الجزائر

الحال مع القرآن في رمضان



لقد خص الله هذا الشهر الكريم بخصائص منها: أنه أفضل شهور السنة وفيه ليلة القدر وفيه نزل القرآن، ونزول القرآن بنوعيه الجملي والابتدائي كان في ليلة القدر، أما الجملي فقد أخبر عنه ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: «أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزل منه، حتى جمعه»، وهذا القول ثابت عن ابن عباس وله روايات متعددة، وأما ابتداء النزول فقد نسب للشعبي، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن في قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين}، وهداية الناس والبيان الهدى لهم، ونذارتهم إنما هي في القرآن النازل على محمد صلى الله عليه وسلم. وليس يمتنع أن يراد المعنيان معا في هذه الآيات، فتكون دالة على النزولين، إذ ليس بينهما تعارض ولا تناقض، والقولان إذا صحا في تفسير الآية، والآية تحتملهما، ولم يكن بينهما تعارض، فإنه يجوز حمل الآية عليها كما قرره العلماء، وعلى كل حال فإن التلازم بين القرآن وشهر رمضان ظاهر في هذه الآيات، فشرف الشهر بنزول القرآن فيه، لذا صار يسمى: شهر القرآن.حال السلف مع القرآن
لقد كان الزهري رحمه الله إذا دخل رمضان يقول: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام، وكان مالك رحمه الله إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالس أهل العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان قتادة رحمه الله يختم القرآن في كل سبع ليال دائما وفي رمضان في كل ثلاث وفي العشر الأخير منه في كلّ ليلة، وكان أيضا يدرس القرآن في شهر رمضانو فيما كان إبراهيم النخعي رحمه الله يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث ليال، وفي العشر الأواخر في كل ليلتين، وكان سفيان الثوري رحمه الله إذا دخل رمضان، ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن، فيما كان الأسود رحمه الله يقرأ القرآن كله في ليلتين في جميع الشهر، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه : (لو طهرت قلوبنا، لما شبعت من كلام الله).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)