الجزائر

الجيش‮.. ‬من تحرير البلاد إلى مرافقة حراك الجزائريين



رجال الجيش‮ ‬يصنعون ملحمة جديدة بعد‮ ‬65‮ ‬سنة من تفجير الثورة‮ ‬ قواتنا المسلحة تواصل حربها المتعددة الجبهات بكل عزيمة وثبات
يعتبر الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬مفخرة للوطن بفضل تاريخه المشرف،‮ ‬كيف لا وهو سليل جيش التحرير الوطني،‮ ‬الذي‮ ‬أنهى تواجد استعمار فرنسي‮ ‬دام‮ ‬132‮ ‬سنة على أرض الجزائر الطاهرة،‮ ‬وها نحن اليوم بعد‮ ‬65‮ ‬سنة من اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة نشهد على ملحمة جديدة من صنع قواتنا المسلحة التي‮ ‬حررت البلاد من الاستعمار الفرنسي‮ ‬الغاشم ودحرت آفة الإرهاب،‮ ‬لتواصل مسيرة الكفاح والعطاء من خلال الوقوف بوجه العصابة التي‮ ‬عاثت في‮ ‬الأرض فسادا،‮ ‬ومرافقة الجزائريين في‮ ‬حراكهم السلمي‮ ‬الهادف إلى وضع الجزائر في‮ ‬الطريق الصحيح للتطور والرقي‮ ‬والازدهار‮. ‬ بخطى ثابتة،‮ ‬يواصل الجيش الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬بعد‮ ‬65‮ ‬سنة من اندلاع الثورة المباركة،‮ ‬الاتجاه إلى المزيد من الاحترافية والعصرنة ومواكبة أحدث التقنيات العسكرية المستخدمة عالميا،‮ ‬وهو ما‮ ‬يفسر احتلاله مراتب متقدمة ضمن أقوى جيوش العالم،‮ ‬ولعل ما تقدمه حاليا قواتنا المسلحة مرآة تعكس ميزة‮ ‬ينفرد بها تأسيس جيش التحرير الوطني‮ ‬عن كل جيوش العالم،‮ ‬ألا وهي‮ ‬خروجه من رحم المعاناة التي‮ ‬ألمّت بالشعب الجزائري‮ ‬جراء الاستعمار الفرنسي‮ ‬الغاشم،‮ ‬بعناصر مؤمنة بالكفاح المسلح،‮ ‬وبأقل الإمكانيات الحربية صنع أبناء الجزائر الفارق أمام أقوى جيوش العالم في‮ ‬ذلك الوقت‮.‬
هكذا تأسس جيش التحرير الوطني
دشّن جيش التحرير الوطني،‮ ‬في‮ ‬تلك الليلة المباركة المصادفة للفاتح من نوفمبر‮ ‬1954،‮ ‬تلك الملحمة التي‮ ‬لا‮ ‬يزال‮ ‬يذكرها كل أحرار العالم،‮ ‬والتي‮ ‬لقنوا فيها العدو الفرنسي‮ ‬الغاشم درسا في‮ ‬الوطنية والعزيمة والإباء،‮ ‬وقد فجّر جيش التحرير الوطني‮ ‬الثورة بإمكانيات بسيطة جدا،‮ ‬وبعدد قليل وراح‮ ‬يتوسع ويتطور وينتظم،‮ ‬حتى أصبح جيشا بجميع هياكله وأركانه،‮ ‬ليلقن الجيش الفرنسي،‮ ‬رغم كل ما‮ ‬يملكه من عدة وعتاد وخبرة عسكرية،‮ ‬الدروس تلوى الدروس،‮ ‬تكلّلت في‮ ‬النهاية بالنصر المبين،‮ ‬وهي‮ ‬ميزة‮ ‬ينفرد بها الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬سليل جيش التحري‮ ‬ألا وهي‮ ‬الخروج من رحم