يوم دامٍ بالنسبة للجيش الصهيوني الذي أعلن، أمس، عن مقتل ثمانية من عساكره، إضافة إلى خمسة قُتلوا، السبت، داخل قطاع غزة، وعسكري على الحدود مع لبنان، دون تقدم نحو تحقيق أهداف الحرب المعلنة العالية، مثلما لا يوجد تقدم نحو صفقة تبادل جديدة، فيما تتعالى الأصوات الصهيونية الداعية لصفقة كبرى، محذّرة من "التورّط في وحل غزة" ومن استنساخ تجربة احتلال الجنوب اللبناني.تتزايد الشكوك حول جدوى وكلفة الحرب في ظل الكشف عن سوء تقديرات الاحتلال لقدرات المقاومة الفلسطينية من ناحية كمية السلاح ومدى حجم وتطور مدينة الأنفاق، ومن الجاهزية العالية للمقاومين وإدارتهم قتالا جيدا، واستعدادهم للمواجهة دون تردّد، كما قال مستشار أمني سابق في الجيش الصهيوني.
وبعد نشره مقالا في صحيفة "هآرتس"، نهاية الأسبوع الماضي، عاد رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق إيهود أولمرت، للدعوة إلى وقف الحرب وإتمام صفقة كبرى. وقال "إنه من غير الممكن تحقيق أهداف الحرب، وإنه لن تكون هناك صورة انتصار، مطالبا بالعمل الجاد لاستعادة المحتجزين داخل قطاع غزة فورا".
وهذا ما قاله قبل أيام زميله رئيس الحكومة الصهيونية سابقا إيهود باراك، الذي اتهم نتنياهو بخلط الحسابات واعتماد اعتبارات غريبة في إدارة الحرب ترتبط ببقائه في الحكم بكل ثمن، داعيا هو الآخر كما أولمرت لإسقاط نتنياهو وحكومته الآن؛ لأنها فاشلة وتشكل تهديدا على الصهاينة.
تهديد باغتيال قادة حماس
من جهته اكتفى زميلهما رئيس الحكومة السابق، ورئيس المعارضة الحالي، يائير لبيد، بالدعوة إلى وقف الحرب والاهتمام باستعادة الأسرى، لكنّه ذهب بعيدا من خلال التهديد بتصفية قادة حماس قائلا: "هناك ستة من قيادة حماس سيموتون: ثلاثة في غزة وثلاثة في الخارج، وهم يحيى السنوار، محمد الضيف، مروان عيسى، إسماعيل هنية، خالد مشعل وصالح العاروري".
وتقترب الحرب من يومها الثمانين، وهي الحرب الأطول منذ 1948 والأخطر على الكيان الصهيوني والأكثر بشاعة من ناحية تورّطه بجرائم تدمير شامل، وقتل وإصابة عدد مهول من المدنيين الفلسطينيين.
وأمام هذه الإحداثيات والتهديدات بالمزيد من القتل والتخريب والتصريحات المتكررّة حول الانتصارات يوميا على لسان المسؤولين الصهاينة السياسيين والعسكريين، تأتي الأنباء من الميدان معاكسة، خاصة فيما يتعلق باستمرار القتال في مناطق أعلنت قوات الاحتلال عن سيطرتها عليها، كما في شمال القطاع. وبما يتعلق بالأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى المعلن عنهم (158 عسكريا قتيلا، وأكثر من خمسة آلاف عسكري جريح، 3000 منهم يعرفون كجنود معاقين رسميا).
هذه الهوة الواسعة بل المتسّعة مع الأيام بين المزاعم الصهيونية الرسمية عن نجاحات الجيش الغازي، وبين الوقائع على الأرض، تفاقم شكوك الصهاينة باحتمالات وجدوى هذه الحرب المتوحشة التي تقتل المدنيين الفلسطينيين بشكل جماعي دون تحقيق أهدافها المعلنة، وهذا دفع صحيفة "هآرتس" الصهيونية، أمس، لتكريس افتتاحيتها للموضوع تحت عنوان: "كفى للقتل الجماعي في قطاع غزة".
وتزامنا مع اعتراف الاحتلال بعدد كبير من العساكر القتلى والجرحى، يحذر عدد من المراقبين الصهاينة من التورط في حرب طويلة ومكلفة. وبعضهم واظب منذ أسابيع كثيرة على القول، إنها حرب دامية صعبة لا يمكن تحقيق أهدافها المعلنة، وإنّ صورة الانتصار ستبقى مفقودة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net