الجزائر

الجزائريون يعيشون يوما تاريخيا .. يوم يُساق المجرمون إلى المحاكم فردا !



البلاد.نت- حكيمة ذهبي- لم يكن الجزائريون، الذين خرجوا في مظاهرات للمطالبة بوقف تمرير عهدة خامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، يدركون أن الحراك الشعبي سيمكّنهم في يوم من الأيام أن يروا صور مسؤولين عسكريين ومدنيين سامين في الدولة، مقتادين إلى بوابة المحاكم، لكنهم سجلوا يوم 5 ماي 2019، في الذاكرة التاريخية، أن ثلاثة رجل ظل اقتيدوا فردا فردا إلى المحكمة العسكرية بالبليدة.بعد 11 جمعة من الحراك الشعبي، رأى الشعب الجزائري اليوم، تهاوي ثلاثة "رجال" في صورة واحدة، لم يكن أكثر الجزائريين تفاؤلا يتصور أن مثل هذا اليوم قد يأتي، مدير الاستعلامات السابق الجنرال محمد مدين، مدير المصالح الأمنية السابق عثمان طرطاق وشقيق رئيس الجمهورية السابق، سعيد بوتفليقة، اقتيدوا فردا إلى المحكمة العسكرية صبيحة اليوم لمواجهة تهم المساس بسلطة الجيش" و "المؤامرة ضد سلطة الدولة".
الساعة تشير إلى الثالثة وأربعين دقيقة، بث التلفزيون العمومي، موجزا خاصا، الأعين كلها مصوبة نحو تلفزيون الحكومة، اتفق الجزائريون الذين وجدوا من "فايسبوك" فضاء للتنفيس عن نشوتهم على تسميته ب "اليوم التاريخي".
لم تكن عبارة أبلغ من آية كريمة وردت في الآية 26 من سورة آل عمران: "قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".
وعلق النائب عن الجالية، نور الدين بلمداح، على الصورة قائلا: "السعيد بوتفليقة الذي كان يسيّر الجزائر منذ 1999 كان فقط المشي إلى جانبه يجلب لك المناصب والجاه، وهاهو الآن يقاد إلى محكمة عسكرية وسجن عسكري تحت الأرض سيقضي فيه رمضان وربما ما تبقى من حياته بسبب التهم الخطيرة الموجهة له وهذه ستكون سبب جلطة أخرى ستصيب أخاه الرئيس المستقيل ... أدعوا الله أن يقضي رمضان وباقي سنوات حياته كل من نهب وسرق واحتقر الشعب الجزائري".
وكتب الإعلامي، قادة بن عمار، على حسابه عبر موقع "تويتر": "هذه الصور ستبقى راسخة في الأذهان، لأشخاص اعتقدوا أنهم ملكوا البلاد والعباد.. صور ما كان لها أن تتحقق لولا الحراك الذي أطلقه الشعب واحتضنه بسلمية، ولولا مرافقة الجيش.. المطلوب الآن بناء دولة القانون والحريات حيث لا مكان لسعيد جديد ولا توفيق آخر.. وذلك هو الرهان الأصعب".
وقال الإعلامي عثمان لحياني، تعليقا على صور الثلاثة أمام المحكمة العسكرية: "تجوز الشماتة كما يجوز الحسد في العلم ويجوز التشفي كالكذب في إصلاح ذات البين.. لا تُشفي الصور غليل العمة شريفة ولا تبرأ لكنها بعض كمد".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)