الجزائر

الجوائز لا تهم بقدر توعية الشعوب



الجوائز لا تهم بقدر توعية الشعوب
عرض سينمائيون عرب تجربتهم السينمائية في امتحان جوائز الأوسكار لهذه الدورة، بعد أن تمّ اقتراحهم ضمن القائمة الطويلة، ولم يتمكّنوا دخول قائمة 9 أفلام القصيرة، شاركوا بعروض لأفلامهم بحاسي مسعود ضمن اللقاءات السينمائية الأولى في هذه المدينة، وأجمعوا أنّ التمويل المالي هو السبيل الوحيد لنجاح حملة ترويجية إعلامية ورفع حظوظ دخول القائمة القصيرة جدا وربّما نيل أوسكار أحسن فيلم أجنبي.في لقاء جمع عددا من المخرجين العرب، بقاعدة الحياة «5 جويلية 1962» التابع للمؤسّسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى بحاسي مسعود، أوّل أمس، تمّ تناول موضوع «السينما العربية والأوسكار»، واستهل الحديث المخرج الجزائري لطفي بوشوشي، الذي قال إنّ تجربته في فيلم «البئر» أخذته لعرض الفيلم في لوس أنجلس ونيويورك، وهناك اكتشف أنّ الترويج الإعلامي مهم جدا إلى جانب أن يكون الفيلم جيدا، وكشف أنّ نجاح العملية الترويجية تحتاج إلى ما لا يقل عن 600 ألف دولار، وقسّمها إلى 200 ألف دولار في كل مرحلة، وأضاف بوشوشي أنّه من المستحسن الإقامة شهرا كاملا بالولايات المتحدة لضبط العلاقات مع الجهات المختصة من أجل العروض ودعوة الصحافة الأمريكية.من جهتها، أكّدت المخرجة اليمنية خديجة سلامي، أنّها تجهل هذه الإجراءات وأنّها سمعت ذلك من مداخلة لطفي بوشوشي، ثم استعرضت تجربتها في إنجاز فيلمها «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة»، إذ استغرقت حوالي أربع سنوات في البحث عن مموّل، وأردفت تقول إنّ السينما اليمنية تشكّل تحديا بحدّ ذاته.أما المخرج المغربي سعيد خلاف، فتناول مغامرته مع فيلمه «مسافة الميل بحذائي»، وأكّد أنّ العمل المقترح للأوسكار يصبح ممثلا لبلد المخرج وليس المخرج أو المنتج، مشيرا إلى أنّ دولته لم تتحرّك مثلما فعلت الجزائر مع فيلم بوشوشي، واسترسل في قوله «حدث لي إحباط ولا أعرف ما أفعل»، وأضاف خلاف أنّ الإنتاج المشترك هو الطريق لتقريب الشعوب العربية، وأنّ رجال الأعمال من شأنهم أن يغتنموا فرصة التمويل وظهور علاماتهم كإشهار وترويج لهم في المهرجانات العالمية، مؤكّدا أنّ كلّ طرف رابح في الموضوع.ثمّ تحوّل الحديث إلى تناول واقع السينما العربية، وقالت الممثلة المغربية مريم بخوش، إنّ مشكل السيناريو يطرح بقوّة في المغرب والتمويل يبقى من لدن الدولة فقط، وعرّج الممثل لطفي العبدلي لمشكل آخر، وقال إنّ الاهتمام بالأوسكار لا يهم بقدر إنتاج سينمائي يعكس انشغالات الشعوب العربية وتوعيتها، ومن المهم التركيز على سينما المؤلف التي حقّقت المجد للسينما المغاربية، وفشلت فيه السينما التجارية، وأضاف أنه من الجدير توعية الدولة لفتح قاعات سينمائية والتفكير في كيفية إنتاج أعمال أكثر، ففي تونس ينتج حوالي 13 فيلما في السنة فقط، وبخصوص التمويل، أكّد العبدلي أنّه في تونس يقتطع من بيع الخمور 15 بالمائة ضريبة تذهب لوزارة الثقافة.وختم مدير مهرجان وهران للفيلم العربي إبراهيم صديقي، اللقاء بتوجيه رسالة لتكاتف السينما العربية، فالعالم كله يقف ضدنا، ولا يوجد أحسن من الصورة للترويج للعرب، داعيا النقاد ليكونوا أكثر واقعية وعدم الجنوح للمجاملات، وأن تحتكم لجان التحكيم في المهرجانات إلى الصدق والمهنية وليس لاعتبارات أخرى.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)