المعاناة‮. ‬ولم‮ ‬يؤسس جيش التحرير الوطني‮ ‬بمرسوم أو قرار فوقي،‮ ‬بل خرج من رحم المعاناة التي‮ ‬ألمت بالشعب الجزائري‭ ‬جراء الاستعمار الفرنسي،‮ ‬وكذا الظروف المحيطة بالثورة والإستراتجية التي‮ ‬اعتمدتها لبلوغ‮ ‬هدفها المتمثل في‮ ‬الاستقلال الوطني،‮ ‬فتكوّن جيش التحرير الوطني‮ ‬من عناصر مؤمنة بالكفاح المسلح،‮ ‬عرفت كيف تستفيد من تجارب وتقاليد شعبها التواق للحرية،‮ ‬وأدركت تمام الإدراك انه لا‮ ‬يمكن تنظيم جيش كلاسيكي‮ ‬لمواجهة القوات الاستعمارية،‮ ‬بل كانت ترى في‮ ‬الزخم الشعبي‮ ‬قوة حقيقية‮ ‬يمكن الاعتماد عليها من خلال تبنيها لقضيتها العادلة‮. ‬وقد أخذ قادة الثورة على عاتقهم مسؤولية وضع هياكل لجيش وطني‮ ‬تحريري،‮ ‬وذلك بتشكيل مجموعات صغيرة قادرة على خوض حرب عصابات تبعا لظروف المعركة التي‮ ‬كان‮ ‬ينبغي‮ ‬خوضها مع الجيش الاستعماري،‮ ‬الذي‮ ‬كان متفوقا عدة وعددا‮. ‬وكان السند الشعبي‮ ‬المتعاظم الذي‮ ‬لقيه جيش التحرير الوطني،‮ ‬وازدياد عدد المنخرطين في‮ ‬صفوفه إيمانا بالثورة ودفاعا عن الوطن،‮ ‬قد مكنه من متابعة مسيرة الكفاح وبدأ في‮ ‬تحسين وتطوير هياكله بصفة تدريجية‮. ‬وكان انعقاد مؤتمر الصومام بتاريخ‮ ‬20‮ ‬أوت‮ ‬1956‮ ‬بمثابة المنعرج الحاسم في‮ ‬تنظيم جيش التحرير الوطني،‮ ‬حيث وضع قاعدة أساسية وصلبة،‮ ‬بعد أن وحّد التنظيم السياسي‮ ‬والعسكري‮ ‬وزوّد‮ ‬الجبهة بقيادة وطنية موحدة،‮ ‬حيث تم تشكيل وتنظيم بنيته ومعداته حسب مقتضيات المرحلة الجديدة في‮ ‬مسيرة الثورة،‮ ‬بعد النجاحات التي‮ ‬حققها،‮ ‬كانت القرارات المتخذة خلال مؤتمر الصومام،‮ ‬حسب المؤرخين،‮ ‬سببا في‮ ‬إعطاء ديناميكية للثورة المسلحة ومكن من رفع فعالية وحداته بشكل محسوس،‮ ‬وقد تجلت هذه الفعالية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة من الحرب،‮ ‬خاصة بعد تزويده بمعدات وأسلحة متطورة ساهمت بقدر كبير في‮ ‬حسم المعركة لصالحه ضد الجيش الاستعماري‮ ‬وتحقيق الاستقلال الوطني‮.‬
هذه هي‮ ‬مراحل تطور جيش التحرير الوطني
يقسّم المؤرخون مراحل تطور جيش التحرير الوطني‮ ‬إلى مرحلة أولى ما بين‮ ‬1954‭ ‬إلى‮ ‬1956،‮ ‬كانت الانطلاقة ب1200‮ ‬مجاهد و400‮ ‬قطعة سلاح بنادق صيد ومسدسات أغلبها موروثة من الحرب العالمية الثانية،‮ ‬وكان الجيش موزعا على خمس مناطق وتم ذلك في‮ ‬اجتماع‮ ‬23‮ ‬أكتوبر‮ ‬1954،‮ ‬أما المرحلة الثانية،‮ ‬من‮ ‬1956‭ ‬إلى‮ ‬1962،‮ ‬فكانت قفزته النوعية في‮ ‬مؤتمر