الجزائر

الحرب المالية.. والجرائم المسكوت عنها المنظمات الحقوقية والصحافة تحت "الإقامة الجبرية"



الحرب المالية.. والجرائم المسكوت عنها المنظمات الحقوقية والصحافة تحت
لا صور توثق الحرب العرقية وباريس تعرف من أين تؤكل الكتف
تقترب الحرب المالية من يومها العشرين دون أن يعرف العالم ماذا يحدث بالضبط في صحراء تجمع بين كل المتناقصات، تنادي بتطبيق الشريعة، لكن تستبيح كل المحظورات من تجارة السلاح إلى السموم إلى العبيد تحت غطاء الفدية والرهينة.
حرب جند فيها الإعلام أقلامه وكاميراته وكافة أسلحته، لكشف تجاوزات الجهاديين الذي عاثوا في الأرض فسادا، لكن ذات الأقلام والكاميرات عجزت عن تصوير المشهد الجديد الذي قررت فرنسا أن تكون فيه بقوة الشرعية الدولية التي لم تستطع أن تجبر ”عرابة” الحرب على الإرهاب في الساحل على تكريس الحق في المعلومة، ومراسلون بلا حدود يستغيثون لتمكنيهم من تغطية الحرب تؤكد الأخبار القادمة من هناك أنها عرقية بامتياز.
بدا واضحا منذ اليوم الأول من التدخل العسكري في مالي أنها حرب صامتة إلا من أحاديث الإعلام الفرنسي الذي حولته سياسة هولاند الإعلامية إلى وكالة أنباء عالمية تعيد صحف العالم صياغة برقياتها، وفي أحسن الأحوال متابعة التطورات الميدانية لحرب بدأت حمم براكينها تحرق جيرانها من أفواه المسؤولين الفرنسيين الحريصين على ترك بصمتهم الخاصة بما يدعم حربهم القتالية. إنه التعتيم وحجب الحقائق عن العالم ستكون السمة الأبرز في حرب صعبة وقودها خبر البيانات كما هي الخطط الحربية من الجانبين، خاصة وأن الأمر لم يكن مستبعدا مادامت الحرب الأمريكية، التي قادها بوش ومن بعده خلفه بأفغانستان والعراق تؤكد أنها إعلامية بالدرجة الأولى، وأنه من المهم أن تبقى انتهاكاتها وجرائمها بعيدة عن الأعين حتى لا تجد نفسها تواجه الرأي العام العالمي الذي يصنع الفارق في الدول الديمقراطية. بعد قرابة 20 يوما من الحرب عجز الصحفيون المغامرون الذين تستهويهم المخاطر من الاقتراب من بؤر التوتر، ونقل الحقيقة إلى العالم، خاصة وأن الأنباء الشحيحة القادمة من هناك بطريقة أو بأخرى تؤكد أن هناك انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في بلد كان سكانه الشماليون يتطلعون لحياة أفضل، والأدهى أن ما تنقله المنظمات الحقوقية من وقائع بعيد كل البعد عن التجاوزات الفعلية في منطقة تنام على الذهب الأسود واليورانيوم لكن سكانها يعيشون تحت خط الفقر.. لتغيب تقاليد الانفراد ب”السبق”، تحت سطوة الخطط الإعلامية الفرنسية، وتغيب تفاصيل المشهد المالي.
وسط هذا التعتيم الفرنسي الذي رفض طلبات مراسلون بلا حدود لتمكينهم من تغطية الحرب استطاعت بعض المجازر أن تجد طريقها إلى الإعلام، كما حدث مع الحقائق المروعة التي نشرتها ”الفجر” على لسان أحد الجنود الماليين العرب، والتي تؤكد أن لعنة التصفيات لا تقتصر على السكان فقط بل حتى الجنود العرب و الطوارق لم يشفع لهم قتالهم مع النظام المركزي والقوات الفرنسية، حيث وجد هؤلاء أنفسهم يدفعون ثمن لونهم الأبيض على يد الزنوج الذين استنجدت بهم فرنسا، ليلقى بعضهم حتفه وبعضهم الأخر يبقى تحت الإقامة الجبرية في الثكنات مجردا من سلاحه. حرب يريدها الزنوج الذين رفعوا شعار ”انداكور” بمعنى أهل الأرض لطرد غير السود من أرضهم، فهلا أنصفت هيئة بان كيمون الإعلام، ومكنتهم من نقل الصورة بكل تفاصيلها ليعرف العام ماذا يحدث هناك. فهل يعقل أن يكون المتهم قاضيا وجلادا؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)