الجزائر

الجفاف وحصاد الغبار



الجفاف وحصاد الغبار
استغرب الناس من موجة الحر الأخيرة، والجفاف الذي صار يهدد " محاصيل البيطون" ولم يكن لوزارة شؤون الدينية والأوقاف سوى الدعوة لصلاة الاستسقاء لإنقاذ ما بقي من موسم فلاحي، لا يكاد يطعم بعض البلديات، لذا فإن الشباب المتهكم راح يسخر من الواقع المتعلق بالطقس سيما بعد ان صلى الجزائريون صلاة استسقائهم فهطل المطر في باريس، والأمر عادي ما دام أن قمحنا وشعيرنا وحتى أعلاف دوابنا ومازوتنا وبنزيننا يأتينا من هناك، لذا لا عجب ولا استغراب لكل من تعجب واستغرب لأن الأمر عادي، فالأمطار عندنا حين تهطل لا تنبت زرعا بعدما يكاد الزرع ينقرض، ولكنها لا تزيد الطرقات سوى طينا وتملء الحفر سوى ماء يكاد يكون بحرا متوسطا من كثرة شساعة الحفر التي تبتلع الشاحنات وليس السيارات فقط. يحق لنا الصلاة كي تهطل الأمطار حين يكون لنا زرعا وشجرا تينا وزيتونا واعنابا، أما ونحن على هذا الحال من حرث الأرض وزرعها عمارات وبنايات فإن انتظار المطر أمر مستغرب، وسخرية الشباب منطقية وواقعية بعدما لم يعد يجدوا حتى حقولا يتجولون فيها ويمارسون فيها هواية صيد عصافير الحسون " المقنين" هذا الأخير الذي انقرض منذ ان انقرض معه القمح والشعير وصارت الحقول أحياء بلا هندسة ولا شكل ولا لون، إذا فإن هطول المطر لن نحصد معه قمحا ولكن طينا، والجفاف طبعا نحصد منه غبارا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)