الجزائر

الجيش يدعّم الحلول الدستورية بعيدا عن المراحل الانتقالية



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
شدّد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، على أن الجيش الوطني الشعبي ينتظر من الشعب الجزائري تفهما يرتقي إلى مستوى رصيد الثقة التي تجمعه بجيشه، مؤكدا بأن الجيش الوطني الشعبي «سيبقى يقظا ولن يحيد عن مهامه الدستورية الوطنية التي يستوجبها الوضع الحالي في البلاد، إلى غاية انتخاب رئيس للجمهورية، في الآجال الدستورية البعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال المراحل الانتقالية».
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الوطني، أن الفريق قايد صالح، أكد في كلمة ألقاها خلال لقاء توجيهي مع إطارات وأساتذة وطلبة الأكاديمية العسكرية لشرشال بتيبازة، أن الجيش الوطني الشعبي ينتظر من الشعب في كل ربوع الوطن، «بأن ينظر إلى كل خطوة نخطوها وإلى كل مسلك نسلكه وإلى كل عبارة ننطقها وإلى كل وجهة نتجه إليها وكل نهج ننتهجه». وأضاف في سياق متصل بأن الجيش ينتظر من الشعب الجزائري تفهما يرتقي إلى مستوى رصيد الثقة التي تجمعه بجيشه، قائلا في هذا الصدد «من كانت الجزائر الأصيلة التي استشهد من أجلها الملايين من الشهداء وجهته الرئيسية، فلا شك أنه سيلتقي في هذه الوجهة السليمة مع الأغلبية الغالبة من الشعب الجزائري الأصيل».
في المقابل أكد نائب وزير الدفاع الوطني، أن «من سلك هذا المسلك الوطني النبيل، سيجد أمامه عراقيل كثيرة يتسبب فيها كل من لا يعرف للصدق طريقا، ومن لا يعرف للإخلاص نهجا وسلوكا..».
وعرج الفريق قايد صالح على مختلف العراقيل التي تعترض المسلك المنتهج من قبل الجيش الوطني الشعبي والتي يقف وراءها، حسبه، «أشخاص يرون في كل عمل جدي ومخلص للوطن مساسا بمصالحهم ومصالح أسيادهم»، قائلا في هذا الصدد «لقد تبين الآن الخيط الأبيض من الخيط الأسود واتضحت النوايا وتجلت التوجهات، حيث يظل «البقاء للأصلح»، ليخلص إلى أن «الأصلح هو من أخلص النية لله والوطن والشعب، وإننا نعتبر أنفسنا في الجيش الوطني الشعبي، من طينة هذه الفئة المخلصة والمصلحة، بل والمثمرة، التي تعتبر بمثابة الشجرة الكثيرة الثمار، التي يرميها أعداؤها بالحجر فتجود على وطنها وشعبها بثمارها».
في سياق متصل، جدد الفريق التأكيد على أن الجيش الوطني الشعبي سيواصل مرافقته للشعب «إلى غاية إرجاع الأمور إلى نصابها والسمو بالجزائر إلى مكانتها المستحقة بين الأمم»، وذلك انطلاقا من «الإخلاص» الذي يكنه للجزائر وشعبها.
كما جدد، بالمناسبة، تذكيره بعدم وجود طموحات سياسية لقيادة الجيش الوطني الشعبي، قائلا في هذا الصدد «بل مبلغ طموحنا هو خدمة بلادنا والمرافقة الصادقة لهذا الشعب الطيب والأصيل للوصول ببلادنا وإياه إلى تجاوز أزمتنا وبلوغ أعتاب الشرعية الدستورية للتمكن بعدها من الانطلاق على أرضية صلبة ومنطلقا سليما وصحيحا».
الحملات الدنيئة ضد قيادة الجيش نتائجها معدومة
وشدّد الفريق قايد صالح على أن «الحملات الدنيئة والمتكررة التي ما فتئت تتعرض لها قيادة الجيش الوطني الشعبي، مع كل خطوة صادقة ومدروسة تخطوها بكل وعي وإدراك وبعد نظر، هي حملات عقيمة ونتائجها معدومة، لأن أهدافها أصبحت مفضوحة ونواياها مكشوفة..». وأشار إلى أن الشعب الجزائري تفطن للمرامي الخبيثة لهذه الحملات ولأساليبها الخادعة «وأفشلها في المهد»، لافتا في المقابل إلى أن «هذه الأبواق الناعقة، الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب واعتقدوا أنهم بإمكانهم الاستثمار في أزمة الجزائر والاستفادة، بل الارتزاق من جهدهم العميل، قد نسوا أو تناسوا، بأن للجزائر قدرات بشرية سليمة العقل والتفكير، ووطنية من حيث تحليل الأوضاع وسبر أحداثها، يمثلها الشعب رفقة جيشه الوطني الشعبي، هي فقط ودون غيرها من يحدد وجهة الجزائر ويصنع توجهها الوطني الأصيل، بعيدا كل البعد عن أي شكل من أشكال العمالة، وبعيدا كل البعد عن كل شكل من أشكال التفريط في أمانة الشهداء».
