الحجّ خطوة خطوة

يقول عليه الصّلاة والسّلام: “مَن حجّ لله فلم يرفُث ولم يفسُق رجع كيوم ولدته أمّه”.. كلمات معدودات قالهنّ أفضل خلق الله وأبرُّهم وأصدقهم محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلّم، فيها فضل عظيم وخير عميم من الله الغني عن العالمين، وقد دلّ على ذلك أيضًا نصوص كثيرة، منها قوله صلّى الله عليه وسلّم لعمرو بن العاص رضي الله عنها عندما جاء مسلمًا وقال: أريد أن أشترط، فقال له صلّى الله عليه وسلّم: “تشترط بماذا؟” قال: أن يغفر لي، قال: “أمَا علمتَ يا عمرو أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله”.لَكَمْ تتطلع النّفس لتدرك لِمَ كان هذا الفضل كلّه على تلك العبادة الّتي لم يُطالب بها المسلم إلاّ مرّة في عمره، وهذا التطلّع ليس استكثارًا لفضل الله الواسع المنان، فهو أهل الفضل والخير والبركة، وإنّما هي محاولة للوصول إلى الأسباب والمسوغات، ليكون العلم بذلك قائدًا إلى تحقيقها ومعينًا على تحصيلها على الوجه المرضي.
الحج لغة: القصد إلى معظَّم، وفي الشّريعة: قصدُ البيت العتيق لأداء الأفعال المفروضة من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغيرها بنية الحجّ.
* إمام مسجد عمر بن الخطاب بن غازي - براقي