الصومام‮ ‬1956،‮ ‬حيث أوجدت هيكلة دقيقة لجيش التحرير الوطني‮ ‬سواء من حيث التنظيم أو توحيد القيادات،‮ ‬والرتب والتسليح والتموين والمنح العائلية للمجاهدين،‮ ‬ومخصصات عائلات الشهداء،‮ ‬زيادة إلى إنشاء مصالح مساعدة كمصلحة الصحة والطوبوغرافيا والذخيرة،‮ ‬والمراسلات،‮ ‬والاستخبارات والإعلام والصحافة والمصالح القضائية والاجتماعية،‮ ‬ليصبح تنظيما عسكريا متكاملا بقيادات موحدة خاضعة لسلم مضبوط للرتب،‮ ‬ويذكر أنه بعد تقسيم المهام بين أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ،‮ ‬ظهرت مديرية الحرب وقسم التسليح والتموين وكان هذا الإجراء‮ ‬يعد أول خطوة في‮ ‬إطار هيكلة جيش التحرير التي‮ ‬تباشرها القيادة بعد عام‮ ‬1956،‮ ‬وكان لازدياد نشاط جيش التحرير وتنوع‮ ‬عملياته وتعداده وضرورة وجود قيادة موحدة سببا في‮ ‬إنشاء لجنة العمليات العسكرية المتكونة من ممثلين عن جميع الولايات والقاعدتين الشرقية والغربية،‮ ‬بسنة‮ ‬1960،‮ ‬ظهرت قيادة الأركان‮ ‬العامة وكلفت بالتنسيق وتسيير العمليات العسكرية لجيش التحرير في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬ووضعت تحت إشراف لجنة وزارية وبفضل هذه التنظيمات أجبرت جنرالات فرنسا‭ ‬على الاعتراف بقدرات جيش التحرير الوطني‮ ‬وقدراته القتالية‮.‬
سليل جيش التحرير الوطني
لم تكن مهمة سليل جيش التحرير الوطني‮ ‬بعد الاستقلال أقل صعوبة من مهمة تحرير الجزائر،‮ ‬حيث باشر تحدٍّ‮ ‬جديد ألا وهو بناء الوطن،‮ ‬وذلك بسد شغور المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية،‮ ‬وتطهير الحدود الشرقية والغربية من الألغام الممتدة على خطي‮ ‬شال وموريس وإزالة آثار الحرب المدمّرة،‮ ‬وبناء مرافق الخدمات وتقريبها من المواطنين لفك العزلة عنهم،‮ ‬رسم الحدود مع الدول المجاورة وتأمين سلامتها‮. ‬وبالموازاة مع هذه المهمة،‮ ‬لم‮ ‬يتوان الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬في‮ ‬الاهتمام بالتكوين العسكري‮ ‬وتدعيم قدراته القتالية،‮ ‬فلم تمض السنة الأولى على الاستقلال،‮ ‬حتى ظهرت إلى الوجود قيادة الدرك الوطني‮ ‬في‮ ‬أوت‮ ‬1962‮ ‬ومصلحة الإشارة في‮ ‬15‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962،‮ ‬كما عين وزير الدفاع في‮ ‬27‮ ‬سبتمبر‮ ‬1962‮. ‬وفي‮ ‬أكتوبر‮ ‬1962،‮ ‬وصلت إلى الجزائر‭ ‬وحدة صغيرة من الطائرات العمودية،‮ ‬كما وصلت في‮ ‬نفس الشهر مجموعة من الطائرات المقاتلة‮. ‬وفي‮ ‬هذا الإطار،‮ ‬شرع في‮ ‬إنشاء هياكل التكوين والتدريب وإرسال البعثات إلى الدول الشقيقة والصديقة،‮ ‬لتتخرج من كبريات المدارس والمعاهد في‮ ‬مختلف التخصصات،‮ ‬مشكّلة بذلك أولى الطلائع التي‮ ‬ستؤطر الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬وتطوره تنظيما وتسليحا‮. ‬وبدأت المدارس تظهر إلى الوجود كمدرسة أشبال الثورة في‮ ‬ماي‮ ‬1963‮ ‬والكلية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال في‮ ‬جوان‮ ‬1963،‮ ‬واهتمت قيادة الجيش الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬منذ البداية،‮ ‬بالجانب التكويني،‮ ‬حيث تم إنشاء هياكل التكوين الأخرى في‮ ‬مختلف الأسلحة بما‮ ‬يستجيب ومتطلبات الجيوش الحديثة‮ ‬والتقنيات العسكرية المعاصرة والتزويد بالأسلحة والتجهيزات المتطورة‮. ‬ومع أن الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬كان‮ ‬ينتظره الكثير داخليا،‮ ‬غير انه لم‮ ‬يتوان في‮ ‬نصرة فلسطين‭ ‬بعد نكسة‮ ‬5‮ ‬جوان‮ ‬1967،‮ ‬إثر العدوان الإسرائيلي‮ ‬على مصر ولنصرة القضية الفلسطينية،‮ ‬هبّ‮ ‬الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬لنجدتها،‮ ‬وتحركت الطلائع الأولى لأرض المعركة،‮ ‬فحطّت أول طائرة عسكرية جزائرية في‮ ‬مطار القاهرة‮ ‬يوم‮ ‬6‮ ‬جوان‮ ‬1967،‮ ‬ثم وصل بعد ذلك بقليل لواء بري،‮ ‬التحق بالخط الأول للجبهة‮. ‬ومجددا،‮ ‬كانت قوات الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬في‮ ‬الطليعة،‮ ‬عندما بدأت حرب الاستنزاف حيث أظهروا قدرات عسكرية عالية المستوى رغم عدم تكافؤ الإمكانيات مع العدو الإسرائيلي،‮ ‬وفي‮ ‬حرب أكتوبر‮ ‬1973،‮ ‬وبالرغم من طابع السرية والمفاجأة التي‮ ‬اتسمت بهما حرب‮ ‬6‭ ‬أكتوبر‮ ‬1973‮ ‬ضد إسرائيل على الجبهتين المصرية والسورية،‮ ‬إلا أن هذا لم‮ ‬يمنع الجزائر‭ ‬من نصرة الأشقاء في‮ ‬مصر وسوريا،‮ ‬حيث احتلت المرتبة الثانية بعد العراق‭ ‬من حيث الدعم العسكري‮ ‬الذي‮ ‬قدّم لهذه الحرب‮.‬
المؤسسة العسكرية تعيد الجزائر‭ ‬لبر الأمان
وواصل الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬المساهمة في‮ ‬المعركة التنموية التي‮ ‬باشرتها الجزائر،‮ ‬حتى استقام عودها،‮ ‬وقويت شوكتها،‮ ‬وكان من المفروض أن‮ ‬ينال الجيش الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬على الأقل،‮ ‬استراحة محارب،‮ ‬لكن ذلك لم‮ ‬يكن،‮ ‬ففي‮ ‬سنوات التسعينيات عصفت على الجزائر‭ ‬عاصفة هوجاء،‮ ‬لو عصفت على أي‮ ‬بلد من بلدان العالم لمزقته قطعا،‮ ‬لكن بفضل وحدة الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬وقوته،‮ ‬وبمساهمة أسلاك الأمن وكل الوطنيين،‮ ‬الذين وقفوا في‮ ‬وجه الإرهاب الغاشم والمؤامرات التي‮ ‬حيكت ضد البلاد في‮ ‬الداخل والخارج،‮ ‬بقيت الجزائر‭ ‬واقفة وخرجت إلى بر الأمان،‮ ‬وبعد عودة الأمن والاستقرار للوطن بالداخل،‮ ‬تواصلت مسيرة عصرنة قوات الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬باقتناء أحدث الأسلحة‮. ‬ومرة أخرى،‮ ‬وجد الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬نفسه في‮ ‬مواجهة مع أحد أهم التحديات الأمنية للجزائر،‮ ‬بعد أن عصف انفلات أمني‮ ‬غير مسبوق بالمنطقة وراهن أعداء الجزائر‭ ‬على سيناريو دموي‮ ‬آخر بها،‮ ‬لكن الرد كان حاسما ومبهرا أسكت كل المتآمرين ضد الوطن،‮ ‬فبعد أن تمكّن من حصر الجماعات الإرهابية في‮ ‬الداخل،‮ ‬وتحولت إلى بقايا تعاني‮ ‬من نقص فادح في‮ ‬المؤونة والتموين وعجزت عن تنفيذ عمليات إرهابية ذات صدى بسبب الخناق المفروض عليها،‮ ‬وعمليات التمشيط الواسعة التي‮ ‬ما فتئت قوات الجيش الشعبي‮ ‬الوطني‮ ‬تواصلها،‮ ‬والتي‮ ‬عرفت منحى تصاعديا بنتائج مبهرة خلال السنتين الفارطتين،‮ ‬نجحت قوات الجيش في‮ ‬حماية حدود الوطن وحصلوا،‮ ‬بجدارة،‮ ‬على لقب أول قوة عسكرية في‮ ‬منطقة شمال إفريقيا والساحل،‮ ‬حيث واجهوا تنامي‮ ‬ظهور الخطر الكبير على كل الجهات،‮ ‬فمن الجهة الجنوبية أدت الاضطرابات الأمنية الحادة في‮ ‬مالي‮ ‬وحتى النيجر‭ ‬لمحاولات بروز تسلل للجماعات الإرهابية لتنفيذ عمليات استعراضية في‮ ‬جنوب الجزائر‮. ‬وبالرغم من صعوبة مهمة التحكم في‮ ‬الحدود الشاسعة،‮ ‬ردّت قوات الجيش بقوة في‮ ‬تيڤنتورين وتواصل هذا الرد بتوالي‮ ‬عمليات إحباط تمرير الأسلحة للداخل،‮ ‬فلا‮ ‬يمر‮ ‬يوم واحد دون عملية نوعية،‮ ‬حيث أصبحت القوة الأمنية للجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬تجربة رائدة في‮ ‬مكافحة الإرهاب‮ ‬يثنى عليها في‮ ‬أكبر المحافل الدولية،‮ ‬ويعترف بها من أكبر القوى في‮ ‬العالم،‮ ‬وتحولت الجزائر‭ ‬إلى الشريك الأهم لمكافحة الإرهاب في‮ ‬المنطقة،‮ ‬بسبب تمكنها من إحباط أخطر العمليات الإرهابية،‮ ‬ومساعدة دول الجوار على مواجهة الجماعات الإرهابية بما فيها التميّز الاستعلاماتي‮ ‬في‮ ‬الوصول إلى هذه الجماعات،‮ ‬كما أن الجيش الوطني‮ ‬قال كلمته ضد تطور‮ ‬شبكات الجريمة المنظمة وانتشار تجارة السلاح،‮ ‬حيث ما فتئ‮ ‬يدمر عشرات المخابئ على الحدود‮.‬