لا مكان اليوم لأي مرتزق أو عميل أو مخادع..
وأوضح رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في هذا الصدد أن «الجزائر اليوم في حاجة إلى أن تختار وجهتها النوفمبرية القويمة، وأن تتخلص وإلى الأبد من براثن التبعية بكافة أشكالها»، مؤكدا بأن الاعتماد في بناء جزائر الغد، ينبغي أن يكون على الله أولا، ثم على جهود المخلصين من أبنائها، «فلا مكان اليوم لأي مرتزق ولأي عميل ومخادع ومراوغ، فلا ضبابية اليوم في أفق الجزائر، ولا جهود تعلو فوق الجهود الوطنية المخلصة».
وأشار المسؤول العسكري، إلى أن من الجهود الوطنية المخلصة التي تجلت اليوم، حرص الجيش الوطني الشعبي، على مرافقة قطاع العدالة ومساعدتها من أجل استرجاع هيبتها في ظل قوانين الدولة السارية المفعول. وأضاف أن هذا الحرص يشمل مدها بكل أشكال التأمين والتطمين، حيث أصبحت من خلاله حرة ودون قيود وبعيدة عن كل الضغوطات والإملاءات، ما سمح لها، حسبه، «بممارسة مهامها وتطبيق القانون وإصدار الأحكام بالعدل والإنصاف دون أدنى تمييز»، مؤكدا في هذا الإطار بأن
«العدالة الحرة والنزيهة هي واجهة دولة الحق والقانون التي ينشدها كل جزائري مخلص لوطنه، عدالة تعمل دون أي غلو إيديولوجي أو حسابات سياسوية، يتم في ظلها معاملة جميع المواطنين على قدم المساواة، وأن يكون القانون فوق الجميع دون استثناء، وهذه الطريقة الوحيدة ليس لإعادة إقرار مصداقية العدالة فحسب، بل للعمل على أن تحترم القوانين من قبل الجميع».
في نفس السياق ثمن الفريق قايد صالح الحصص والموائد المستديرة وفضاءات الحوارات والنقاشات الموضوعية والهادئة والمقنعة التي يديرها أساتذة ومحللون ونخب من ذوي التوجه الوطني الصادق، موجها لهم بالمناسبة كل عبارات الشكر والتقدير والاحترام، مشددا على أن «الجيش الوطني الشعبي سيبقى يقظا، بل وفي غاية اليقظة، ولن يحيد عن خط سيره الوطني، ولن يحيد عن مهامه الدستورية الوطنية التي يستوجبها الوضع الحالي في البلاد، إلى غاية انتخاب رئيس للجمهورية، في الآجال الدستورية البعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال المراحل الانتقالية».
للإشارة فقد تابع الكلمة التوجيهية للفريق قايد صالح خلال زيارته إلى الأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين»، حيث يشرف اليوم على حفل التخرج السنوي للدفعات بهذه القلعة التكوينية العريقة، أفراد جميع وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر النواحي العسكرية الستة، عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد.
وبعد إلقائه للكلمة التوجيهية، فُسح المجال، حسب بيان الوزارة، لتدخلات طلبة الأكاديمية، وأفراد وحدات الجيش الوطني الشعبي عبر النواحي العسكرية الست، والذين عبروا من جديد عن اعتزازهم وفخرهم الكبير بالانتماء إلى صرح الجيش الوطني الشعبي واستعدادهم الدائم، وفي كل الظروف للتضحية في سبيل عزة الوطن وأمنه واستقراره وسيادته.
وقام الفريق إثر ذلك، بتدشين بعض المنشآت التي استفادت منها الأكاديمية على غرار مجمّع الإطعام والترفيه، الذي يضم مطاعم تسع (2400) مقعد، فضلا عن نوادي ترفيه تتوفر على كافة متطلبات واحتياجات الطالب اليومية والتي توفر له الراحة النفسية والجسدية ما يسمح له بمواصلة تكوينه في ظروف جيدة ومريحة، كما قام بتدشين قاعة لكمال الأجسام التي شكلت إضافة هامة للمركب الرياضي للأكاديمية والذي يكفل للطالب ممارسة مختلف أنواع الرياضات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)