الجزائر

الحرب على الإرهاب ليست أمنية فقط!



الحرب على الإرهاب ليست أمنية فقط!
مرة أخرى، الجيش الجزائري يقضي على 14 إرهابيا على مداخل العاصمة، بولاية البويرة، ويأتي هذا الإنجاز بعد أزيد من 15 سنة على قانون المصالحة الوطنية الذي أرادت الجزائر من خلاله طي صفحة الإرهاب سياسيا، والإبقاء على مطاردة الإرهابيين عسكريا.ويبدو أن الجيش هو وحده من يتصدى لهذه الآفة، ووحده من يجند كل قواته لحماية البلاد من المجرمين على طول الحدود الملتهبة، من الشرق ومن الغرب، وحتى داخليا، فلا يمر يوم إلا وتنشر وزارة الدفاع بيانات القضاء على إرهابيين أو تفكيك شبكات دعم ومساندة وكشف مخابئ سلاح. فالجيش وحده في ميدان المقاومة وحماية البلاد من خطر الإرهاب الأصولي، ووحده من يقدم يوميا قرابين الفداء من شبابه.لكن ماذا ينفع تجنيد الجيش وحده ضد الإرهاب، إذا كان الفكر الأصولي والداعشي يكسب يوميا المعركة الاجتماعية، فيكفي الاطلاع على ما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي لنفهم مدى المخاطر المحدقة بالبلاد، فداعش ليست خارج الحدود وإنما لديها خلاياها ”النائمة” اليقظة في كل البلاد، وما تتداوله من أفكار تكفيرية دليل على أننا وإن كسبنا المعركة العسكرية، فإننا لم نكسب المعركة الفكرية والاجتماعية، ويكفي إلقاء نظرة على شوارع المدن الجزائرية لنعرف مدى انتشار السلفية، ليس فقط في المظاهر بل وفي العقول أيضا.فمن دون المواجهة الفكرية للفكر الإرهابي، في المدارس والجامعات والمساجد وفي الشارع وفي كل المؤسسات، لا يمكن أن ندعي أننا انتصرنا على الإرهاب، مادام هناك ما يغذي صفوفه في المجتمع. فأغلب الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم أول أمس في عملية البويرة، التحقوا بالجماعات الإرهابية بعد قوانين المصالحة، وربما منهم من استفاد من المصالحة ليتفرغ لتجنيد شباب أغلبهم ولدوا خلال الأزمة الأمنية، ما يعني أن قوانين المصالحة رغم أنها سمحت باسترجاع الأمن وأوقفت حمام الدم، وسمحت لمن يسمون بالمغرر بهم بالعودة إلى أحضان المجتمع، إلا أنها من جهة أخرى وبتبييض الإرهابيين الدمويين وعدم متابعتهم قضائيا شجعت على تغلغل الفكر الداعشي وسط الشباب، والمصيبة أن ببعض الفضائيات المستقلة رغم تحذيرات سلطة الضبط، تستثمر في هذه التجارة المربحة وتساعد على ترويج الأفكار المتطرفة والمعادية للمرأة، خاصة غير المحجبة التي تتعرض يوميا إلى عنف لفظي مقيت.المعركة مع الإرهاب لم تعد معركة الجيش وحده، ما لم تتم مواجهتها فكريا واجتماعيا!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)