الجزائر

"الجمهورية" تقف على الوضعية الكارثية ل"الكريديش" بوهران




المكلف بالتنمية والاستشراف على مستوى "جامعة بن بلة 1" يؤكد أن الهيكل سيسلم في غضون الأشهر ال3 القادمةلا يزال مركز البحوث والإعلام الوثائقي للعلوم الاجتماعية والإنسانية، "كريديش" بوهران إلى اليوم مجهول المصير، أبوابه الموصدة منذ سنوات، ما فتئت تثير الكثير من التساؤلات من قبل الطلبة والجامعيين الذين كانوا يقصدونه لإجراء بحوثهم الأكاديمية... وبالمناسبة قمنا صباح أمس بإجراء زيارة استطلاعية إلى عين المكان، حيث وجدنا المركز مهجورا وفي حالة يرثى لها، الأمر الذي شوّه كثيرا المنظر العام لشارع الشهيد العربي بن مهيدي، الذي يشهد حركة كبيرة للراجلين وحتى السياح الأجانب... كان "الكريديش" يبدو للمارين وكأنه كوخ أو منزل في مكان سحيق، لا تعيش فيه إلا الأشباح، ما جعل الكثير من الجيران الذين التقينا بهم أمام مدخل المركز، يطلبون منا بل ويستجدوننا، من أجل تسليط الضوء، على هذه "الجوهرة" التي كانت في وقت قريب تشع بالنور والعلم، لكن للأسف وبسبب الإهمال واللامبالاة، تحول هذا المرفق الأكاديمي الشهير، إلى ما يشبه أطلال من الركام والأتربة والقذورات...هيكل مهدد بالضياع تحسرنا صراحة على هذا الهيكل العلمي التابع لجامعة وهران، الذي وبالرغم من تعليمات المسؤولين والوزارة الوصية، إلا أن الأمور بقيت على حالها رغم مرور أكثر من 4 سنوات على غلقه، بل وأن "الكريديش" بات اليوم مهددا بالضياع، في حال ما إذا لم يتحرك القائمون بشؤونه، لاسيما وأن الكثير من الطلبة والباحثين، لا زالوا إلى اليوم يتساءلون عن سبب تقاعس إدارة الجامعة من أجل إعادة تثمين وترميم هذا المرفق المشيد في زمن الاستدمار الفرنسي لبلدنا، لتحضير مذكرات تخرجهم، خصوصا وأن "الكريديش" كان يتوفر على أزيد من 10000 مرجع ووثيقة علمية وتاريخية نفيسة، ما يسمح لهم بتوسيع معارفهم ومداركهم العلمية، ويفتح لهم آفاقا رحبة لإجراء رسائل ماستر ودوكتوراه ذات مستوى علمي وأكاديمي عالي المستوى.وبعد وقوفنا على وضعية "الكرديش" الذي كانت أبوابه موصدة ووضعيته حرجة بل وكارثية، تنقلنا إلى جامعة بن بلة 1 بوهران، حيث جمعنا لقاء مطول مع السيد دلندة عيسى نائب مدير مكلف بالتنمية والاستشراف، إذ وبدون مقدمات أكد لنا المسؤول، أن إدارة الجامعة عملت قدر المستطاع من أجل إعادة ترميم وتهيئة "الكريديش"، لكن الإجراءات البيروقراطية لبعض المصالح الإدارية، حالت دون تقدم المشروع، حيث كشف لنا دلندة عيسى، أنه تم التفاهم في بداية الأمر على ضرورة، تزيين الواجهة الخارجية للمركز بطريقة جمالية تراعي الحداثة، بما يتناسب مع متطلبات العصر، وتزويد قاعة المحاضرات بعتاد متطور، ما يسمح للطلبة والأساتذة الجامعيين، بمزاولة أعمالهم الأكاديمية في ظروف مريحة وملائمة، علما أن البطاقة التقنية للمشروع تم تقديرها في حدود 32 مليون دينار، إذ انطلقت عملية الترميم رسميا في 2012، حيث شرعت حينها مؤسسة محلية من ولاية بجاية، في عملية ترميم وإعادة الاعتبار للسقف الذي كان في وضعية يرثى لها، لكن هذه المقاولة توقفت عن العمل نظرا لعدم مقدرتها على حل هذا المشكل، وبعد اتصال إدارة الجامعة بصاحب المؤسسة من أجل استكمال الأشغال التي انطلق فيها، رفض الأخير مواصلة العمل مبررا ذلك من منطلق أن المياه التي كانت تتسرب إلى سقف المركز، مصدرها اهتراء شبكة صرف المياه القذرة والصالحة للشرب للطوابق العليا المأهولة بالسكان، ليتم بعدها فسخ العقد بالتراضي مع هذه المقاولة، لتجرى بعدها مناقصة أخرى ظفر بها مقاول آخر من ولاية مستغانم...إصلاح شبكة صرف المياه أولى الأولوياتوأضاف عيسى دلندة بعد طرح المشروع على لجنة الصفقات، سجل المراقب المالي لمصالح ولاية وهران عدة تحفظات حالت دون اتمام أشغال الترميم، ليؤكد لنا محدثنا، أن والي ولاية السيد عبد الغني زعلان، ساهم بقسط كبير في حل الكثير من العقبات والعراقيل التي حالت دون تقدم المشروع، بل ووجه أوامر صارمة لتسليم المشروع في آجاله المحددة، وقتها عقدت لجنة الصفقات اجتماع آخر لحل جميع الإشكالات التي سجلها المراقب المالي، ليتم اختيار مؤسسة محلية أخرى من وهران، استطاعت وبعد جهود مضنية من حل مشكل تسرب المياه من السقف، موجها نداءه إلى المصالح المعنية ولاسيما "أوبيجي" وهران، للشروع في تغيير شبكة صرف المياه القذرة والصالحة للشرب لذات العمارة التي يتواجد فيها "الكريديش"، حتى لا تتكرر نفس المشكلة مستقبلا، موضحا أنه وبعد التعديلات التي سجلت على قانون الصفقات والتغييرات التي شهدتها اللجنة المكلفة بمتابعة مشروع ترميم "الكريديش" فإنه يرتقب هذه الأيام تنصيب رئيس جديد على رأس لجنة الصفقات لرفع جميع التحفظات التي سجلها المراقب المالي والانتهاء في أقرب الآجال من عملية التهيئة الداخلية، خاتما تدخله أن العملية قد تستغرق 3 أشهر على أكثر تقدير ليسلم "الكريديش" رسميا للجامعة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)