تعد الخنساء من أبرز الشعراء العرب الذين سخروا شعرهم لقضية واحدة ، حيث كتبت ديوانا يفوق عدد أبياته الألف بيت ، خصصته لرثاء أخيها صخر ، الذي قتل في إحدى المعارك التي كان يشارك فيها مع باقي أفراد قبيلته (بني سُليم) وإن كتبت بعض الأبيات ترثي فيها أخا آخر غير صخر (معاوية) ، وربما لم يكن شقيقها. إن ما كتبته من شعر ظل على مرّ العصور مضرب المثل في صدق القريحة وبلاغة الحزن ، مما جعل أحد المستشرقين يقول فيها : " ولكننا نجد فيها [ في قصائدها ] على قصرها ... حزنا أبلغ صدقا " .
لا مراء في أن بحث المجال الدلالي للحرب وأدواتها ذو فائدة مزدوجة : فهو يعكس الصورة الحضارية للعصر الجاهلي، ويبرز صورة للعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في العصر الجاهلي ، مما يعطي وصفا للحياة من خلال دراسة مظهر من مظاهر هذه الحياة التي وردت في ديوان الخنساء ، وهو الحرب والأدوات التي كانت تستعمل فيها من أسلحة ودروع وخيل ... وغيرها . ثم إن بحث هذا المجال الدلالي يعد من جهة أخرى لبنة في بحث المجال الدلالي للإنسان وحياته الاجتماعية في الشعر الجاهلي خاصة والشعر العربي عامة، والتطور الذي يمكن ملاحظته عبر المراحل الزمنية المختلفة، على ألفاظ هذا المجال ودلالاتها المختلفة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/12/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - عمر لحسن
المصدر : اللّغة العربية Volume 13, Numéro 2, Pages 75-103