الحديقة المتوسطية

أصبحت الحديقة المتوسطية مصدر إزعاج كبير للسكان المجاورين لها حيث حول هذا الفضاء الذي من المفترض أن يكون مخصصا للراحة و الاسترخاء للهاربين من صخب و فوضى الشارع إلى مكان لصخب الموسيقى و أصوات ال"د يدجي" التي ترتفع كل مساء بمبادرة من بعض الشباب الذين وجدوا في هذه المساحة خشبة للعروض الموسيقية التي لا تتوافق و الهدف الذي أنشأت لأجله الحديقة التي باتت تستقطب مواطنين من كل صوب و أكثر من ذلك تعتبر محطة لتوقف السواح و زوار المدينة.و يسيئ البعض استغلال هذه الحديقة التي أنشأت وسط التجمعات السكنية حيث أصبح بعض الوافدين إليها و لاسيما الشباب لا يعيرون أي اهتمام للسكان أو حتى العائلات المتواجدة بالمكان و التي قصدته باحثة عن بعض الهدوء، و قد اتجهنا نحو الحديقة المتوسطية في إحدى الليالي الحارة و كانت الساعة حوالي العاشرة و النصف مساءا حين مررنا بالقرب من هذا المنتزه فاستقطبتنا أصوات الموسيقى و الفوضى من بعيد فدخلنا لاستطلاع الأجواء التي بدت غاية في المتعة و الحركة و النشاط و كانت جهة الألعاب مليئة بالأطفال و لنا أن نتصور حجم الصراخ و الفوضى و لكن كل ذلك كان أمر عادي أمام ما قام به مجموعة من الشباب الذين أحضروا مكبرات صوت و شغلوا موسقى الراي وتحولت الأجواء العائلية لتشبه إلى حد قريب الملاهي الليلية و هناك من استحسن الجو و كأنهم مدعوون إلى حفلة زفاف، في حين انزعجت عائلات و خرجت من المكان مستاءة، هذا فضلا على ما تتسبب فيه هذه السلوكات غير اللائقة من إزعاج للسكان الذين يجدون أنفسهم مضطرين للسهر إلى ساعات متأخرة بسبب الأصوات المرتفعة. والسؤال هل هكذا تستغل المساحات الخضراء و فضاءات الاستراحة و الحدائق؟ و هل يمكن أن تكون تسلية البعض و ترويحهم عن أنفسهم على حساب راحة السكان الذين منهم المريض و منهم العامل و الطفل...؟و تجدر التذكير أن الحديقة المتوسطية تعتبر من أهم الانجازات المتعلقة بمثل هذه الفضاءات بوهران و تحمل طابعا متميزا من حيث المساحات الخضراء و الألعاب و غيرها و على المواطن ان يحسن استغلال هذا المنتزه من خلال احترام الجميع.