الحديث عن موسم جفاف أمر سابق لأوانه

ترشيد استغلال المياه ضروريطمأن وزير الموارد المائية والبيئة عبد الوهاب نوري، أمس، المواطنين بتوفر شبكة السدود الوطنية على مخزون كاف من المياه من شأنه أن يغطي احتياجاتهم من الماء الشروب وتلك الموجهة لسقي الأراضي الفلاحية، بحكم أن نسبة الامتلاء الحالية في حدود 70 من المائة وموزعة بصفة عادلة.قال الوزير نوري من برج بوعريريج، إن الحديث عن حالة الجفاف أمر سابق لأوانه، داعيا إلى عدم التهويل، بحكم أن الجزائر عرفت حالات في السابق وتسجل امتلاء سدود ما بين شهر جانفي إلى غاية مارس وفصل الشتاء في بدايته، معربا عن تفاؤله بتساقط الأمطار في الأيام القليلة المقبلة لاسترجاع الثقة للمواطن والفلاحين على حد سواء.واغتنم نوري الفرصة لدعوة المواطنين إلى ترشيد استعمال المياه وعدم التفريط فيها والعمل على استغلالها بطريقة عقلانية ومحاربة التبذير في ممارساتهم اليومية، مذكرا أن عملية تجنيد المياه ليس بالعمل الهيّن، بل تتطلب حشد جهود كبيرة، خاصة وأن الماء أصبح مادة نادرة في المغرب العربي وكذا في الجزائر، بالرغم من أنها في أريحية مائية بفضل المشاريع المجسدة خلال المخططات الخماسية.فيما تعلق بمشاريع الموارد المائية، أكد الوزير من جديد عدم تأثرها بقرارات التجميد، مرجعا ذلك إلى كون القطاع استراتيجيا وحيويا وبالتالي لابد من استكمال المشاريع التي هي قيد الإنجاز وذات الأولوية، كما استبعد أي زيادة في سعر مياه الشرب في الوقت الحالي.بخصوص ولاية برج بوعريريج، وقف المسؤول الأول عن القطاع على وضعيتها الهيدرولوجية، حيث تعاني من عجز في المياه الجوفية وكذا السطحية، ما جعلها تستفيد من عدة مشاريع بهدف الرفع من إمكاناتها، لاسيما بالمنطقة الشمالية، على غرار جلب المياه إليها عبر تحويلين، الأول تحويل تلسديت البويرة لتمويل خمس بلديات من دائرة المنصورة، والتحويل الثاني تيشي حاف بجاية لتمويل ثاني بلديات بالشمال والتي سجل بها أيضا إنجاز 171 كلم من القنوات و17 خزانا مائيا و5 محطات ضخ.كما تم إنجاز محطة معالجة للمياه المستعملة ببلدية تاغروت ستدخل حيز الخدمة شهر ماي 2016، بعدما كانت تصبّ في سد عين زادة وهذا لضمان تفادي تلوث مياهه وتوفير مياه شروب بالنوعية المطلوبة، والذي وصلت نسبة امتلائه هذه السنة إلى 72 من المائة مقارنة بنفس الفترة التي عرف فيها نسبة 29 من المائة ما يضمن توفير الماء الشروب لمدة سنتين المطلوبة.وحث نوري على احترام آجال إنجاز المشاريع، لاسما المتعلقة بتزويد المواطنين بماء الشرب، مشيرا إلى أن الهدف هو تزويد كل من بلديتي المنصورة وسيدي إبراهيم قبل شهر رمضان. ونفس الأمر بالنسبة لبلدية حمام الضلعة، التي قال إن مشكلتها أولوية ويجب التكفل بها والانطلاق في الأشغال لضمان التزود في الوقت المناسب، على أن تكون آخر الآجال شهر مارس من هذه السنة.في الجانب البيئي، أعرب الوزير عن استيائه لانتشار المفرغات العشوائية، حيث تحصي ولاية البرج 34 نقطة، ما يجعلها من الولايات المتأخرة في هذا المجال، مشددا على ضرورة الرفع من قدرات مركز الردم التقني للنفايات ببلدية الرابطة الذي يتربع على مساحة 26 هكتارا ويعالج 110 طن/ اليوم من خلال تحويله إلى مركب للتكفل التام بهذه النفايات وتجاوز العجز المسجل وجعل هذا الأمر أولوية قصوى.