تحدت مخاوفها من لسعات النحل، وتمكنت خلال ثلاث سنوات من اكتساب معارف جعلتها تربي هذا المخلوق المنتج لأفضل شراب، إنها الحرفية آسيا قدير التي خلقت مؤسسة منتجة للعسل أطلقت عليها اسم نحلية "تسنيم".بعدما كانت تعمل في المطار، قررت الحرفية البحث عن مجال آخر تبدع فيه، وهو الأمر الذي تحقق في الفلاحة، حيث احتكت ببعض الحرفيات في مجال الزراعة وتربية النحل، اكتسبت منهم العديد من أسرار المهنة الممتعة، تحدثنا عن أبسط التفاصيل حول العسل ومشتقاته... ولسعات النحل وفوائدها في هذه الأسطر.وفي ولاية بومرداس، أطلقت آسيا مشروعها الصغير وسط حديقة بيتها، إلا أنها سرعان ما حولت تلك المؤسسة الصغيرة التي حققت اكتفاء ذاتيا إلى مؤسسة منتجة تحتوي على عدة أصناف من العسل وزعتها عبر ولاية تيزي وزو، عين وسارة وولاية الجلفة.كشفت الحرفية خلال حديثها ل"المساء" عن أن النحلة تتمتع باليمن والنماء، فهي حشرة نافعة وليست مخيفة، كما يعتقده البعض، حتى أن لسعاتها فيها شفاء ودواء لعدة أمراض، وعلقت بالقول: "لو علم الفرد الذي لسعته النحلة المنافع التي نقلتها إلى جسمه لشكرها على ذلك"، مشيرة إلى أن تلك اللسعة تعتبر مضادا حيويا طبيعيا مفيدا لجسم الإنسان، وتحديدا إن كان يشتكي من ألم على مستوى الرقبة، مثلا، أو الظهر، فسرعان ما يختفي ذلك الألم بعد اللسعة.وكإسعاف أولي، تقول الحرفية بأن الأمر بسيط، ولتخفيف آلام اللسعة ما على الفرد إلا أخذ القليل من الطين المبلل وفركه على الموقع، ليختفي الألم مباشرة. وإن صادف وأراد زيارة مكان يربى فيه النحل، ما عليه إلا اتباع بعض التعليمات الوقائية لتفادي تلك اللسعات، أهمها الابتعاد عن وضع العطور الأخاذة التي تثير خلية النحل، مثل الصابون والروائح ومزيل العرق، كونها عطور لا يحبها النحل ويعتبرها تهديدا، مما يجعله يتهجم على الهدف كنوع من الدفاع.ترى الحرفية أن بركة النحلة تظهر في عدم رمي أي شيء مما تنتجه من عسلها وما تحويه الخلية، وقالت إن مادة الصمغ التي تنتجها النحلة والمعروف في دول الخليج بالعكبر، أما في شمال إفريقيا فهو شهير بغراء النحل وله استعمالات عديدة مفيدة للصحة، مثل التهابات اللثة والغشاء المخاطي، وحتى الفراعنة استعملوها لتحنيط موتاهم.ترى الحرفية بعد معانقتها لهذا العالم أن على المربي التمتع بالمصداقية في عمله، فكثيرا ما أصبح المواطن لا يثق في منتجه المحلي بسبب كثرة الغش في العسل، مثله مثل زيت الزيتون، حيث بات يشتري العسل فقط من عند مربية أو بوصية من الأصدقاء للتأكد من جودة العسل.وفي ردها على سؤالنا حول طريقة الكشف عما إذا كان العسل حقيقيا وغير مغشوش، نفعتنا المتحدثة بنصائحها بالقول: "إن العسل المغشوش (المدغول) الذي يتم مزجه بالسكر، عند حرقه يتحول مباشرة إلى كاراميل وتنبعث منه رائحة السكر المكرمل، في حين أن العسل الحقيقي لا يمكن حرقه ويبقى على حاله لزجا، وفيما يخص المذاق لا يمكن الفصل في ذلك إلا من طرف ذوي الاختصاص أو الذين يعرفون العسل جيدا، فالحقيقي منه لا يترك في الحلق إحساسا بالحلاوة الشديدة التي تعطي شعورا بالحرقة، لكن هذه الميزة ليست معيارا واضحا ويصعب معرفته بالنسبة للأفراد الذين ليس لهم تجربة في العسل.العسل الحقيقي عند حمل كمية منه بملعقة وسكبه ينزل على شكل خط متواصل لا ينقطع أبدا إلا عند نفاد الكمية، في حين أن العسل المغشوش نلاحظ به تقطعات عشوائية تكشف عن وجود السكر في تركيبته.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com