الجزائر

الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين بباتنةإحصاء 300 طفل معاق متمدرس في الوسط العادي



 
يجتهد النحالون عند بدء موسم الإزهار، في البحث عن أنواع جديدة من الأزهار لتمكين النحلة من الرعي عليها، من أجل إنتاج أنواع أخرى من العسل، ولعل هذا ما قامت به نورة ضيف الله طبيبة بيطرية وممثلة عن منحلة الإخوة ضيف الله، حيث تمكنت من عرض نوع جديد من العسل، وهو'' عسل الرتم ''في الطبعة الثالثة لمعرض العسل الذي احتضنته بلدية بوزريعة مؤخرا.
وتقول السيدة نورة في حديثها لـ'' المساء'': ''ينبغي أن تعرفوا أولا أننا نحن النحالين بصفة عامة، عندما نمارس عملية الترحيل، نفتح أعيننا على كل أنواع  الأزهار التي تنتجها الطبيعة، رغبة منا في استغلالها، واكتشاف ما يمكن أن تقدمه لنا من أنواع مختلفة من العسل، وتضيف: ''فقبل نقل صناديق النحل، نقوم بدراسة المنطقة للتأكد من بعدها عن التجمعات السكنية، وخلوّها من صناديق نحالين آخرين، لتجد النحلة ما ترعى عليه، واحتوائها طبعا على أنواع كثيرة من الأزهار، سواء كانت لنفس الأشجار أو لأشجار مختلفة، كما نسأل أيضا -خلال بحثنا- إن كانت الحيوانات ترعى على بعض النباتات المنتجة للإزهار، فإن كانت ترعى عليها فهذا يعني أن النحلة بإمكانها أن ترعى أيضا عليها، وتنتج عسلا مختلفا ألوانه.
وعن عسل ''الرتم''، هذا النوع الجديد من العسل، أوضحت أنه جاء بالصدفة،  حيث قالت: ''اخترنا منطقة الأغواط كمكان ليرعى به النحل، حيث كانت تنتشر به أشجار ''الرتم'' التي لمن لا يعرفها، هي عبارة عن أشجار قصيرة كثيرة الأغصان، تنتج وريقات شريطية الشكل، أما أزهارها، فهي إما بيضاء، أوصفراء، وتشبه تقريبا أزهار الياسمين''. ومن خلال بحثنا، تستطرد محدثتنا: ''تبين لنا أن الأشجار ذات الأزهار البيضاء لا ترعى عليها الحيوانات، وبالتالي لا تنتج عسلا على خلاف الأزهار الصفراء، ومن مميزات هذه الشجرة أيضا أنها كانت تستخدم للتدفئة، ويستخرج منها الفحم، ولأننا لم نجرب من قبل هذه النبتة، اكتشفنا بعد نهاية موسم الإزهار أن النحل الذي رعى على أشجار ''الرتم'' أنتج عسلا، فقمنا بجمعه، ومن خلال البحوث التي قمنا بها، تبين لنا أننا بصدد نوع جديد من العسل أطلقنا عليه اسم عسل'' الرتم ''، نسبة للشجرة التي تغذى عليها النحل.
وعن أهم مميزات عسل ''الرتم''، قالت السيدة نورة: ''إنه عسل ذو لون أسود، ورائحة قوية، ولا يتبلور''، أي لا يجمد، ومن خلال البحوث التي قمنا بها كنحالين، تبين لنا أن هذا الأخير لديه العديد من الفوائد العلاجية التي أثبتت نجاحها بحكم التجارب التي قمنا بها على بعض الأشخاص، ومنها أنه مفيد جدا للجهاز التنفسي، يكفي فقط أن يتم إذابة ملعقة عسل في قليل من الماء حتى تكون المنفعة كبيرة، ومفيد أيضا للجهاز البولي، إذ أنه مدر للبول.