مرافقة الحراك والتصدي‮ ‬للعصابة‭ ‬
ومنذ بداية الحراك الشعبي‮ ‬في‮ ‬الجزائر‭ ‬بتاريخ‮ ‬22‮ ‬فيفري‮ ‬2019،‮ ‬ظهر جليا الدور البارز للمؤسسة العسكرية في‮ ‬مرافقة الحراك،‮ ‬وتجنيب البلاد الوصول لحالة الانسداد من خلال التمسك بالحل الدستوري،‮ ‬كما قدمت قيادة الجيش ضمانات لجهاز العدالة،‮ ‬الذي‮ ‬يواصل ممارسة مهامه بكل استقلالية ونزاهة،‮ ‬بدليل المحاكمات والمتابعات والقرارات التي‮ ‬مست مؤخرا العديد من الرؤوس الكبيرة في‮ ‬مختلف المجالات وعبر كل المستويات‮. ‬هذا وتواصل المؤسسة العسكرية مرافقة الشعب الجزائري‭ ‬حتى تحقيق تطلعاته المشروعة،‮ ‬بالتزامن مع عملها بكل هدوء وصبر،‮ ‬على تفكيك الألغام التي‮ ‬زرعها أولئك الفاسدون المفسدون في‮ ‬مختلف القطاعات والهياكل الحيوية للدولة،‮ ‬تحسبا للتطهير الشامل لهذه القطاعات،‮ ‬وذلك بفضل تضافر جهود كافة الخيرين،‮ ‬ثم بفضل وعي‮ ‬الشعب الجزائري‭ ‬الغيور على وطنه،‮ ‬وجاهزية أبنائه وإخوانه في‮ ‬الجيش الوطني‮ ‬الشعبي‮ ‬المرابطين على ثغور الوطن،‮ ‬والحريصين على استرجاع هيبة الدولة ومصداقية المؤسسات وسيرها الطبيعي‮. ‬وحرصت في‮ ‬هذا الإطار قيادة مؤسسة الجيش على التأكيد في‮ ‬كل مرة،‮ ‬أن طموح قيادة الجيش هو خدمة البلاد والمرافقة الصادقة للشعب الأصيل لبلوغ‮ ‬أعتاب الشرعية الدستورية،‮ ‬مع الإشارة إلى عدم وجود أية طموحات سياسية لديها‮. ‬ولا‮ ‬يسعنا في‮ ‬هذا المقام سوى الاستعانة بأجزاء من افتتاحية مجلة الجيش،‮ ‬والتي‮ ‬جاء فيها‮: ‬أبناء جيشنا لا‮ ‬يبغون منصبا ولا جاها ولا‮ ‬ينتظرون مقابلا ولا شكورا،‮ ‬غايتهم في‮ ‬جملة واحدة،‮ ‬أن‮ ‬يكونوا خير خلف لخير سلف،‮ ‬ومن ارتاب في‮ ‬العلاقة الحميمية الصادقة بين الشعب وجيشه عليه أن‮ ‬ينزل إلى الشارع ليقرأ شعارات الحراك الشعبي‮ ‬ويستمع إلى هتافات الملايين وصراخهم شعب‮ - ‬جيش‮.. ‬خاوة خاوة‮ .‬
إنحياز لإرادة الشعب منذ البداية
ويرى خبراء أمنيون،‮ ‬من بينهم العربي‮ ‬الشريف،‮ ‬العقيد المتقاعد من الجيش،‮ ‬أن الانحياز إلى الشعب شيء طبيعي،‮ ‬لأن هذا الجيش شعبي،‮ ‬عقيدته أن‮ ‬يمثل كل فئات المجتمع،‮ ‬وليس فئوي‮ ‬أو جهوي،‮ ‬وهو في‮ ‬خدمة الشعب وليس في‮ ‬خدمة أشخاص‮. ‬وذكر بشأن المسار الذي‮ ‬يسبق تنظيم انتخابات رئاسية جديدة‮: ‬الجيش هو الضامن والمرافق للشعب حتى‮ ‬يصل إلى بر الأمان بمساره