الجزائر

الحديث بالملايين



لماذا لا يتم محاسبة أي مسؤول حين يتحدث عن مليونية المشاريع - خلقنا مليون منصب شغل، بنينا مليون سكن، فعلنا مليون كذا وكذا – دون تقديم أي دليل يثبت هذه المليونية، كيف يتم الحديث عن توفير أكثر من مليون منصب شغل في مختلف الأسلاك، بينما ما تزال الشوارع الكبرى تغص بالبطالين جيئة وذهابا، وكيف يتم الحديث عن مليون سكن بينما ما تزال ملايين العائلات سواء في صيغة عدل او الصيغ الأخرى تنتظر الحصول على سكن من مليون؟ بل وكثر الحديث عن آلاف من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تم اطلاقها في السنوات الأخيرة دون أن نرى عجلة الاقتصاد والتنمية في الميدان. فمع الأسف الشديد صارت مثل هذه التصريحات والأرقام المليونية المهولة الغائبة واقعيا أحد أنواع المشاريع التي يثبت بها الكثير من الوزراء وجودهم، ولا نعرف إن كان هؤلاء يتم تضليلهم عن طريق مستشاريهم والمدراء التنفيذيين أم أنهم تعودوا لعبة الحديث بالأرقام ما دام أن لا حسيب يحاسبهم ولا سائل يسألهم عن تصريحاتهم، فهكذا أرقام لمشاريع لا يتم إطلاقها جزافا وإنما تدون ويتم التعريف بها في الميدان، لأن الكل يعرف الحقيقة، فيكفي أن تنظر إلى العدد الهائل من الشباب البطال الذي يذرع الشوارع ذهابا وإيابا، أو عدد المناصرين لنوادي كرة القدم في الأيام العادية من الأسبوع حتى تدرك أن الحديث عن ملايين مناصب الشغل ليست في واقع الحال سوى أضغاث أحلام، والأمر نفسه يسري على المشاريع الأخرى التي يقال أنها بالملايين، فمتى يتم محاسبة كل مسؤول على تصريحاته حتى يقدم حصيلته موثقة وعلى رؤوس الاشهاد. ؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)