انتشرت بالدولة الزيانية عدة حرف وصناعات تقوم في أساسها على النشاط اليدوي التقليدي، كصناعة الجلود، وصناعة الأقمشة، وصناعة الخشب، وصناعة الألبسة، وصناعة لوازم وسائل النقل كالعربات والسفن والخيل والجمال، وصناعة الأدوات الفلاحية والمنزلية، والصناعات الخزفية والزجاجية.
كما عرفت تلمسان بنوع من الصناعات التي تعتمد على المعادن، كصناعة العملة، وصناعة الحلي، وصناعة الأسلحة، والبراغي والمسامير والأدوات الفلاحية؛ وكان يشتغل بهذا النشاط عددا كبيرا من الحرفيين والصناع في المدينة، حملت أزقتهم أسماء حرفهم. بينما وجدت بعض الحرف الأخرى مكانها في البوادي والأرياف كصناعة الزرابي، والأدوات الفخارية، والسعفية، التي كانت تستقطب أعدادا كبيرة من اليد العاملة الحرفية النسوية خاصة.
واعتمدت حركة التصنيع بتلمسان على المواد الطبيعية الخام النباتية منها والحيوانية كالدوم، والسعف، والحلفاء، والصوف، والقطن، والجلود؛ وعلى المعادن كالذهب والفضة والحديد والزئبق. وقد أشار الحسن الوزان إلى أن مناجم الحديد بمنطقة تفسرة كانت تستغل من طرف أهالي تلك المنطقة الذين يستخرجون الحديد منها، ليبيعوه إلى الصناع بتلمسان، الذين يقومون بدورهم بصهره ومعالجته. وكان البكري هو كذلك قد لاحظ توفر معدن الزئبق والحديد بالجبل قرب مدينة أرزيو (تقع حوالي 40 كيلومترا شرق وهران).
وجاء في كتاب" المعجب في تلخيص أخبار المغرب " لصاحبه المراكشي أن المنطقة القريبة من ساحل البحر بين وهران و سبتة تتوفر على معدن الحديد، غير أن استغلال هذه المناجم ظل محدودا واقتصرت صناعة الحديد على تصنيع الأدوات الحرفية والزراعية والأسلحة.
وكانت الفضة تستغل في سك العملة، وفي صناعة وزخرفة الأواني والحلي التي تميزت بطابعها الفني البديع، أما الذهب فقد كان يجلب من بلاد السودان وغانة. وكان يذهب جزء كبير منه لسك العملة، وصناعة الحلي والمجوهرات، وتزيين القصور الملكية وأضرحة السلاطين والأمراء, وزخرفة سيوف وخناجر الملوك.
لا توجد تعليقات على النص كن أول من يعلّق على هذا النص
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com