السياسي‮ ‬والديمقراطي‮ . ‬وقال الجيش،‮ ‬في‮ ‬عدة مناسبات مؤخرا،‮ ‬إنه متمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية في‮ ‬تاريخها المحدد باعتباره ضرورة ملحة تقتضيها الظروف الصعبة التي‮ ‬تمر بها الجزائر،‮ ‬واصفا موقفه من الحراك الشعبي‮ ‬ب المشرف‮ . ‬وأكد الجيش،‮ ‬في‮ ‬افتتاحية مجلته لشهر أكتوبر،‮ ‬أن قرار إجراء الانتخابات الرئاسية في‮ ‬آجالها والتي‮ ‬وصفها ب القرار الصائب‮ ‬،‮ ‬سيجنب بلا أدنى شك بلادنا الوقوف في‮ ‬الفراغ‮ ‬وفي‮ ‬مآلات لا تحمد عقباها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن تنظيمها في‮ ‬موعدها المحدد‮ ‬يعد ضرورة ملحة تقتضيها الظروف الصعبة التي‮ ‬تمر بها بلادنا‮. ‬وأوضحت المؤسسة العسكرية،‮ ‬أنها اتخذت كافة الإجرءات الكفيلة بضمان إجراء الانتخابات الرئاسية في‮ ‬جو من الأمن والطمأنينة والهدوء،‮ ‬بما‮ ‬يتيح للشعب الجزائري‮ ‬الإدلاء برأيه بكل حرية وسيادة،‮ ‬وعيا منه بالتحديات الراهنة والمستقبلية التي‮ ‬تحيط بالوطن،‮ ‬وإدراكا منه أن الاحتكام للصندوق هو الحل الأمثل والأصوب لتجاوز الأزمة التي‮ ‬تمر بها الجزائر‮.‬‭ ‬وأشاد الجيش بموقفه من الحراك الشعبي‮ ‬الذي‮ ‬انطلق منذ اكثر من‮ ‬9‮ ‬أشهر،‮ ‬واصفا إياه ب التاريخي‮ ‬والمشرف‮ ‬،‮ ‬مؤكدا أنه انحاز منذ البداية لإرادة الشعب ووفى بتعهداته حياله وحيال الوطن‮.‬‭ ‬وقال إن الجيش رافق مسيرات الشعب وضمن سلميتها،‮ ‬ورافق العدالة في‮ ‬محاربة المفسدين وتحييد العصابة التي‮ ‬عاثت في‮ ‬البلاد فسادا ونهبا لمقدراتها،‮ ‬وحاولت جعل البلاد رهينة لمآربها‮. ‬وأضاف أنه ساهم في‮ ‬تحديد معالم طريق إجراء رئاسيات حرة ونزيهة وشفافة،‮ ‬وتوفير كل الظروف المناسبة التي‮ ‬تسهم في‮ ‬إنجاحها والاحتكام لإرادة الشعب،‮ ‬طبقا لما‮ ‬ينص عليه دستور البلاد‮.‬‭ ‬وجدد الجيش تأكيده على عدم وجود طموحات سياسية له،‮ ‬خلافا لما تروج له‮ ‬‭ ‬العصابة‮ ‬،‮ ‬وأنه لا‮ ‬يزكي‮ ‬أحدا من المترشحين،‮ ‬مشددا على أن الشعب هو من‮ ‬يزكي‮ ‬الرئيس القادم من خلال الصندوق‮. ‬وجدد عزمه على الاستمرار في‮ ‬مرافقة الشعب الجزائري‮ ‬من أجل مشاركة مكثفة وفعالة في‮ ‬الرئاسيات المقبلة،‮ ‬وذلك عبر تأمين العلمية الانتخابية برمتها وعبر كامل التراب الوطني،‮ ‬بما‮ ‬يتيح تجسيد إرادة الشعب الجزائري‮ ‬وطموحاته المشروعة في‮ ‬إقامة أسس دولة ديمقراطية كما أرادها الشهداء‮.‬



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)