أكد السفير الصحراوي في الجزائر بشرايا حمودي بيون، ان القضية الصحراوية حققن مكاسب على كافة الأصعدة طيلة 42 سنة مضت عن إعلان قيامها، مشيرا إلى أن المغرب الذي يعتبر دولة احتلال يجد نفسه اليوم في عزلة، مضيفا في حوار مع "الخبر" أن قرار المعتقل السياسي النعمة اسفاري الإضراب عن الطعام رسالة لمجلس الامن والمجتمع الدولي بأن الصحراويين مستعد للتضحية حتى النهاية ضد اهانة المغرب لهم.
بعد 42 سنة عن إعلان تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية، ما هي أهم المكتسبات المحققة في طريق تقرير مصير الشعب الصحراوي؟
يحتفل الشعب الصحراوي هذه الأيام بالذكرى ال 42 لإعلان قيام الجمهورية الصحراوية، ويجب هنا الفهم لما تم الإعلان عنها، فقد حدث ذلك لان الدولة الاسبانية المستعمرة للأراضي الصحراوية آنذاك تخلت عن مسؤولياتها، ولم تقم بتصفية الاستعمار طبقا لما ينص عليه القانون الدولي، فلا هي نظمت استفتاء لتقرير المصير، ولا سلمت المنطقة للأمم المتحدة، بل سلمتها لبلدان أخرى، وهذا غير قانوني، ولم يكن يحق لها أن تعمل ذلك، وبهذا خلقت فراغا قانونيا، وبالتالي كان على الصحراويين ان يعلنوا قيام الجمهورية الصحراوية عام 1976.
ومما لا شك فيه، هو أن الجمهورية الصحراوية منذ ذلك الوقت والى حد الساعة، حققت مكاسب كثيرة، إذ لها سفارات في كثير من دول العالم، ولها حكومة ومؤسسات، ووزارات ومنها الخارجية والدفاع والتعليم والصحة، اذ أقام الصحراويون البنية التحية التي لابد منها خلال هذه السنوات الماضية، والجمهورية بذلك يمكنها التعاطي مع جميع دول العالم، وكذا مواجهة مشاكل وظروف ومعاناة الشعب الصحراوي، وطرح القضية الاساسية حول الغد عندما ننتهي من الاحتلال.
أضف الى ذلك الجمهورية الصحراوية موجودة في العديد من المنظمات الدولية، وفي الاتحاد الافريقي، وبنفس حقوق وواجبات كل الدول الاعضاء فيه، ومؤخرا وبعد مغادرة المغرب في وقت سابق الاتحاد الافريقي، انظم اليه منذ سنة، وجلس معنا في نفس القاعة، ومع دول اخرى ومع دول الاتحاد الاوروبي واليابان، فإذن الجمهورية العربية الصحراوية اضحت واقعا لا رجعة فيه، والمغرب سواء احب او كره عليه التعامل والتعاطي مع هذا الواقع، وقبول الجمهورية الصحراوية في قمم الشراكة الدولية يؤكد انها واقع لا مفر منه، وفي قمة ابيدجان الاخيرة، كانت الجمهورية الصحراوية عاملا مهما ومساعدا وضمانا في نجاح القمة وليس معرقلا كما تحاول المغرب اظهاره.
كذلك، تبنت الجمهورية الصحراوية سياسة تعليمية وعلمية وثقافية، لان اسبانيا بعد فترة استعمار دامت 90 سنة، تركت جامعي صحراوي واحد فقط، كونها اعتمدت سياسة تجهيل الشعب، واليوم الحمد لله هناك الاف خريجي الجامعات، من دكاترة ومهندسين وغيرها من التخصصات، وهذا بفضل السياسة المعتمدة من قبل الجمهورية الصحراوية والجبهة الشعبية للساقية الحمراء ووادي الذهب، بالاعتماد على تثقيف الشعب، والان المغرب يعتمد نفس السياسة التي اعتمدتها اسبانيا سابقا، من خلال تجهيل الشعب الصحراوي المتواجد في المناطق الصحراوية المحتلة، فمستوى التعليم في هذه الاخيرة على الخصوص في الحضيض، ووعيا من الجمهورية الصحراوية والجبهة بأهمية التعليم فتحنا علاقات مع دول كثيرة ارسلنا اليها الطلبة الصحراويين، في مقدمتها الجزائر وكوبا وسوريا وأمريكا اللاتينية ومعظم دول اوروبا، لأنه لا يمكن فهم معنى الحرية ان لم يكن هناك تعليم.
