون مثالية على اللباس التقليدي الذي لا يكتمل دونها.تقول الحرفية التي سردت لنا جانبا من عادات صنع الحزام قائلة: «تنشغل منذ عقود من الزمن النسوة القبائليات في حياكة هذه القطعة التي ترافق اللباس التقليدي، فكل من الكنات، الأمهات والفتيات الشابات ينشغلن في وقت فراغهن بالحياكة، فمنهن من ينسجن البرانيس والأغطية ذات التفاصيل المعقدة، إلا أن أخريات يفضلن القطع الأقل تعقيدا كالأحزمة التي لا تتطلب مجهودا كبيرا وإنما الصبر والإتقان».وأوضحت إحدادن أن هذه الحرف ككل الحرف، انطلقت من الشغف، فكانت النساء في الماضي يمارسن هذه الحرفة أمام موقد من النار المشتعلة، حيث يجتمعن في أجواء يعمها الدفء وسط العائلة ويأخذن في قص حكايات وروايات تتناسى كل واحدة من خلالها نفسها وتنغمر في الخياطة، متأملة فيما تقوم به من عمل متقن ومتناهي الدقة، فكن ينسجن الأحزمة المسماة «إِسرا» أو «ثسفِيفِين» بجانب موقد النار، فكل تسمية تختلف باختلاف نوع الحزام وسمكه وكذا الألوان المستعملة للحياكة، فمثلا «ثسفِيفِين» هو حزام عريض وطويل متكون من مجموعة كبيرة من الخيوط والأحزمة الرقيقة، ويختلف هذا النوع من الأحزمة عن الأخرى، حيث البعض الآخر لا يتجاوز طولها المترين أو المترين ونصف المتر.وأوضحت المتحدثة أن اللباس التقليدي يعكس الهوية القبائلية، ويمثل جانبا من الثقافة التي لا تزال تحافظ عليها النساء من مناطق مختلفة، لاسيما في ولاية تيزي وزو، إذ تمثل الجبة القبائلية وكل ما يرافقها من أكسسوارات موروثا اجتماعيا له دلالات شعبية، فهي تمثل عزم المرأة القبائلية واستعدادها للوقوف جنبا إلى جنب مع الرجل ومساعدته في أمور الدنيا..وتقول الأسطورة التي قصتها عليها الحرفية زهرة أن كلما كانت الحكاية التي تجتمع عليها النساء طويلة بقدر ما يكون الحزام طويلا هو الآخر، هذا ما جعل التقليد في إرفاق الحكاية بالحياكة أمرا تقليديا ينتقل بين النسوة القبائليات اللواتي يتبنين تقليد حياكة الحزام التقليدي للجبة القبائلية.ويتراوح طول تلك الأحزمة بين 5 أمتار ونصف المتر إلى تسعة أمتار، وكلما طالت القصة كلما طال الحزام، فكلاهما يمتاز بالتعقيد والتشابك، فالحكاية تبدأ بوضعية عادية متمثّلة في تقديم أسرة في ظروف لا بأس بها، ثم تتشابك أحداثها بافتراق شخصياتها وتنتهي بحل المشكل والتلاقي، وهو الحال بالنسبة للحزام الذي نجده يتشارك في مرحلة معينة، ثم تفترق خيوطه ليعاد جمعها في مرحلة أخرى وما إلى ذلك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)