تحصي ولاية باتنة حولي 300 طفل معاق متمدرس في الوسط العادي. وتعمل الجمعية الوطنية لمساندة الأشخاص المعاقين على مستوى هذه الولاية من أجل إدماج أكبر عدد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية، كخطوة هامة لإدماجهم في المجتمع. ولاتبدوالمهمة سهلة بالنظر إلى خصوصيات الولاية وكذا''الإعاقات'' التي يضعها الناس في طريق إدماج هذه الفئة.
اِلتقينا السيد عبد الله بوخالفة ممثل الجمعية عن ولاية باتنة، فتحدث عن أهم المبادرات التي تقوم بها من أجل تحقيق الإدماج الذي يعد هاجسها الأول، يقول: ''الجمعية تأسست في 2002 على المستوى الوطني، وبدأت نشاطها بباتنة في .2005 نعمل على إدماج الشخص المعاق في المجتمع لاسيما الأطفال المعاقين المتمدرسين الذين نسعى لإدماجهم في الوسط المدرسي، وفي هذا السياق، حاولنا إعداد بطاقية للأطفال المتمدرسين على مستوى الولاية لاسيما ذوي الاعاقة الحركية، ولحد الآن، أحصينا حوالي 300 متمدرس، لكن تجدر الإشارة إلى أننا لانملك الإحصاء الكامل لعدد المعاقين، لأن الأمر يتطلب إمكانيات بالنظر إلى خصوصيات الولاية التي تحتوي على 61 بلدية أغلبها تقع في أماكن نائية''.
ومن خلال هذا الإحصاء، تقوم الجمعية بتوفير الأدوات المدرسية سنويا للأطفال المعاقين المتمدرسين، وتوفر لهم الأجهزة الطبية الخاصة بهم؛ كالعصي والكراسي المتحركة. كما تقوم بإحياء المناسبات الدينية والوطنية، ليس لمجرد إحيائها -كما يشير محدثنا- وإنما لـ''خلق جوّ لدى الأطفال المعاقين الذين وللأسف، يقبع أغلبيتهم في المنزل منعزلين عن الآخرين... نحن نحاول أن نخرجهم من عزلتهم، لأننا اكتشفنا أن الترويح والترفيه يساعد نفسيا في رفع معنويات المعاق''.
وفي نفس الإطار، تقوم بتكريم وتحفيز الأطفال المتمدرسين المعاقين الناجحين في كل الأطوار نهاية كل سنة دراسية، وتنظم لهم رحلات ترفيهية ''هناك أطفال  تمكنوا من خلال هذه الرحلات من رؤية البحر لأول مرة، إننا نوفر لهم حركية وجوا مناسبين لإخراجهم من عزلتهم، ومساعدتهم على فرض وجودهم في المجتمع''، يشير السيد بوخالفة.
ويعبر عن اقتناعه الراسخ بأن المعاق يريد أن يكون فعالا في المجتمع، بعيدا عن النظرة التي تقول إن هذه الفئة غير قادرة على فعل شيء، والدليل ما أنجزه معاقون في عدة ميادين؛ منها الرياضة. وهنا يتأسف ذات المصدر لبعض التصرفات التي تعرقل المعاقين في حياتهم اليومية منها عدم تكييف الأماكن العمومية، وتوفير المسالك ''مثلا في مراكز البريد، أتساءل من سبب الإعاقة؟ أكيد أنه ليس المعاق، ولكن هو الذي لم يهيء الطريق له من أجل أن يتمكن من الحركة وقضاء أموره مثله مثل غيره''.
وبالنسبة لولاية باتنة، يقول إن أهم مشكل يطرح بالنسبة للمعاق هو شساعة الولاية وتضاريسها الصعبة التي تمنع بعض الأطفال المعاقين من الالتحاق بالمدرسة، لذا من الضروري توفير النقل لأن الأولياء لايمكنهم ترك عملهم من أجل إيصال أولادهم كل يوم للمدرسة. كذلك هناك تأهيل المحيط المدرسي، عن هذا يشير: ''هناك جهود مبذولة لكن نتمنى أن تتحسن بتوفير المسالك في المدرسة وداخل القسم، لايمكن أن نترك الكرسي المتحرك في الفناء ونحمل الطفل... أتذكر هنا حكاية طفلة معاقة حركيا قالت لي يوما: لا أريد أن يحملوني ويضعوني في الكرسي، أريد أن أدخل وحدي إلى القسم في كرسي المتحرك. إنها أمور بسيطة وتسمح بربح الوقت... المعوق لايحب أن يكون عالة على المجتمع، وإنما يريد المشاركة في المجتمع ولا يجب أن يخجل المعاق بإعاقته، بل بالعكس عليه أن يفرض نفسه''، ويضيف: ''هناك ترسانة قانونية تحمي المعاق في الجزائر، لكنها في الواقع غير منفذة... كما أنه يجب القول إن الشخص المعاق غائب أحيانا عن الساحة وربما يعود ذلك إلى إحباط أصيب به، لذايجب توعية المجتمع والشخص المعاق لنخلص إلى فكرة التنمية التضامنية''.
وعن هذه الأخيرة، يقول إنها مهمة لأنها تسمح بإشراك كل الأطراف في التنمية، وبالنسبة لفئة المعاقين، فهي تسمح لهم بالعمل مع الآخرين أي الأسرة والمدرسة والجمعيات... الخ من أجل حل المشاكل التي تعاني منها أوحتى تنظيم نشاطات خاصة بها.
لذا دعا إلى تضافر الجهود بين الجميع في إطار هذا المفهوم الجديد للتنمية، حتى لايلقى العبء على عاتق جهة واحدة، ويختتم بالقول: ''عندما نوفر الظروف الملائمة لإدماج الطفل المعاق فهي قمة التضامن''.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)