وهو نفس الشأن بالنسبة للعديد من المجالات..
طبعا، والحمد لله الان لدينا مستشفيات في كل الولايات في مخيمات "العزة والكرامة"، وكذا مصحات في كل الدوائر، ولدينا علاقات في هذا المجال مع الكثير من الدول، من بينها الجزائر وكوبا واسباني، نرسل لها تلك الحالات التي يصعب معالجتها، وصراحة الوضعية الصحية جيدة في الجمهورية الصحراوية مقارنة مع دول الجوار على غرار مالي التشاد وموريتانيا والنيجر، اعتمدنا فيها ايضا على موضوع الوقاية، والتي هي أمر أساسي، لأن "الوقاية خير من العلاج"، وهي السياسة التي تم اعتمادها منذ البداية من خلال توعية المواطنين.
وكذلك ميدان الدفاع، الحمد لله تاريخ حرب الجيش الصحراوي مع المغرب معروف، والجمهورية الصحراوية تمكنت من بناء وزارة للدفاع، ولحد الان جيشنا الصحراوي مازال موجودا وجاهزا، بقوته وتدريبه وتطويره، وفي مستوى ما تتطلبه المرحلة.
وكذلك في الجانب الإقتصادي، اذ بنت الجمهورية الصحراوية وزارات طبقا للوضعية الراهنة فيها، وبالرغم من شح الامكانيات كون ثرواتنا موجودة تحت الاحتلال، ولكن تبنينا سياسة تخطيط محكم لتوزيع اكثر عدالة وشفافية للامكانيات الموجودة، لاشك ان هناك اعتماد كبير على الدعم الدولي، وعلى الدولة الجزائرية، فاليوم في المخيمات لا وجود للمتسولين، صحيح ان الامكانيات ضعيفة لكن الناس لديها قناعة، كما أنه لا وجود لأناس اليوم دون مأوى، فإذن الدولة الصحراوية على المستوى السياسي والاجتماعي والعسكري والدبلوماسي حققت الكثير من المكاسب، فلدينا اليوم 11 سفارة في امريكا اللاتينية، وفي افريقيا حوالي 15 سفارة، و3 سفارات في آسيا، وتمثيل للجبهة الشعبية في كل دول اوروبا تقريبا، وبذلك انتشار الدبلوماسية الصحراوية قوي في العالم، والمغرب ورغم اعتماده على الرشوة والكذب وعلى فرنسا كذلك، إلا ان الجمهورية الصحراوية وفي 42 سنة جميع المحاولات التي قام بها المغرب بدعم من فرنسا وأوروبا لمحاولة محو الشعب الصحراوي فشل بفضل مقاومة ونضال وتضحية الشعب الصحراوي، وايمانه بقضيته، وبفضل الدعم الدولي، فالمغرب عند احتلاله للصحراء الغربية تبنى سياسة الابادة الجماعية، وقتل الحيوانات، ورمى الناس احياء من الحوامات فقتلهم، وهناك مقابر جماعية باعتراف المغاربة أنفسهم، ليجد المغرب اليوم نفسه معزولا وفي ورطة مع الامم المتحدة، والاتحاد الافريقي، ومع الاتحاد الاوروبي، ويرفض الذهاب للقاء الممثل الاممي الخاص، حقا هو موجود في وضعية لا يحسد عليها، اذن من هو اليوم المعرقل والمدان والمطالب بالحل النهائي؟
في نفس السياق، رغم ان القضية الصحراوية حققت عدة مكاسب قانونية، الا ان الرباط يواصل انتهاكه للقوانين ويستنزف الثروات الصحراوية، كيف تفسرون ذلك؟
المغرب لا يحترم القانون، الدولة التي استعمرت الصحراء الغربية هي اسبانيا حسب القانون الدولي، بالتالي المغرب دولة احتلال، ولم يحترم القانون الدولي، وبالتالي ليس غريبا على المغرب فعل ذلك، رأي المحاكم بدء من رأي هانس كورل، للمحكمة الاسبانية، وصولا الى المحكمة الاوروبية، يقول لا يحق للمحتل لا الاستثمار ولا استغلال الخيرات في الاراضي الصحراوية إلا بشرطين أساسيين: موافقة الصحراويين واستشارتهم، لكن المغرب لا يحترم ذلك.
