لم نر الثعالبي يشمخ بمؤلف له شموخه بالجواهر الحسان الذي يحق أن نعده ممثلا لنضجه العلمي، ففيه يبدو الثعالبي رجلا هضم التفسير النقلي ووعى ما أثر فيه. كما روى الحديث وأتقنه، وأحاط خبرا بالمسائل الفقهية ودقيق الخلاف فيها، وألم إلماما واسعا بالقراءات كما اطلع على ما في التراث الأدبي، وبدا فيه رجلا مقتدرا ومتكلما منطقيا جدلا، ذو حس مرهف لجمال النص القرآني. فهذه الخصائص ولا شك وليدة ثقافته التي ثقفت حياته كلها، فتفسيره انعكاس لما تمثله من هذه الثقافات. وهمنا أن نكشف عن بعض الجوانب المضيئة في تفسيره ومنها مسألة الحذف باعتبارها من المسائل البلاغية التي استعصى أمرها على الدارسين رغم ما ألف فيها من بحوث ودراسات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - السعيد بوخالفة
المصدر : الإحياء Volume 4, Numéro 1, Pages 323-340 2002-06-01