لم يفهم الكثير من المتتبعين التباين الواضح في وجهات النظر حول مستقبل الموسم الكروي، بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بقيادة زطشي والرابطة الوطنية المحترفة التي يترأسها مدوار، بدليل إصرار زطشي على استئناف المنافسة بعد توفر الشروط اللازمة، وكذا تلقي الضوء من السلطات العليا، فيما تميل كفة مدوار إلى إمكانية إلغاء البطولة وتجميدها عند الجولة ال22، وهذا على ضوء الإجماع السائد بين مختلف الأندية، خلال الاجتماعات الثلاثة التي عقدها في وهران وقسنطينة والعاصمة.وكان مستقبل الموسم الكروي الحالي لا يزال حديث الأنصار والقائمين على مختلف الأندية، خاصة في ظل اختلاف وجهات النظر بين خيار الاستئناف أو الإلغاء النهائي، وفقا للظروف السائدة في البلاد منذ شهر مارس المنصرم، بسبب انتشار جائحة كورونا التي سببت عددا كبيرا من المرضى والوفيات، إلا أن الذي يثير التساؤل أكثر عدم تجانس الرؤية بين المكتب الفدرالي والقائمين على الرابطة الوطنية المحترفة، بدليل أن هيئة مدوار خرجت بنتيجة تصب في خانة أن غالبية الأندية لا تريد استئناف المنافسة وغير قادرة على توفير الإمكانات التي تسمح بذلك، وفي مقدمة ذلك البروتوكول الصحي، حدث ذلك بعد آخر اجتماع عقده مدوار مع فرق الوسط، الذي كان تتمة لاجتماع تم تنظيمه مع أندية الغرب ثم فرق الشرق، ووصل مدوار إلى القول بأن حتى الأندية التي تتوفر على إمكانات مادية معتبرة غير متحمسة للعودة إلى أجواء المنافسة، وهو ما يؤكد مضمون تصريحات مدوار أنه لا جدوى من استئناف المنافسة في ظل الظروف الصحية الحالية، نافيا أن يكون هذا ضد رغبات أو قرارات الفاف.
من جانب آخر، يبدو أن قرار الفاف يسير ضد النتيجة التي خرجت بها الرابطة الوطنية المحترفة، بعد أن وقفت على جميع آراء الناشطة في الرابطة المحترفة، حيث جدّد زطشي التأكيد بأنه مع خيار استئناف البطولة مباشرة بعد تحسن الوضع الصحي، وريثما يتلقى الضوء الأخضر من الجهات العليا للبلاد، وهو القرار الذي يبدو مناقضا لكل ما توصلت إليه هيئة مدوار التي اختارت مبدأ التواصل والتباحث المباشر مع رؤساء ومسيري الأندية، ما جعل البعض يخرج بعدة تخمينات وتأويلات، متسائلين حول مدى ازدياد هذا الخلف بين زطشي ومدوار حول مستقبل البطولة في زمن كورونا، خاصة إذا تواصلت الأمور على هذا النحو غير المتجانس، في سيناريو يعيد إلى الأذهان الخلافات وغياب التطابق في الآراء بين المكتب الفدرالي والرابطة الوطنية في عدة مناسبات سابقة، تبعتها تصريحات وتلميحات تصب في هذا الاتجاه.
وبعيدا عن هذا التباين الحاصل بين الفاف والرابطة المحترفة، الذي يعد امتدادا للتباين الحاصل بين الأندية نفسها، بدليل أن الفرق الطموحة وقفت مع خيار الاستئناف، على غرار شبيبة القبائل وشباب قسنطينة، فيما اختارت الأندية المتواجدة في وسط ومؤخرة الترتيب الخيار الذي يضمن حقوقها وهو إلغاء الموسم الحالي والتفكير في الموسم المقبل، مع إلغاء قرار السقوط، فإن قرارات التأجيلات الحتمية قد أرغم الكاف على تأخير النسخة القادمة من "الكان" إلى العام 2022″، بعدما وقفت على استحالة مواصلة مرحلة التصفيات التي توقفت في نقطة البداية منذ اجتياح وباء كورونا، في انتظار اتخاذ قرارات مماثلة على الصعيد المحلي والدولي، للحسم في مختلف المنافسات والمواعيد الرياضية المقبلة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/07/2020
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : صالح سعودي
المصدر : www.horizons-dz.com