وكذلك النص يقول ليس للاتحاد الاوروبي الحق في عقد اتفاقيات اقتصادية وتجارية ومالية مع المغرب حول الخيرات الصحراوية، والكثير من الشركات تراجعت في الاشهر الاخيرة عند شراء الفوسفات الماخوذ من الاراضي الصحراوية المحتلة، بعد أن تم توقيف باخرتين، احداها في بريتوريا، والاخرى في باناما، فالبواخر الان ملزمة على الذهاب الى غاية جنوب الارجنتين والعودة وهو مكلف جدا، واعتقد انه لازالت هناك شركة واحدة فقط وهي هندية، فرغم محاولات المغرب تشجيعهم على الاستثمار ويدفعهم لخرق القوانين، إلا ان معظم الشركات تراجعت، وبالتالي المغرب فشل قانونيا، وحتى ميدانيا، فلا يمكن للدول الغربية التي تتغنى بفصل السلطات القانونية والتشريعية والتنفيذية، أن لا تحترم قانونا اصدرته المحكمة الاوروبية.
لا شك ان فرنسا تحاول البحث عن حلول للقفز فوق قانون الاتحاد الأوروبي لكنها لم تجد شيئا إلى حد الآن، والأمر متعلق أساسا بفرنسا واسبانيا، فمن بين 120 باخرة يحتوي عليها اتفاق الصيد البحري، 100 كلها لاسبانيا، بما معناه ان فرنسا مدفوعة من اسبانيا لإيجاد المخارج، بهدف عقد اتفاق اخر من خلال القفز على القانون، لكن الامر ليس بهذه السهولة لان المحامين المدافعين عن القضية الصحراوية لهم حجج قوية.
وضعية حقوق الانسان في الاراضي المحتلة مقلقة الى حد دفع الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي الى دعوة الامين العام الاممي الى التدخل، لاسيما بعد مقتل المناضل الصحراوي محمد الايوبي في السجون المغربية، ما هي الخطوات المعتمدة لفضح ممارسات الرباط؟
ملف حقوق الانسان يعتبر احد الملفات التي لاتزال شائكة في اطار حل النزاع الصحراوي المغربي، ولا تقدم فيه، لانه وبالرغم من مطالب العديد من الدول وحتى من قبل الولايات المتحدة الامريكية لتكليف المينورسو بهذا الملف، الا ان فرنسا تهدد باستعمال حق الفيتو في مجلس الامن، كما ان المنظمات الحقوقية الناشطة في مجال حقوق الانسان، وكذا المنظمات القارية والدولية، والشخصيات الحاملة لجائزة نوبل، تطالب بايجاد الية لمتابعة وضعية حقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة، لكن الى حد الساعة مجلس الامن لم ينجح في اصدار قرار نتيجة الموقف الفرنسي، وهذا ربما سيكون ملف حقوق الانسان من بين الملفات الشائكة التي ستخلق توترا من جديد، وهو ما دفع الرئيس ابراهيم غالي الى مراسلة الامين العام للامم المتحدة، يذكره فيها بمجموعة من العناوين يجب معالجته، من بينها ملف الوضع في الكركرات، وحقوق الانسان، واستنزاف الثروات الطبيعية، اذ لا يمكن البقاء مكتوفي الايدي، وبالتالي نحن نهنئ انفسنا في مجال الثروات الطبيعية، لكن فيما تعلق بمجال حقوق الانسان يجب على الامم المتحدة اتخاذ موقف، والا سيكون من المسائل المشجعة على الراديكالية، لكون المناضلين الصحراويين لحد الساعة يتبنون سياسة المقاومة السلمية، لكن في ظل عدم اتخاذ خطوات لحل هذه المشاكل ومعالجتها، قد يتحول الصحراويون في الاراضي المحتلة الى استعمال العنف، وهو الامر الذي لا نريده ولا نحرض عليه.
