اهتم النحاة العرب الأقدمون بالحرف إذ جعلوه قسيما كاملا للاسم والفعل ، و ذلك لِمَا رأوا له من قيمة كبيرة ، كما درسوا دور هذا الحرف في ربط العناصر اللغوية بعضها ببعض ، و أدرجوا ذلك تحت مصطلح (التعليق) الذي أطلقه عبد القاهر الجرجاني ، و قسموا الحروف إلى عاملة و غير عاملة انطلاقا من فكرة الاختصاص بالدخول على العنصر اللغوي الذي تدخل عليه ،تعمل إذا كان واحدا و تعطل إذا تعدد ، كما ذهبوا بعيد في استقراء معاني الحرف انطلاقا من ميزة الاقتراض اللغوي ؛ و يأتي هذا العمل ليثمن جهد الأولين ليربط هذا التراث الكبير بجهود علماء لسانيات النص ، فيتناول دور الحروف في تحقيق الاتساق النصي من خلال قراءة جديدة لفاعلية الحرف و قدرته على الربط بين العناصر اللغوية ، و نظرا لكثرة عدد الحروف في العربية و صعوبة تناولها جميعا فإننا نتناول بعضا منها و عليها يكون القياس .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - سليمان بوراس
المصدر : مجلة اللغة العربية وآدابها Volume 1, Numéro 3, Pages 83-106 2013-12-01