الجزائر

الجنوب يريد التعامل معه كجزء من الوطن وليس ''بقية الوطن'' السلطة ما زالت تجرب الحلول الترقيعية



الجنوب يريد التعامل معه كجزء من الوطن وليس ''بقية الوطن'' السلطة ما زالت تجرب الحلول الترقيعية
قال حقوقيون إن تعاطي السلطات العمومية مع مطالب البطالة لسكان الجنوب بمنطق الحل ''الأمني'' وراء صعود خطاب جديد يتحدث عن الفرق بين الشمال والجنوب، في حين أرجع خبراء في التنمية انعدام الاستقرار بالجنوب إلى غياب مشروع تنموي مستدام للدولة. لكن هل يكفي إعلان وزير الداخلية بأنه لا توجد قضية سياسية في الجنوب حتى تمر سحابة الغضب والتذمر والإحساس بالإقصاء، التي خرجت للشارع ولم تعد حبيسة الجدران؟ لقد تحولت مشاكل أهل الجنوب، أو من يسمونهم في نشرات الأحوال الجوية ب''بقية الوطن''، منذ أن قرئت الفاتحة على السياحة الصحراوية، أشبه إلى بكرة الثلج، يتضخم حجمها من كثرة تدحرجها وهي تبحث عن الحلول من جهة مسؤولة لأخرى، ومن دائرة وزارية لأخرى، دون أن تنتج
في نهاية المطاف سوى وعود وحبر على ورق، دون أن تجد طريقها للتنفيذ في الميدان. اليوم استفاق ''بقية الوطن'' ولا أحد يمنعه من طلب الحساب.

أوامر بعدم الاصطدام مع المحتجين في الجنوب
أكثر من 3 آلاف شرطي ودركي لمواجهة مسيرة البطالين

أمرت المديرية العامة للأمن الوطني وقيادة الدرك الوطني عناصرها بتحاشي الاحتكاك مع المحتجين الذين يتوقع خروجهم للشارع، يوم الخميس القادم، وحشدت الشرطة والدرك أكثر من 3000 عنصر لمواجهة الطوارئ.
قلل مصدر مسؤول من ولاية ورفلة من تأثير الدعوة لتنظيم مسيرة كبرى للبطالين للتنديد بما نسب للوزير الأول من تصريحات، وقال: ''إن عدد وهوية الأشخاص الذين يتوقع حضورهم في مثل هذه المسيرات معروف سلفا ولن يكون له أي تأثير على السير الحسن للحياة في عاصمة النفط الجزائرية''.
وتعمل اللجنة الأمنية لولاية ورفلة، حسب مصدر عليم، على إعداد مخطط أمني لمواجهة الاحتجاجات التي قررت اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين تنظيمها في ورفلة في شكل مسيرة وطنية كبرى. وقال مصدر مسؤول من ولاية ورفلة: ''إن الإعلام ضخم كثيرا هذه المسيرة وحولها إلى حدث أكبر من حجمه الحقيقي''. وأضاف: ''نحن في ورفلة نتعامل يوميا تقريبا مع احتجاجات البطالين ولم تشكل بالنسبة لنا أي مشكل على مدى أكثر من 10 سنوات''. وقد قررت السلطات على مستوى مركزي التعامل بحذر شديد مع كل الاحتمالات والاستفزازات التي قد تواجه رجال الأمن خلال تأطير المسيرة.
وقال مصدر أمني إن عدد عناصر الشرطة والدرك المخصصين لمواجهة الطوارئ في ورفلة ارتفع إلى 3 آلاف عنصر، لن يظهر أغلبهم في الشوارع من أجل تفادي استفزاز المحتجين في حال وقوع احتجاجات. وفي كل ولايات الجنوب تم حشد أعداد من عناصر الشرطة، حيث استقدمت تعزيزات من ولايات مجاورة، وقد بدأ رؤساء أمن الولايات وقادة الدرك الوطني في 5 ولايات بالجنوب في إعداد مخططات الطوارئ لمواجهة أي احتمال، في ظل انتشار الدعوة للاحتجاج على أوضاع البطالين في ولايات ورفلة، غرداية، الأغواط، وادي سوف وإليزي. وكشفت مصادرنا أن مصالح الاستعلامات العامة التابعة للشرطة تلقت أوامر بمراقبة الوضع على مدار الساعة من أجل إعداد تصور لتطور أي احتجاجات، وفي ذات الصدد تلتزم الشرطة والدرك، حسب مصادرنا، بقواعد سلوك صارمة من أجل عدم الوقوع في فخ أي مخطط لجر الوضع نحو العنف، لكنها تلتزم بالدفاع عن المواقع السيادية والمراكز الاقتصادية المهمة التي ستكون محمية في إطار مخطط أمني شامل.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)