الجزائر

الجمهورية تعيش أجواء " وعد رجال البلاد " بتارقة



الجمهورية تعيش أجواء
كان لأهالي منطقة تارقة و زوَارها أول أمس موعد للوفاء من خلال وعدة " وعد رجال البلاد " تحت وقع البارود و رقص الخيل و أقوال البرَاح ، ووسط جموع الحاضرين من راقصين و مصفقين عزم أهل المنطقة و شيوخها أن يجعلوه موعدا للقاء الأحباب و إعداد الولائم من مأكولات ومشروبات كان سيَدها طبق " الكسكس" الذي تعدَه نسوة منطقة " تارقة " .خيم لبيع لوازم الخيل والملابس التقليديةكانت الساعة تشير إلى التاسعة صباحا عندما وصلنا إلى منطقة تارقة الساحرة ، ولأننا لم نألف التجول في أحيائها وشوارعها سألنا المارة وسكان المنطقة عن مكان الوعدة الشهيرة ، ليتم إرشادنا مباشرة إلى عين المكان ، حيث قال لنا بعض المقيمين إن الوعدة تشبه إلى حد كبير الاحتفالية ، حيث ينظمها الأهالي و يدعون الكثير من الأصدقاء من داخل و خارج الولاية للقاء الأحباب و التعارف من أجل توطيد العلاقات عن طريق الصداقات الجديدة و تثمينها بمختلف الأشكال كالتبادل التجاري و المصاهرة و ليست كما هو معروف بتنظيم " وعدة " تبرَكا برجل من الرجال الصالحين ، حين التحقنا بموقع تنظيم الاحتفالية صباحا وجدنا العديد من باعة مختلف السلع من مواد استهلاكية و ملابس و أدوات من الموروث الثقافي على غرار الأواني و الملابس التقليدية و لوازم الخيل ينصبون خيمهم ، فمنهم من يضع طاولته المغطاة بالشمسيات و ومنهم من يعرضها على مركبته الخاصة ، في حين فضل البعض الآخر يبع الحلويات وآخر يعرض شايا و قهوة و ذاك مشروبات باردة ، بعد قليل لمحنا مركبات كبيرة و عتاد يحوم بالمكان لرش الأرضية ذات التربة الحمراء بالماء . رقصات شعبية تستهوي الزوار كانت التحضيرات تجري على قدم و ساق إلى ما بعد عصر اليوم ، حيث بدأ الأشخاص يتوافدون بكثرة على المكان ، و انطلق البَراح " توفيق" و صديقه في ترديد أقوال المدح و الدعاء و الترحيب،و كان "القلاَل" حاضرا ليدوَى بضرباته المكان ،جلس الشيوخ بركن بعيد عن أشعة الشمس يلاحظون ما يدور بالموقع مزينين بملابسهم و لحيَهم البيضاء "القعدة" ، و كان "الخياَلة " و"الفرسان" يزينون خيولهم ، لتبدأ مظاهر الاحتفال تزيَن المكان ،إلى أن بلغت ساعة العصر حيث انطلق الفرسان على ظهور الخيل يتسابقون رقصا و ضربا للبارود ، ورسمت هناك الكثير من صور زينتها ألوان الفلكلور المتنوَع ، وصار الموقع شبيها بموقع عرس بدوي زاد روعته الضيوف الذين قدموا من مختلف المناطق. انطباعات رصدتها : عائشة محدان بن شيحة قادة : " موعد لتحقيق المكاسب الاجتماعية والاقتصادية " الوعدة موعد لتحقيق المكاسب الاجتماعية و الاقتصادية ، موعدنا اليوم ليس بموعد وعدة وإنما هو موعد بما اسميناه منذ زمن "وعد رجال البلاد" ، هو لقاء الأحباب و التعارف و الاسترزاق و الفرح، فهناك من الشباب من يبيع سلعه و يحقق أرباحا وفيرة عكس ما يحققه في الأيام العادية ، و بذلك يكون تنظيم هذا الاحتفال هدفا اجتماعيا و اقتصاديا . فاطمة الدرويشة : " الله يحفظ البلاد " الله يحمي هذه البلاد و رجالها ، ندعو الله أن يحفظ هذه البلاد و يحفظ الرجال القائمين على إحياء مثل هذه المناسبات ، وقد عهدت منذ سنوات أن أسافر من مكان إلى آخر لحضور مثل هذه المناسبات التي تسمى بالوعدات، لكن أذكر أنَ احتفالية اليوم ليست بوعدة و إنَما " وعدا ". بلحمر جيلالي : " مناسبة لتزويج الأبناء والبنات "نوطَد من خلال هذه الوعدة علاقات الصداقة ، حيث يخطب الرجال لأبنائهم و بناتهم ب " وعد رجال البلاد "، نحقَق الكثير من المكاسب كربط الصداقات و توطيد العلاقات القديمة ، و المصاهرة بحيث يتفق الرجال على تزويج أبنائهم و بناتهن، و يتم تحديد مواعيد للخطبة و الزفاف بالمناسبة، كما يحتفل الجميع بيوم يجتمع فيه الاحباب من مختلف المناطق و تنشغل الكثير من النسوة داخل البيوت بتارقة بتحضير وجبة الكسكس لإطعام الضيوف.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)