نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحاكمة في دولة جنوب السودان، أن يكون قد أطيح برئيس الحكومة سلفاكير ميارديت، أو أن يكون اعتقل من قبل قادة في الجيش الشعبي وجلوس ماجيك ماكوير على كرسي السلطة مكانه، في ظل صراع شديد على السلطة داخل الحركة الشعبية بين قبيلة الدينكا، التي ينحدر منها سلفاكير، وبين قبيلة النوير، إحدى أكبر القبائل النيلية في جنوب السودان.
وقال المعارض الجنوبي، ديفيد ديشان، حسب ما نقلته جريدة ''الانتباهة'' الصادرة من الخرطوم إن الانقلاب ''الذي أحبط الأربعاء الماضي قام به ضباط من الجيش الشعبي''، مضيفا أنه ''تم توقيف 4 ضباط كبار بالجيش الشعبي''، مرجحا أن يكون ''تمت تصفيتهم في الحال''، مشيرا إلى أن القيادة العامة للجيش الشعبي أصدرت تنقلات داخلية للإدارات والرئاسات كانت مفاجئة للجميع.
وفي سياق متصل استولى جيش تحرير جنوب السودان، الذي يقاتل حكومة الجنوب، على مدينة بانا كواج على بعد 20 كلم شرق بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الحدودية مع السودان، وقام بقصف مقر الرئاسة بالقيادة العسكرية للوالي، وأسفر الهجوم عن مقتل 136 شخص وأسر ضابط يتبع لحركة العدل والمساواة (الدارفورية) برتبة رائد بجانب حرق 6 عربات لاندكروزر والاستيلاء على دبابة.
وهدد الجنرال بايفن مانتيل، أحد القادة المنشقين في الجنوب والمنحدر من قبيلة ''النوير''، بإسقاط نظام جوبا عقب الاستيلاء على الولاية بأكملها في غضون الأيام القادمة، مشيرا إلى أن قواتهم ''تمركزت في مدينة منقة على بعد 8 كلم من بانتيو، بعد تراجع فلول جيش الحركة الشعبية المنهزم في هجليج''.
واعتبر الجنرال مانتيل أن جيش المنشقين ''قادر على وضع حد لحكم قبيلة الدينكا في الجنوب''، متهما حكومة جوبا بخيانة اللاو نوير واستخدامهم كدروع بشرية في احتلال هجليج، فيما هرب الدينكا للجنوب''، مشددا بأنه ''لا مساومة في بترول ولاية الوحدة الذي يمثل نصيب اللاو نوير فيه 90%''.
على صعيد آخر، وفي إطار الحصار الاقتصادي الذي فرضته الخرطوم على جوبا، بعد استيلاء هذه الأخيرة على هجليج ثم اندحارها منها، ضبطت السلطات السودانية 60 شاحنة محملة بالغذاء والمحروقات كان ينوي مهربون تهريبها إلى جنوب السودان، واعتبر وزير العدل السوداني، محمد بشارة دوسة، تهريب الغذاء والمحروقات لجنوب السودان ''جريمة لا تقل درجة عن مد العدو بالسلاح''.
من جهة أخرى قدمت الولايات المتحدة، أمس الأول، إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار قد يؤدي إلى فرض عقوبات على السودان وجنوب السودان في حال لم يوقفا المعارك بينهما.
كما اشترطت الصين على حكومة جنوب السودان ''الاتفاق مع الخرطوم، ووقف الحرب، والاتفاق مع المعارضة الجنوبية، لضمان زيادة استثماراتها بالجنوب''.
وفي غضون ذلك أعلنت الخارجية الروسية، أمس، أن وزير خارجية السودان، علي كرتي، سيزور موسكو، الإثنين المقبل. وقال مصدر بالوزارة إن ''الوزير السوداني سيناقش ونظيره الروسي سيرجي لافروف سبل تطبيع العلاقات ''المتدهورة'' بين جوبا والخرطوم''.
تاريخ الإضافة : 28/04/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : مصطفى
المصدر : www.elkhabar.com