الجزائر

الجيش الجزائري في دائرة الاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية.. لماذا؟..الحلقة الثانية



الجيش الجزائري في دائرة الاستهداف من قبل الجماعات الإرهابية.. لماذا؟..الحلقة الثانية
البعد الإسرائيلي في تقويض الجيوش العربية لا نحتاج إلى جهد كبير أو طول عناء لتأكيد هذه الحقيقة، وتقديم الدليل القاطع على استهداف العدو الإسرائيلي للعديد من الجيوش العربية التي لها باع طويل في النضال والقتال في المعارك ضد هذا العدو.الجيش العراقي: في حالة الجيش العراقي شاركت في صنع القرار الأمريكي بحل هذا الجيش قبل عملية اجتياح العراق عام 2003 من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا. أهم هذه القيادات العسكرية الإسرائيلية:- الجنرال إسحاق مردخاي رئيس الأركان الأسبق ووزير الدفاع وهو من منطقة كردستان في الأصل- الجنرال أمير دوروري قائد المنطقة الشمالية سابقا- العقيد بن يمين بن آلي عازر وزير دفاع سابق انضم هؤلاء ولخبرتهم بالشؤون العراقية إلى فريق أمريكي ضم: ريتشارد بيرل رئيس قسم الأبحاث بوزارة الدفاع ووضع خطة اجتياح العراق دوغلاس فيث مستشار وزير الدفاع للعلاقات الدولية أليوت أبراماس نائب رئيس مجلس الأمن القوميهذا القرار حمله الحاكم الأمريكي بول بريمر إلى بغداد بعد الاجتياح لترجمته إلى إجراء عملي، واستدعى إلى بغداد إلى المنطقة الخضراء كلا من الجنرال إسحاق مردخاي والكولونيل بن آلي عازر ليكون شاهدين على التنفيذ.عشرات ومئات الوثائق الإسرائيلية تحمل معها مثل هذه الأدلة صدرت عن: مركز يافي للدراسات الإستراتيجية 2004 مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا معهد بيجن السادات للدراسات الإستراتيجية وحدة الأبحاث شعبة الاستخبارات العسكرية 2005 – 2006ودرجت قيادات عسكرية أخرى، مثل الجنرال شاؤول موباس رئيس الأركان ووزير الدفاع السابق وموشي ياعلون وزير الشؤون الإستراتيجية السابق ووزير الدفاع الحالي، على تأكيد أن الجيش العراقي ذبح عام 2003 بسكين إسرائيلية وبيد أمريكية.الجيش السوري: لكي نتبين البعد الإسرائيلي في استهداف الجيش السوري بالتقويض والتدمير ينبغي أن نشير إلى أكثر من وثيقة إسرائيلية، منها التقارير اليومية الصادرة عن مركز أبحاث الاستخبارات ومركز ماكس سيكيوريتي ووحدة الأبحاث. هذه الوثائق أفصحت عن أن هناك مصلحة في تدمير الجيش السوري، وأن شعبة الاستخبارات العسكرية كلفت بهذه المهمة عن طريق إسناد ودعم الجماعات المسلحة بمختلف توجهاتها وخاصة المتشددة في الجولان وعلى الحدود مع الأردن، وحثها على مواصلة الحرب ضد الجيش السوري.موقع ديبكا أكد أن الجنرال أفيف كوخفي، الذي مهد ووضع الأساس والمرتكز الإستراتيجي لخطة تقويض الجيش السوري، تقرر تعيينه قائدا للمنطقة الشمالية ليكون على مقربة من ساحة الصراع. وكشف تقدير موقف أعدته وحدة الأبحاث التابعة للاستخبارات العسكرية أن الجنرال أفيف كوخفي طور منظومة من التعاون مع عدة حركات سورية مسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجند الشام ولواء شهداء اليرموك والجيش الحر للقتال ضد الجيش السوري ومساعدة هذه الجماعات في السيطرة على أكثر من 60 في المائة من أراضي الجولان لتحويلها إلى منطقة عازلة.قائد المنطقة الشمالية السابق الجنرال يائير جولان قال بالحرف الواحد في ندوة لمعهد أبحاث الأمن القومي في عام 2014 “إن ما ألحقته الجماعات الجهادية للجيش السوري من تدمير لمنظومته التسليحية واللوجستية، وما كبدته من خسائر، لم يكن بمقدور الجيش الإسرائيلي أن ينجزه بهذا الحجم والكيف”.