الجزائر

الجنوب الكبير.. تنمية تتمدّد ومشاريع تتجسد



شكّلت سنة 2023 في الجزائر بأرقامها المعلنة ومشاريعها المجسّدة على أرض الواقع، حجر الزاوية للإقلاع الاقتصادي القوي، الذي نظّر له ووضع أسسه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. أرقام وإحصائيات ومؤشرات اقتصادية خضراء تعكس مدى التزام رئيس الجمهورية بتجسيد التزاماته التي تعهّد بها أمام الشعب، وكذا نجاعة الرؤية الاقتصادية التي سطّر معالمها 54 التزاماً شكّلت الإطار العام لنظرته الاستشرافية الرامية الى الانتقال بالجزائر الى برّ الأمان.حملت سنة 2023 في طيّاتها حزمة من القرارات الهامة التي نزلت برداً وسلاماً على سكان الجنوب، وهي نقطة أخرى تضاف إلى سجل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الذي أخذ على عاتقه تعميم التنمية ومد جسورها الى أقصى نقطة من جنوبنا الكبير.
فقد شكّل تدعيم المستثمرات الفلاحية في الجنوب إحدى أبرز محطات السنة، من خلال منح تسهيلات سخيّة للفلاحين في الجنوب بهدف تطوير القطاع بما يحقق أمننا الغذائي.
ولأنّ قطاع الفلاحة يعدُّ أحد أهم ركائز الرؤية الاقتصادية التي جاء بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من أجل تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، فقد أولت الحكومة أهمية بالغة لربط المستثمرات الفلاحية في الجنوب بشكة الكهرباء، بل وأقرّت تسهيلات في هذا الشأن تحت إشراف مؤسّسة سونلغاز، على أن تتم عملية الربط بشكل فوري لتمكين الفلاحين من مزاولة أنشطتهم بكل أريحية.
استفاد فلاّحو ولايات الجنوب خلال العام الجاري من العديد من القرارات التي تهدف الى تحقيق التوازن في قطاع الفلاحة، حيث شملت هذه القرارات تخفيضات في تسعيرة الكهرباء الفلاحية في الجنوب، وتدعيم الشبكة الكهربائية وتطويرها لتمس كل المستثمرات الفلاحية.
مدّ جسور التّنمية إلى أقصى الحدود
قرارات رئيس الجمهورية شملت كذلك السماح باستيراد الجرارات الفلاحية الأقل من 05 سنوات، وهو القرار الذي لاقى استحساناً من طرف الفلاحين باعتباره قراراً يهدف الى إخراج الفلاحة الصحراوية من طبعها التقليدي الى تعميم المكننة وفق نظرة عصرية.
وجد سكان الجنوب أنفسهم خلال العام الجاري في قلب التحولات الاقتصادية التي تشهدها البلاد، تحت عنوان واحد يمكن أن يكون لها، وهو "إيصال التنمية الى أقصى نقطة من الجنوب الكبير".
الولايات الجنوبية التي تدعّمت بأخرى مشابهة لها، ارتقت من ولايات منتدبة إلى ولايات بكامل الصلاحيات، شكّل منعطفاً حاسماً في بلورة الرؤية الاقتصادية لرئيس الجمهورية، وهي التي - أي الرؤية - تلعب فيها ولايات الجنوب دوراً محورياً يتعزّز حضورها في ذلك بإقرار برنامجين تكميليين لولايتي الجلفة وتندوف، وإصرار رئيس الجمهورية على إيصال خط السكة الحديدية الى ولاية تمنغست في أقصى الجنوب الشرقي وغار الجبيلات في أقصى الجنوب الغربي، بالإضافة الى إنجاز الطريق العابر للصحراء وآخر يصل الى برج باجي مختار.
قرار استحداث ولايات جديدة بالجنوب جاء ليسرّع من وتيرة التنمية بها، ويقضي على مركزية التسيير الاداري، كما جاء ليعجّل من عملية انخراطها في المسار التنموي الذي انطلقت منذ أربع سنوات.
مؤشّرات استثمارية واعدة
معالم التنمية بولايات الجنوب سنة 2023، ليست هي ذاتها قبل أربع سنوات، فالحقيقة التي لا يمكن لأحد نكرانها، أن الوضع بولايات الجنوب سواء القديمة منها أو المستحدثة حديثاً، قد تغيّر بفعل الاصلاحات التي انبثقت عن برنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
تحوّلت ولايات الجنوب خلال سنة 2023 الى مناطق جاذبة للاستثمار السياحي والفلاحي، يدفعها في ذلك الهياكل القاعدية والبنية التحتية الضخمة التي أنجزت أو التي هي في طور الانجاز، من شق للطرقات وإنشاء خطوط جديدة للسكة الحديدية واستحداث خطوط جوية جنوب-جنوب، كل هذه المؤهلات كوّنت لدى المستثمرين نوعاً من الاطمئنان، وخلقت جوّاً استثمارياً مريحاً، خاصةً مع فتح فروع لبنوك جزائرية في الدول الافريقية، ودخول تجارة المقايضة مع الدول الافريقية حيّز الخدمة.
منطقة الجنوب الغربي لم تكن بمنأى عن التحول الاقتصادي الذي شهدته بلادنا خلال سنة 2023، حيث حظيت المنطقة باهتمام بالغ من طرف السيد رئيس الجمهورية، وبحصة الأسد من المشاريع التنموية، ترجمتها زيارته الاخيرة لولاية تندوف، أين أشرف على إطلاق مشاريع جد واعدة بالولاية الحدودية، على غرار مشروع الخط المنجمي الغربي الرابط بين منجم غار الجبيلات للحديد وولاية بشار مروراً بولايتي تندوف وبني عباس على مسافة 950 كلم، وهو المشروع السككي الأضخم في تاريخ الجزائر.
لم تتوقف اهتمامات الرئيس بولايات الجنوب عند هذا القدر، بل وضع حجر الأساس لإنجاز مصنع معالجة خامات الحديد على مسافة الصفر من منجم غار الجبيلات، ليكون بذلك أول رئيس جمهورية يزور المنجم منذ الاستقلال، كما أسدى تعليماته بضرورة التعجيل في إنشاء منطقة تبادل حر، تساهم في تنويع النشاطات الاقتصادية وخلق حيوية في المنطقة خاصة على الحدود الجزائرية الموريتانية، تضاف الى إتمام الأشغال بالمعبر الحدودي البري مصطفى بن بولعيد الرابط بين الجزائر وموريتانيا، والذي انتهت به الأشغال مؤخراً.
اهتمام رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتنمية الولايات الجنوبية قادته الى إقرار جملة من المشاريع لفائدة سكان هذه الولايات، على غرار مشاريع جلب المياه جنوب جنوب والذي استفادت منه ولاية بشار، والتي استفادت هي الأخرى من مصنع لمعالجة خامات حديد غار الجبيلات، إضافة الى إقرار برنامج تكميلي لفائدة ولاية تندوف بقيمة مالية مقدرة ب 29.5 مليار دينار تضاف الى البرنامج الجاري إنجازه.
إنّ الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لولايات الجنوب، من شأنها القضاء على الكثير من التهديدات الأمنية في المنطقة، وكبح جماح الجريمة والجريمة العابرة للحدود، والتقليل من آفة التهريب، كما أن جملة المشاريع المنجزة والقرارات المتخذة لفائدة سكان ولايات الجنوب خلال سنة 2023، قد قلّصت من حجم الهوّة الحاصلة بين المواطن والإدارة، واختصرت الفوارق الجهوية والاجتماعية، وحقّقت قدراً هاماً من التنمية المحلية بالجنوب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)