فبالرغم من الحجج المتوفرة، وموت الصحراويين بشكل يوم في الاراضي المحتلة، سواء بسبب التعذيب او اطلاق النار المباشر، الامم المتحدة لازالت تقول نحن ليس لدينا صلاحيات للتدخل في مجال حقوق الانسان، وهذا لا يمكن قبوله، فالولايات المتحدة الامريكية التي تعتبر اكبر قوة في العالم تتقدم بمقترح في مجال حقوق الانسان، الا ان فرنسا ترفض.
أعلن احد معتقلي "اكديم ازيك" النعمة أسفاري اضرابا مفتوحا عن الطعام، فهل تعتقدون ان ذلك سيحرك ملف المعتقلين السياسيين في غياهب السجون المغربية؟
الاضراب عن الطعام هو اسلوب للاحتجاج ولتنبيه المجتمع الدولي، وليس المغرب فقط، على أن هناك أنس مستعدون للتضحية حتى النهاية، وهو ما كان مع اميناتو حيدار التي اصرت على اخذ حقها او استعدادها المضي الى ما لا نهاية، وكذلك النعمة اسفاري انطلاقا من التعامل السيئ ورفاقه، راى في اضرابه رسالة للعالم على ضرورة الالتفات لحقوق الانسان، فلا يمكن للمغرب ان يفعل ما يشاء بالمعتقلين، فهو يحاول ان يبرز للمعتقلين السياسيين وعائلاتهم ان بامكانه ان يفعل ما يشاء، انتم ضغطتم في مجال الثروات الطبيعية وانا سافعل ما اريد في مجال حقوق الانسان، ونحن نعلم ان المغرب لا يحترم القوانين ولا حكم المحاكم، فاسفاري تم تعذيبه واهانته، ونتمنى ان يتحرك مجلس الامن والمجتمع الدولي، فكل هذه الرسائل مهمة، خاصة في ظل التحضير لتقرير مجلس الامن شهر افريل القادم.
عاتب قائد حراك الريف ناصر الزفزافي المحكمة على محاولة اتهامهم بالانفصال، مشيرا إلى أن الدولة لم تحرك ساكنا أمام الجهر بما اعتبره "انفصالا" من طرف أميناتو حيدر، ما رأيكم؟
الوم الزفزافي في تصريحاته، نحن نعترف بحق الريف، ونطالب باحترام حق كل المغربيين، سواء كان ريفيا او من أي منطقة مغربية، لذا الزفزافي ليس له الحق بان يقول عن الصحراويين مغاربة، الصحراء ليست المغرب، وما يقوم به المغرب في الصحراء الغربية هو محاولة اضعاف الصحراويين، اكيد اميناتو حيدار مثال يقتدى به، لذا على الزفزافي اخذه كمثال للصحراويين، وليس للمقارنة، لانها ليست مغربية، كما ان المغرب لم يفعل شيئا واحدا ضد اميناتو بل اشياء كثيرة، واعتقلها وعذبها طيلة 5 سنوات وهي مسجونة مغطاة العينان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : هبة داودي
المصدر : www.elkhabar.com