في الحالة الجزائرية: العداء للجيش الجزائري له خلفية طويلة تعود إلى معركة التحرير التي سبقت الاستقلال عام 1962. إسرائيل شكلت تنظيما سريا في باب الوادي ومدن أخرى، ومنها قسنطينة ووهران، لدعم قوات الاستعمار الفرنسي في حربها ضد جبهة التحرير الوطني. هناك عدد من القيادات العسكرية الإسرائيلية زارت الجزائر وشاركت في عمليات إجراء تجارب على أسلحة صنعت في إسرائيل، ومنها صواريخ أريحا وجبريائيل، ومن بين هؤلاء موشي ديان رئيس الأركان ووزير الدفاع الأسبق والجنرال حاييم لاسكوف رئيس الأركان الأسبق والجنرال إيتسفي زامير رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. لم تقتصر مهمة هؤلاء على المشاركة في التجارب، وإنما جاءوا أيضا لتقديم المشورة لقيادات الجيش الفرنسي في إطار الحلف العسكري الفرنسي الإسرائيلي الذي أبرم عشية العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. هذا العداء استمر بعد استقلال الجزائر وتأسيس الجيش الوطني الجزائري، ولا نكشف سرا إن أفصحنا عن أن العدو الإسرائيلي قدّم دعما عسكريا للمغرب عندما اندلع صدام عسكري بين الجزائر والمغرب في منطقة الحدود تندوف عام 1963. هذه الحقيقة مؤكدة من قبل أكثر من مصدر إسرائيلي ومنها مجلة ضباط الجيش الإسرائيلي (سكيرا حودشيت) في 1968. وقد كان للجيش الجزائري مشاركة فعالة في حرب الاستنزاف من 1968 – 1970 في قناة السويس، بالإضافة إلى دوره في حرب 1973، ولا يمكن فهم ما تقدم إلا من خلال إدراك خطورة الأدبيات الأمنية في تعاطيها للشؤون الجزائرية، بحثا ودراسة ومتابعة، وبشكل أسبوعي تقريبا. نشير فقط إلى ثلاثة مراكز دراسات تتولى هذه المهمة مما يتسق والخط العدائي للجزائر.- مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا- معهد أبحاث الأمن القومي- مركز الدراسات المركزة (سكيرا مموكدت)- مركز ملام لأبحاث الاستخبارات وأبرز الباحثين في الشأن الجزائري هم: جدعون جرا، الدكتورة إيهوديت رونين، البروفيسور فايتسمان.الجيش المصري: لتحليل الموقف الحقيقي للعدو الإسرائيلي من الجيش المصري، وبعيدا عن التضليل والتعمية والمواربة، ينبغي قراءة ما يدور في هذا الشأن خلف عدة كواليس:1- قيادة المنطقة الجنوبية2- منتدى الأركان العامة (فوروم ماتكال)3- المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن القومي4- مجلس الأمن القومييقود هذا إلى القول إن العدو لا يساند الجيش المصري في حملته ضد الجماعات الإرهابية في شمال سيناء التي انتشرت وتعاظمت على مرأى ومسمع منه. عندما كان قائد المنطقة الجنوبية السابق الجنرال طال روسو يسأل عن مغزى السكوت الإسرائيلي كان يجيب “هذه الجماعات لا تستعد من أجل مقاتلتنا.. ستقاتل الجيش المصري، ومن مصلحتنا إستراتيجيا أن تستنزف هذا الجيش”.أما الجنرال سامي ترجمان، قائد المنطقة الجنوبية حاليا، فذهب في عام 2014 وبعد شن الحملة العسكرية على قطاع غزة التي حملت إسم عملية “الجرف الصلب”، فقد قال “سمحنا للجيش المصري وعتاده بالدخول إلى سيناء لحسابات أمنية وإستراتيجية مهمة.. نحن لا نقاتل الجيش المصري. اتفاقيات كامبد ديفد أوقفت القتال، هناك هدنة بيننا وبينهم. كنا سنقاتل الجيش المصري لو أن التطورات داخل مصر ذهبت باتجاهات راديكالية، هناك من يقاتل الجيش المصري. نحن لسنا طرفا نساعد القوات المصرية استخباراتيا ولوجيستيا، لا نستطيع أكثر من ذلك، الجيش المصري تورط في حرب غير متناظرة مثل هذه الحرب قد تطول لعقد أو أكثر وهي حرب باهظة التكاليف”.^الخلاصة:رغم القليل من الأمثلة التي استندنا إليها في بيان أبعاد الإستراتيجية الإسرائيلية لتقويض الجيوش العربية، من خلال حروب الإنابة التي تشنها الجماعات المسلحة، إلا أن هناك من الحقائق والمعطيات الكثير التي تؤكد أن نمط العلاقات بين العدو وهذه الجيوش هو نمط عداء صراعي وعدائي، بينما نمط العلاقات مع الحركات الجهادية نمط تعاوني تفاهمي، ولعل الساحة الأكثر تجليا على هذا الصعيد هي هضبة الجولان في سوريا.بماذا يفسر موقف الجنرال عاموس، يدلن رئيس شعبة الإستخبارات العسكرية السابق ورئيس معهد أبحاث الأمن القومي، أن إسرائيل لن تجد في المستقبل القريب جيوشا عربية نظامية، لأن هذه الجيوش تنهار وتتفكك، وأنها ستجد نفسها في مواجهة ميليشيات مسلحة تحل محل الجيوش.[email protected]




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)