الجزائر

الجيش يقتحم معرة النعمان ويواصل قصف دير الزور السعودية والكويت تستدعيان سفيريهما من دمشق



 واصلت، أمس، وحدات الجيش السوري قصفها بالمدفعية والدبابات لمدينة دير الزور لليوم الثاني على التوالي، وحسب ما نقلته وكالة ''رويترز'' عن أحد سكان المدينة فإن ضاحية الحويقة ما زالت تتعرض لقصف عنيف من مركبات مدرعة، وأن المستشفيات الخاصة مغلقة والناس يخشون نقل المصابين إلى المنشآت الحكومية، لأنها تعج بالشرطة السرية، وأكد هذا الشاهد أن خمسة وستين شخصا، على الأقل، قد قتلوا منذ شروع دبابات الجيش في عملية الاقتحام ومطاردة المحتجين، والذين أصبحوا في الحقيقة كل السكان.
لكن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية قال، في اتصالات له مع العديد من المواقع الإخبارية، إن عدد الضحايا من المدنيين ارتفع في محافظة دير الزور إلى ستة وسبعين ضحية بينهم خمسون طفلا.
كما أفاد ذات الاتحاد أن 21 قتيلا آخر سقطوا في بلدة حولا التابعة لمحافظة حمص، ويوجد من بين الضحايا أربع نساء وطفلان، إضافة إلى أكثر من خمسة قتلى في مدينة إدلب، قُتلوا أثناء تشييع قتلى احتجاجات يوم السبت الماضي.
ونتيجة لهذا نقلت وكالة ''أسوشيتد برس'' أن الوضع الإنساني في المدينة مزرٍ، بعد الحصار المفروض عليها منذ تسعة أيام، مما ولد نقصا في الدواء والطعام وحليب الأطفال والوقود، وقالت الوكالة إن المدينة مشلولة تماما.
وفي ذات الوقت، اقتحمت قوات عسكرية سورية أخرى مدينة معرة النعمان التابعة لمحافظة ادلب. وحسب ما نقلته العديد من الوكالات الإخبارية عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عملية الاقتحام تمت فجرا، وأعقبتها حملة اعتقالات واسعة في صفوف كل من تعتقد السلطة أنهم ناشطون في الانتفاضة الشعبية التي تهز سوريا منذ قرابة الخمسة أشهر.
نفس هذه الأجواء ما زالت تعيشها مدينة حماة، التي يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية للسيطرة بها، مهاجما الأحياء والساحات، وسط حركة نزوح للأهالي إلى خارج المدينة، وحسب مصادر حقوقية من المدينة، فقد تم اعتقال ألف وخمسة مائة من أبنائها.
سياسيا، بدأت الدائرة تضيق على النظام السوري، بعد أن طالب العاهل السعودي السلطات السورية بضرورة وقف عنفها ضد المتظاهرين، واستدعى العاهل السعودي الملك عبد الله سفير بلاده للتشاور. وهي الخطوة التي قد تفتح الباب أمام بقية الدول العربية التي تتهرب لحد الآن من تحمل مسؤولياتها وتفضل الاحتماء بالصمت. ولا يستبعد أن تكون الخطوة السعودية، هي التي دفعت دولة الكويت إلى استدعاء سفيرها بدمشق، وطالبت كذلك بإيجاد مخرج للأزمة وتوقيف دوامة العنف ضد المحتجين.
موقف دولي آخر لفت انتباه المراقبين، ويتعلق بما جاء على لسان مساعدة الناطق باسم وزارة الخارجية، كريستين فاج، التي قالت في لقاء صحفي بـ''أن وقت الإفلات من العقاب ولى بالنسبة لدمشق، ولابد من توقيف العنف''، ثم نبهت إلى أنه ''لا بد من مرحلة انتقالية ديموقراطية تستجيب لتطلعات الشعب السوري المشروعة''.
ومن جهة أخرى عين الرئيس السوري، بشار الأسد، الجنرال داود رجحا ، أمس، وزيرا للدفاع خلفا للجنرال علي حبيب. وأعلن التلفزيون السوري أن سبب التغيير في وزارة الدفاع هو بسبب مرض وزير الدفاع السابق علي حبيب. في وقت يرى مراقبون أن التغيير له علاقة بدور الجيش في عملية القمع الذي يتعرض له المتظاهرون.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)