الجزائر

« الحراك نجح في إبقاء العنف داخل دائرة الشعارات وعدم إخراجه إلى الشارع»



الحراك الشعبي المليوني، هو درس لكل من كان في السلطة، وقد أعطى الشعب الجزائري درسا في الرقي والتعبير السلمي عن مطالبه الشرعية، واعتقد أنه حتى من ناحية الشعارات كان مبدعا واستطاع إيصال رسالته للمعنيين، حيث عبر بطريقته عن خوفه من مستقبل البلاد، عبر عن آماله، آلامه، عن الظلم عن كل ما كان يعاني منه، لهذا سعى من خلال هذا الحراك، أن يبحث عن مخرج سلمي، للخروج من هذا النفق المظلم، والجميل في هذه المظاهرات المليونية، أنها لم تتحول إلى حلبة للصراع والعنف بين الشعب والأمن، خلافا للحراك الذي شهدته بعض الدول في العالم، واعتقد أن أسلوب العنف أدخله الشعب الجزائري وحصره في إطار الشعارات وليس الشارع، حيث عبر نفسيا عمّا يعاني منه من تراكمات، حيث شاهدنا لافتات تعكس غضب وحنق المواطنين، من أخطاء السلطة بطريقة تؤكد علو كعب الجزائريين، بل أنه أدهش حتى الإعلام الخارجي، الذي لم يكن يتوقع هذا المستوى من الرقي والتحضر في التعبير عن مطالبهم، ولكن الأمر الذي أشدد عليه، وهو أن صبر المحتجين قد ينفذ وممكن نذهب إلى تصعيد اللهجة وتغيير لغة الاحتجاج، إلى العنف من دائرة الشعارات إلى الشارع، وهو ما لا نتمناه، ومن ثمة على المسؤولين النزول من الشجرة والإطلاع على الواقع الحقيقي والاستجابة لمطالب الشعب.صراحة كنا ننتظر هذا الحراك، بسبب الانسداد والقطيعة والفجوة التي كانت حاصلة بين السلطة والجزائريين، وقد حذر حزب التجديد والتنمية، سابقا من انفلات الأمور وخروج الملاييين من المواطنين، للاحتجاج والتعبير عن تذمرهم من هذه الوضعية، وحتى نحلل جيدا مجريات الأمور، ربما لاحظ الجميع أن 70 من المئة من المتظاهرين، كانوا من فئة الطلبة الجامعيين وأصحاب المستوى العلمي العالي، وقد شكلت هذه الفئة قاطرة الحراك، الذي من خلاله تنفسنا اوكسجين التغيير والحفاظ على رسالة الشهداء التي كانت دماؤهم في حالة ركود، ولكنها فجأة عادت لتطفو فوق السطح من جديد، طلبا في مستقبل جديد ومتجدد.
من بين الشعارات التي لفتت انتباهي «جزائر حرة ديموقراطية»، وهذا دليل على رغبة الشباب الجزائري، في الحرية والانعتاق، رغبته أيضا في أن تكون هناك حرية التعبير، حرية في اختيار منهج الحياة، حرية في تنظيم التجماعات، الانتماء الديني او العرقي، وهذا الشعار يدل على أن الشعب الجزائري لم يجد في الجزائر مساواة في الحظوظ، حيث اصطدم بعقبة التمييز في سوق الشغل والحصول على السكن وتحقيق الإبداع .. إلخ ..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)