لا يزال العالم يتذكر الإرث التاريخي الطويل بين المكسيك و الولايات المتحدة الأمريكية عندما احتلت الثانية الأولى و استولت على كاليفورنيا و نيفادا ويوتا و أريزونا و كولورادو في ما يسمى بالحرب المكسيكية (1846 1848). و بالتالي عادت للولايات المتحدة مساحات فاقت مليون ونصف كم² و هي كلها أراضي تتوفر على الثروات و الطاقة و المعادن . و جاء الرئيس الأمريكي الحالي ليعيد فتح الجراح غير المندملة أصلا بين الدولتين لينفّذ الوعد الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية ببناء جدار عازل على الحدود مع المكسيك علما أنّ الدولتين تحوزان أكبر الحدود في العالم و التي تمتد على مسافة 3145 كلم و تتخللها العديد من الجبال و المسالك الوعرة و المنخفضات و المرتفعات و بالتالي كان بناء الجدار بين البلدين مكلفا للخزينة الأمريكية و استعملت فيها تكنولوجيا الحفر و تكسير الصخور الكبيرة و هو ما لقي انتقادا اعلاميا كبيرا في البلاد رغم إصرار واشنطن على أن تدفع المكسيك ثمن البناء و هو ما رفضته هذه الدولة . و قد توارى دونالد الترامب وراء مبررات واهية بشأن إقامة الجدار العازل لحماية بلاده من المخدرات إلّا أنّ السبب الرئيسي وراء ذلك هو وقف تدفق الهجرة غير القانونية للمكسيكيين في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية. و تحولت فكرة الجدار العازل إلى مرسوم تنفيذي يحمل قرارًا موقعًا عليه من طرف الرئيس ففي العام الماضي وقع الرئيس الأمريكي مرسوما تنفيذيا لبناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك ، والذي كان في مقدمة تعهداته خلال حملته الانتخابية.كما أصدر أمرا بتجريد المدن الأمريكية التي توفر ملاذا للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق قانونية من التمويل الفيدرالي ويسجل ما بين 400 ألف و1.2 مليون حالة هجرة غير شرعية سنويا من المكسيك إلى الولايات المتحدة ، تشمل ضبط أو إعادة أو رفض دخول من المعابر الشرعية لتلك الحدود لحوالي 2500 شخص يوميا. وخصصت السلطات الأميركية إمكانيات هائلة لتأمين حدودها الجنوبية من خلال إنفاقها 3.5 مليارات دولار ، ونشر 17 ألف عنصر أمن من حرس الحدود يجوبون المناطق الحدودية مدعمين بدوريات سيارات ومروحيات وصور الأقمار الاصطناعية. وشرعت الحكومة الأميركية -بعد مصادقة مجلس الشيوخ عام 2006- في تشييد سور على كامل الحدود تنتشر في محيطه أسلاك ، ووضعت حوله آلاف الكاميرات وأجهزة الرؤية الليلية والاستشعار. واعتقلت السلطات الأميركية 187 ألفا و 284 مهاجرا غير شرعي مكسيكي عام 2015 إضافة إلى 227 ألفا و 371 آخرين من دول أميركا الوسطى الثلاث المعروفة ب«المثلث الشمالي « وهي السلفادور وهندوراس وغواتيمالا ،
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/12/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ف شمنتل
المصدر : www.eldjoumhouria.dz